١٠

21.4K 428 10
                                    

النهاية
لم يكمل الضابط حديثة حتى شقت صرخة والدته السكون والزعر المحيطين ....وأختل توازن الأب ...
ساق الضابط بتول أمامه وعلى تمام العلم أنها النهاية فعبد الرحمن تلك المره لن يساندها ....ربما سيتركها ويتخلى عنها ...

جلس بقاعة الانتظار… قناع الحزن والألم لاينفصل عن ملامحه الهادئة المستكينة قلبه يوخزه بشده… ظل جموده وسكونه فترات… حتى تبخر ذلك عندما قرر فتح هاتفه… لامكالمات سوا رساله صوتيه من رقم مجهول… ربما تكون هي سيفتحها ويسمع صوتها لأخر مره ربما… لتكون المفاجآة لم تكن هي بل آخرى… قلبت كيانه… نهض متعثراً يجول بغير هدى في صالة المطار ..ليصطدم برجل كبير بالسن فيقع ما كان يحمله ..هتف عبدالرحمن وهو يجلس يلملم الأوراق
-آسف… اصطدمت حدقتية المهتزتان بخبر كالصاعقة أصابه… وصورة نفضت جسدة كالملسوع…
(مقتل موظف البنك المختلس سابقاً ورجل الأعمال الحالي أمجد المنصوري بيد زوجة أخيه )
أمسك الجريدة بهلع… يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغه يهز رأسه بعدم تصديق أختلط برعبة… أنفاسه المتسارعة وارتباكة جعل نظراته تزوغ ولم يعد يرى الحروف والكلمات إلا متراقصة متداخله… لملم شتاته الضائع وغادر تاركاً كل شئ خلفه…
************
اجتمع الكل عبد الرحمن غادر ملتاعاً للقسم وأمنية ظلت مع والدتها التى تصرخ منادية على ولدها ووالدها الصامت ودموعه متحجره بعينيه ....لا يدري على أي يحزن ...
كفيه تجوبان ظهرها في محاولة لمؤازرتها وصبغ جسدها بأمان وحنان تحتاجه ....عينيه تُعتصران والف فكرة خبيثة تحتل عقلة وتهاجمه ..لقد أذاه أخوه حياً وميتاً ....
جلس متخذاً لها في حضنه يمسح دموعها من وقت لأخر وهى لا تقوى على الكلام ...بهمس مرتجف وعيون تترقب
- بتول أنتِ..
أجابته وهي تتعلق بعيونه
-دمر حياتي وكان بيبعدني عنك ...كان نفسي أقتله فعلاً يا عبدو بس معملتهاش ...والله ما أنا ....
ضمها بقوة لأحضانه وهو يعتذر بألم
- سامحيني
شددت من أحتضانه هامسة
- أنت سامحني يا عبدو.....شوف حياتك ربنا انتقملك مني ومنه
وضع سبابته على شفتيها مزعناً برفض
-أوعى تقولي كده تاني ..أنا ضغطت عليكي ومصدقتكيش ....وموقفتش جنبك وسبت نفسي لشيطاني الي أستغله أمجد ..هتطلعي من هنا وهنسافر كلنا أنا مش هسيبك ...
انتهت كلماته بدخول أمين الشرطة والضابط لتقف بتول وقد وصله همسها الخافت
- متتخلاش عني..
جلس يحتضن هاتفه يعيد رسالة أمجد مراراً وتكراراً بصوت يصدع بأذنه
سامحني يا عبد الرحمن طول عمرك كنت أحسن مني فكل حاجه ..وطول الوقت كنت بشوف نفسي أقل منك بكتير بسد نقصي بكرهك وتدنيسك ...بتول مظلومة ..وبتحبك ...خلي بالك منها وسامحها وسامحني
رساله صوتية ارسلها أمجد له قبيل موته لقد سلم الهاتف للشرطة عل رسالته تكون في صالح بتول .....
الغبية ذهبت له تهدده أن يبتعد عنها وأمجد كان أكثر من وضيع سجل لها تهديدها بالاضافة للكاميرات التي رصدت دخولها ....هاتف أمجد بحوذة الشرطة يتم أفراغه ...
بعد مرور يومان
جاءه اتصال من المحامي يخبره فيه قائلا
-استاذ عبد الرحمن في تحول رهيب فالقضية ...الست الي أمجد اغتلس معاها الاموال من البنك جات واعترفت بقتله ..
انتفض عبد الرحمن هاتفاً
-بجد ...أنا جاي حالا ...
لقد تم تبرئة بتول وخرجت من محبسها احتمت بجدران حجرتها ما عانته كفيل بأنهيارها ...
--------------------------
دخل عبد الرحمن متسللاً...راقب نومتها ...جلس بجانبها يمرر ككفه على بطنها بحنين فاض من مقلتيه ....همس بشجن
-أنا مش عارف أنت ولد ولا بنت ..بس نفسي تكون شبه ماما ولو بنت تبقى بتول ولو
قطعت همسه بهمس رقيق
-ولو ولد عبد الرحمن .
ابتسم عبدالرحمن وحط بناظريه على وجهها الصبوح ليهمس وقد لامست اناملها خدودها
-صح النوم ....بعدين هيكون اسمه عبد الرحمن عبدالرحمن .
اعتدلت بتول بتعب لتسائل بنبرة أمتلأت حزن
- اخبار ماما ايه ...؟
ازاح عبد الرحمن خصلاتها جانباً وقد لمس خوفها ورهبتها من مقابلة والده ووالدته
-كويسين كانوا عايزين ييجوا يطمنوا عليكي بس قولتلهم نايمة
هزت راسها بغير اقتناع ...ليظهر عبد الرحمن صندوق مغلف

فتح علبة… لتتفاجئ بتول بالكثير من الحلوى… فهمست مشدوهه وهي تبدل نظراتها بينهم
-أيه ده… ؟
قلّب عبدالرحمن محتوياتها ليخروج بعروس صغيرة ترتدي فستان أبيض قائلا
-كل سنه وأنتِ طيبة… دي حلويات المولد ..
امسكت بتول بالعروسه ونهضت لتضعها بجانب الأخريات التي أمتلئت بهم طاولاتها… فلطالما كان عبدالرحمن كل عام يحضر لها العروس ومعها الحلويات…
ظلت تنظر إليهم بعيون دامعه… نهض عبدالرحمن ووقف محتضناً لها من الخلف يداعب أذنها بشفتيها قائلا بهمس يخترقها
-مينفعش أنسى يا بيتو…
ضمت كفيه بكفيها هامسة
-ربنا ما يحرمني منك.
أجابها بهمس خافت وهو يوزع قبّلاته بسخاء
-ولا منك…. لكنه فجأة أبتعد تعتلي ملامحة الجدية يهتف بمشاكسة متخفية
-بيتو أنتِ استحميتي بعد ما طلعتي من السجن.
عقدت بتول حاجبيها وتشممت نفسها قائلة بصدق
-ايوه… .
سد عبدالرحمن أنفه قائلا بنفور زائف
-أمال ريحتك يعني ..
بتول وهي تتشمم ملابسها
-مالها ريحتي ..
مط عبدالرحمن شفتيه متابعاً وهو يحك رأسه
-مش عارف… هي منتنه شوية
شهقت بتول فاغرة فمها ورفعت قبضتها بتنمر
أنا منتنه ياعبدو…
-ابتعد عبدالرحمن عدت خطوات للخلف وهو يمط شفتيه ببراءة
-يعني أنا غلطان بقولك الحقيقة…
ابتعدت بتول واتجهت ناحية الخارج مندفعة للمرحاض ليحاول عبدالرحمن إيقافها قائلا
-رايحه فين… .
اجابته بعدم انتباه
-هستحمى…
لم بتشعر بعد ذلك إلا بجسدها محمولاً بين ذراعية… يداعب أنفها قائلا
-بهزر يا بيتو بهزر… .
ضربته بكفه على كتفه معاتبة برقة
اخص عليك ياعبدو
اقترب عبدالرحمن من ثغرها هامساً بعشق
-بحبك يا بيتو…
أحاطت عنقه تبادله الهمس الدافئ
-وأنا كمان بحبك أووي ..
*************ً

ثورة عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن