الفصل الرابع

13.1K 320 27
                                    

وقفت بغباء تطالع وجهها في المرآة . . تبحث عما تغير بها ؟ لم تكن حمقاء كليا لتفكر
كيف لقبلة واحدة أن تغير ملامح شخص ما . ولكنها فعلت . .
ربااه لقد قبلها ذياب ؟ ؟ احمرت وجنتيها بخجل وهي تتذكر تلك القبلة التي جعلتها تتوقف مكانها بذهول ، تتجمد حتى عن الرد او التنفس .

راقبت ابتعاده وملامح وجهة المشدودة وكأنما فاجأ نفسه قبل أن يفاجأها . .

ودون كلمة كان ينسحب ؟ هل ارتكبت خطئا ما ؟ لامست شفتيها بتردد وكأنما ستحرقها ثم تنهدت وهي تفكر . . لقد مضى على زواجهما ما يقارب الاسبوع ولم يقترب منها حتى سوى اليوم ؟ ؟ ألا تعجبه ؟ هل كان مرغماً على الزواج منها ??!!
ومن قد يجبر ذياب الشريف ؟ ؟ جلست باستياء على طرف الكرسي وهي تفكر سبب تركه لها حالما ابتعد بحجة التمشي بالخارج لبعض الوقت ، وهي مارست
مهامها بتلقائية . .

نظفت الطاولة وبعدها المطبخ لتقف الان كالبلهاء وتناظر نفسها في المرأة
تنهدت بحنق ثم تذكرت ما لديها في المبرد . .

التمعت عينيها بجشع وسارعت لاخراج العلبة الضخمة من المثلجات والتي قد بدأت بأكلها في السيارة ثم جلست على الشرفة تلتهمها وهي تشاهد غروب الشمس . .

لا تعرف كيف مضي الوقت لتتفاجئ بأنها قد التهمت نصف العلبة الضخمة دون أن تشعر حتى .

ما أن حل الظلام حتى نهضت متكاسلت وهي تشعر بمغص خفيف وثقل في بطنها لتتأوه سأصاب حقاً بالمرض . . انا مفجوعة وأستحق . تحركت نحو المطبخ تضع الباقي في البراد ثم غسلت ملعقتها وهي تهمس محادثة نفسها
-يجب ان اتحرك باستمرار . . سيزول المغص واساعد نفسي لهضم كل تلك الكمية .

ثم توجهت نحو جهاز الراديو القديم وبحثت في تردداته حتى وجدت احداهن تبث الحانا شرقية ناعمة . .
رفعت الصوت وبدأت تتمايل بخفة غارقة عن العالم حولها . . ! !

راقبها تتنقل فيما حولها كما الفراشة شعرها الطويل يتراقص على كتفيها بمرح وهي تدندن لحنا شرقيا مع نغمات تصاعدت من الراديو العتيق ، لم يرها قط من قبل بهذا الاسترخاء والهدوء وكأن الابتعاد عنه ولو للحظات يبعث فيها شعورا بالحرية وقد اغاظه هذا الأمر وأتعبه كما لم يظن ابدا لقد خرج بعد قبلتهما الخاطفة يحاول أن يبث في نفسه بعض الثقة ، ويتركها لتعتاد فكرة الاقتراب منه دون أن يزيد عبء تواجده حولها عليها ، ولكنها تبدو بعيدة جداً عن الاضطراب الذي كان يظن ؟ ؟

وظهر الغضب على ملامحه وهو يقترب يخترق خلوتها بعصبية جعلتها تجفل وتتوقف حركاتها الراقصة دفعة واحدة وعينيها تتسعان بتوجس من مظهره المتحفز

- لم اكن اعرف انك تجيدين الرقص ؟
قال بحنق لم يعرف سببه . .

لتجيب مترددة
- لم . . لم ارقص .
همست بخوف ليكشر بابتسامة متوحشة وهو يحاصرها في احدى زوايا المطبخ

ورد_لعبير قائدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن