في الصباح التالي أخذها ذياب بنفسه للمعهد . وكما قال فقد كانت هناك مقابلة رسمية مع بعض الاساتذة ومن ثم اعطوها لوحة وقلم فحم لترسم لهم ويرون مهاراتها . .
لم تستغرق المقابلة ومهلة الرسم سوى ساعة الا عشرون دقيقة . .
من ثم كانت تغادر الغرفة الى حيث انتظرها زوجها- مالخبر ؟
-لا اعرف . . سيخبرونني بعد قليل .
قالت بتوتر ليجذبها من يدها لتجلس جواره وقال بخفوت- لاتقلقي . . سيقبلون بك . قبضت بقوة على كفه التي تحيط اصابعها ونظرت في عينيه الدافئتين
- ماذا ان لم يقبلوا بي ؟
- سيفعلون . . قالها بثقة لتصمت وتنظر لباب الغرفة بتوتر فضغط على اصابعها المتشنجة وهمس
- لاتخافي . . ثقي بي . ابتسمت له وانتقلت ثقته اليها لتنشر ارتياحاً عارماً لم تعرف له سبباً . ولكنه كان فقط لوجوده قربها ، للمرة الاولى تجد من يسندها في لحظات صعبة .
حين وقفت لأول مرة وحدها كان في وفاة والدها ، انهيار أمها لم يترك لها سوى ان تتخد الدور القيادي رغم صغرها ، حينها اصبحت مسؤولة ليست فقط عن نفسها ولكن عن أمها . لم تترك الحزن يقتلها ووقفت وقاتلت بشراسة التنهار فجأة حين توفيت امها . .
احتقنت عينيها بالدموع وطرفت برموشها بخفة كي لا يلاحظ ، حين فتح الباب وظهر أحد اساتذة الرسم ليقف امامهما بابتسامة واسعة
- مبروك لك أنسة ورد . . بامكانك مباشرة الدراسة في الاسبوع القادم تجهم وجه ذياب بشدة وهو يلاحظ الطريقة التي كان الرجل يناظر بها ورة والتي لم تكن لتسعها الفرحة وعبرت عنها بطريقتها الخاصة وهي تصفق بيديها بجدل وتقفز دون مراعاة لوجوده مما حول تجهمه الى غضب بارد وهو يقبض على ذراعها بقسوة هامسا اسمها من بين اسنانه
- ورد ?!!!!
تيبست ورد وهي التي لم تسمعه في يوم يخاطبها بتلك النبرة ، ولم ترى تلك النظرة التي جمدتها مكانها من قبل في عينيه .
تراجعت بخشية وعينيها تتسعان بخوف بينما يلتفت هو الى استاذها ليخاطبه بنبرة جليدية
- شكراً لك استاذ . . زوجتي ستأتي في مواعيد دروسها نشكر لك تعاونك .
راى نظرة الرجل الأخر تضطرب وهو ينقلها بسرعة خاطفة بينه وبين ورد قبل ان يصافحه بتردد ثم يسحب ذياب كفه وجذب ورد اليه بتملك واضح وهو يدفعها للمغادرة .
كانت منكمشة على نفسها لا تستطيع فهم سبب غضبه الشديد والذي تجلى فعلا في نظرته الحمراء ، وأوداجه المنتفخة .
قادها الى السيارة التي انطلقت بهما عائدة الى المنزل يقودها سائقه الخاص بينما جلس هو متباعداً وعيناه في الخارج عبر الزجاج المظلل
أنت تقرأ
ورد_لعبير قائد
Lãng mạnلم يكن يريد أن يبكيها و لم يكن يريد أن يرى دموعها الحارقة والمريرة وهي تذكر مأساتها التي عرفتها منذ أربع سنوات بعد أن كان شوقها الكبير الانجاب طفل يطغي على كل تفكيرها حتى أنها جهزت الغرفة الصغيرة الملحقة بجناحهما القديم وفرشها بكل ما يلزم الطفل الط...