4

3.5K 362 140
                                    



" ما هذا الذي سمعته؟؟؟ لِمَ لديها هاتف ولمْ يعلم احدٌ منكم عن ذلك؟!! أتودون الموت؟!! "
انتفخت اوداجه من الغضَب الذي كاد أن يقتله، كان يصرخ على موظَّفيه غير مستحمل فكرة أنها بلغت عنه، كان وضعها مألوف وكأنها مرتاحة لكنّه أزال تلك الفكرة عن باله فهو لا يعلم عن أفكار الكِبار، هو يعرف مايفكّر به الأطفال فقط

فقط الأطفال.

أمر بسائقه الخاص أن يجهّز ويدبّر ثلاث حافلات كبيرة لِتكفي للأطفال كلّهم، وفورما أتت تلك الحافلات ركَب جميع الأطفال قسرًا، وبالكاد استطاع ان يجعل من إيزابيلا تركب؛ فقد استخدم حيَلهُ الخاصة.

ركب كلٌّ من الأطفال وإيزابيلا للحافلات برعب من هذا الأمر؛ فإكس لم يُفكر قط بأن يُخرجهم لأيّ مكان.

" اذهب نحو القرية التي تقبع بجانب هذه المدينة "

وصَلوا لِوجهتهم.. قرية مهجورة لمْ يدخلها احدٌ من سنين، والقصص المرعبة وخرافات الناس تدخل وتخرج منها.

هوَ ذكي، ذكي لأنه خطط لِيومٍ كهذا؛ يوم يُكشف مكانه لِيذهب نحو سجنِه الآخر في تلك القرية، كان كلّ شيء جاهز بمعنى الكلمة

الزنزانات
صالة الأكل
غرف التعذيب
غرف النوم
وكلّ شيء كان موجود في إحدى زوايا تلك القرية ملكٌ له.

انزلهم ووضع كلًّا منهم في زنزانته كما في السابق.. عدا إيزابيلا المُغشى عليها؛ فهو وضعها في غرفةٍ معزوله كعقاب لإفشاء اسراره.

استَيقظَت في منتصف الليل مفزوعه، مفزوعة ممّن يجلِس قِبالتها مُميِّلًا رأسه. جلست سريعًا معدلةً نفسها وقالت مع ارتجافها من البرد القارص :
" أين أنا؟ "

" مرحبًا بكِ في افضل شيءٍ ستحصلين عليه في حياتكِ، إيزابيلا "
توقّف عن الابتسام فور نطقه لاسمها ثم استقام، هيَ كانت تتبعه بِعينها المُتعبه، المتعبه من كلِّ شيء والمُشتاقه لتلك الأيام السّالمة.

توجّه نحو آلات تعذيبٍ جديدة لَمْ تُلمس من قبل، ابتسم لِيمسكَ بِأحدها والتي كانت حديدةً طويلةً عريضة، وفي يده الأخرى مقص ومُشط.

تقدّم نحوها وهيَ كانت تحاول النهوض لكنها.. مُربطة بِإحكام، اخذَ تِلكَ الآلة التي تشعل النيران لِيُشعلها على الحديدة جاعلًا منها تسخن بشكل قويّ.

هِيَ شعرت بالضعف أمامه ولإوّل مرة؛ فقد كان جسدها يؤلمها جدًا وتشعر بالجوع والعطش، حتى أنها كانت تُعطيه نظرةً غير آبهه وكأنه لا يهمها لكن إن بدأ بتعذيبها سيظهر كلّ شيء خبأته وسيظهر ضعفها.

فورما شعر بأن الحديدة اكتفت من الحرارة، قرّبها من ذِراع إيزابيلا ونظرَ لِعينها التي كانت تغمضها بقوة لِيبتسم، وضعها أخيرًا على ذِراعها لِتصرُخ صرخةً قوية معبّرة عن ألمها، هوَ لم يكتفِ بذلك بل امسكَ بِذراعها الأخرى وحرقها بالحديدة الساخنة تلك.

ولأول مرة كانت تبكِ ألمًا وتصرخ طالبةً مِنه التوقّف عن ذلك، توقّف نهايةً ثمَّ اردفَ بِكلّ برود :
" شعركِ لا يعجبني "

امسكَ بِالمقصّ وفرشاة الشعر لِتمسكَ هيَ نفسها حتى لا تترجّاه عن عدم فعل ذلك، لأن هذا الشيء الوحيد الذي كان والدها يحبّه بِها..

قصّه بكل برود وسط انسياب دموعها حتى انتهى، اصبح شعرها أعلى كتفها لِيرفع حاجبه برضى وإعجاب،

" آخر شيء لليوم "
قالها ونهض من مضجعه لتتنهّد هي بضعف غير مستحملة فكرة ان جسدها سيتعذّب أكثر، أحضرَ سوط ورجفها بقدمه لِتسقط على الأرض على وجهها، همّ بضرب ظهرها بالسوط حتى صرخت هي قائلةً :
" إكس ذلك يكفي، إنه يكفي! "

توقّف في مكانه والسّوط بيده، فجأة مرّ عليه شريط الماضِي
صراخه
ترجّيه
بكاءه
ألمه
كلّ هذا مرّ على باله لِيُسقِط السوط أرضًا ويخرج دون إصدار أيّ صوت تحت بكاء إيزابيلا.

دخَل لِغرفته وأغلقَ الباب لِيَمسك بِشعر رأسه
" لِمَ أنا كذلك، لِمَ ورثت ذلك منه؟ "
أراد إيقاف تفكيره العميق ذاك بِالنوم.. لكنّه تذكّر بأنها ستشعر بالبرد، وهذا ما جعله يبتسم نهاية أفكاره السوداء تلك.

لَمْ يُفكّر قط بأن يذهب ويجلب لها بطانيةً، او على الأقل يفكّ رِباطها، هو فقط ذهب لِسريره ونام بعد أن جلس يفكّر لِثلاث ساعاتٍ إضافية.

يتبع...

اعتذرر جدًا اني نسيت انزل لكم بس سامحوني + انبسطت عالتفاعل .

تفاعلوا رجاءً+ عطوني قلوبي الصفراء؟💛💛.

Rules | k.th [مُتوقفة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن