الفصل الرابع

411 7 0
                                    

في المركز 
جلست فدوى بين أمها ومريم في جلسة مشابهة لحالها في المستشفى على كراسي خشبية وضعت في الرواق الطويل بشكل متقابل لا تفصل بينها إلا أبواب المكاتب المتجاورة
"فرائصها ترتعد ......بتخوف لمجهول مرعب .....ويزداد رعبها أكثر مع انفتاح الباب المقابل ليطل رجل الدرك من الباب يدعوها الدخول لغرفة الاستجواب.....بينما رقية ومريم الصدمة ألجمتهما الصمت وشلتهما عن الحركة وهو يشير لهما بإشارة المنع من الدخول ......لتواجه فدوى مصيرها المجهول وحدها...."
ليطل عزيز وأمل من الباب الرئيسي للمركز في نفس لحظة دخولها ......فتتلاقى النظرات في صمت .......تنقل رسالة عتب .......وهي تنظر لأمل التي ترافقه .......الآن فقط تأكدت من شكوك راودتها ردحا من الزمن
.
.
.
.
في غرفة صغيرة ومزدحمة بالمكتب الواسع الذي شغل مساحة كبيرة منها وطاولة صغيرة قد وضعت عليها عشرات الملفات المكدسة ....لما يفترض به محاضر مستعجلة تستدعي البحث والمعالجة ........وبنافذة ضيقة لم تفلح في إدخال هواء كاف يبث الحياة في حرارة الغرفة الخانقة …وصرير يتردد برتابة مزعجة......لفت نظر فدوى رجل يجلس على كرسي قبالة الباب بسحنته العابسة وعينين صغيرتين تطالعانها بنظرات غامضة ......بثثت الخوف في قلبها بشكل مبهم ....
اجلسي...) )
جاء الأمر من خلفها من الدركي الذي أمرها بحدة مقصودة ......بينما لازال الأخر صامتا 
"جلست بسرعة فركبتيها تنوءان بحملها وصوت اصطكاكهما يكاد يسمع …تتمسك بحقيبة يدها بقوة لتخفي رعشتهما ...وكأنها في اختبار لكشف الكذب سيحدد مصيرها .....تشعر بان قلبها متعب وروحها يائسة في خضم الأفكار التي تتعاقب في فكرها في دوامة تخنقها ....لكن ذكرى سطعت في عتمتها الداخلية لبرهة من ذهنها تمنحها عزيمة متجددة .....لعلها تدرك صوابا جانبته كثييييييرا بطيش وغباء ...من اجل مسعى و رغبة أنانية .....ولعلها تحميها من خيبة أمل جديدة .........ذكرى ابتسامة والدتها ووجها يتألق براحة وسكينة لأول مرة منذ يومين .......تتمسك بدليل براءة رمزي ....تدرك جيدااااا مصداقيته و أحقيته ....."
قاطع تسلسل أفكارها الصوت الحاد مرة أخرى بتساؤل من العبوس هذه المرة وكأنه اكتفى من المراقبة بصمت وعينيه ترصدان خلجاتها ... يستشف أفكارها ودواخلها ...... 
(معلوماتك الشخصية....؟؟ )
أجابته بهدوء تخفي به كربها و ضيقها 
(فدوى المنصوري ... 21 سنة )
ليقاطعها بسؤال متعمد 
(هل مازلت عازبة فدوى.؟؟)
رفعت عينيها تستشف السخرية و الاتهام في كلماته
(نعم....)
ليسألها بتعجب وبغمزة جانبية متعمدة لزميله بغية إرباكها 
(كيف ذلك.. )
لتجيبه بتساؤل متلعثم وهي تتابع تبادل النظرات بينهما بتعاقب مرتبك تدرك اتهامه المبطن ....وسعيه لاعتراف صريح 
(ماذا ؟...........؟.....) 
ارتفع صوته فجأة بشكل جعلها تنكمش على ذاتها ....وقلبها يرجف 
(من يكون الرجل الذي كنت معه منذ ليلتين ؟)
تراءت لها عينين سوداوين بنظرة غامضة غير مفهومة...وكلمة يتيمة من عدم "عديني "....فتكلمت بهدوء وتبات فاجاءها تأكيدا لقرار اتخذته في لحظة فاصلة.....قرار لا رجعة فيه ......فهل يكون قرارها صائبا؟
(أنا لم افهم سؤالك سيدي....؟)
برودها وهدوءها اغضبه 
(هل تتغابين فدوى ؟)
تريد الحقيقة وأنا أخبرتك إياها
تسائل برفعة حاجب
(حقا .؟
(من يكون عزيز العمري إذا؟)
لحظتها فوجئت بل صدمت ...علامة استفهام كبيرة .....كيف ؟ ...يسرى ؟......هل من المعقول أن تخونها الصديقة الوحيدة التي ائتمنتها على أسرارها ، أحلامها وأمانيها ....

أخطأت وأحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن