من أجله

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليقاتكم حافز كبير بالنسبة لي
.
.
حدق بنظره فارغه إلى جسد شقيقه الغارق بدمائه
" أنا أكرهك .. أنا حقاً أكرهك .. أكثر مما تفعل، ضعف كرهك لي بمئة مرة "

.
.
.

في إحدى ليالي ذلك الشهر الربيعي هبت رياح باردة حركت أوراق الشجر أشتدت من حين لآخر محركتاً كل ما كان بإمكانها تحريكه، نسيم عليل حمل رائحة الندى عبر السماء، رغم أنها لم تكن ليلة بدرية إلا أن صفاء تلك السماء قد سمح لنور القمر بأن يُنير أرجاء الفلك

أرتفعت ستائر غرفتهِ مع إشتداد تلك الرياح لتسمح لنور القمر أن يضيئُها
كانت غرفة كبيرة شبه فارغة، كل ما كان بها هي صناديق رُكمة في زاوية، وسرير إستعلاه فتى في السابعة عشر من عمرهِ، تحركت خصلات شعرهِ الفضيه بفعل تلك الرياح

لقد كانت ليلة هادئة بحق ...
لكن القادر لم يرد لذلك أن يدوم

فما إن حل منتصف الليل حتى تزايدت نبضات قلبهِ وتسارعت أنفاسهُ، أستيقض ذلك الفتى بفزع من نومه، ليشعر بألم شديد في صدره، ألم قد اعتصر قلبه
أمسك ذلك المكان بقوة والعرق يسيل من على جبينه، حدق بسقف غرفتهِ لعدت ثواني ليغلق عينيه بكلتا يديه والدموع تسيل من تحتها
" ذلك لم يكن حلماً "
.

.

غسل وجههُ بالماء عدت مرات ليرفع نظرهُ إلى المرآة
حدق بعينيه الزمرديه التي لم يخف تورمها، أبتسم بسخريه وهو يمد يدهُ لتلامس المرآة ثم تحسس وجهه
" كيف لهذا أن يعقل ؟ "
زفر الهواء من أنفه وهو يبتسم بيأس قبل أن يخرج ويلتقط المنشفه

أستلقى على سريرهِ وحدق بسقف غرفتهِ بنظرة فارغه ليتمتم بين أنفاسه
" لقد عدت حقاً "

ظل على تلك الحال لمدة من الزمن قبل أن ينقلب على جانبهِ ويغمض عينيهِ محاولاً تنظيم أفكاره، لكن سرعان ما قُطع حبل أفكارهِ بشيء أكثر أهمية، أمر قد غفل عنه تماماً، تلك الذكريات الَّتي لديه الأن، إنها لا تتناسب مع ذكرياتهِ القديمة .... هناك خطأً ما !

نهض من سريرهِ بسرعه، وبعثر تلك الصناديق المكدسة وهو يبحث عن شيء ما
" لا لا لا، هذا لا يعقل ... لا يمكن لذلك أن يحدث "
لقد تمنى ذلك من كل قلبه

أحدث فوضى كبيرة ليجد أخيراً ما كان يبحث عنه
ظرف كبير سُلم إليهِ قبل أن يتوجه إلى اليابان، قيل له بإن كل ما يحتاج إلى معرفتها موجود هنا .

ولكن الظرف كان كبير ، كبيراً جداً بالنسبة إلى واحد يحتوي على الأوراق فقط .. مثير لريبه

نهض من مكانهِ وتوجه ناحية الشرفة، أراد الضوء وبعض الهواء، مزق الغلاف ليظهر له ظرف أخر كتب عليه