1+2

9.4K 300 7
                                    

دقَّ الجرس معلنًا نهاية الفصل الدراسيِّ الأخير، لتندفع جموع الطلاب خارج الصفوف نحو الخارج.

-أشعر بالملل، لا أريد الذهاب إلى المنزل.
تحدثت تلك السمراء ذات العينان الناعستان وهي تناظر صديقتها التي ابتسمت لها بهدوء، لتردف قائلة:
-على الأقل أنت تعودين لتجدي والديك وشقيقك في استقبالك، على عكسي أعود لأجد المنزل فارغًا.

-تقصدين القصر.
تحدث بمرح، لتنظر لها بغيظ بعيناها الزرقاء الغاضبة.

-قصر ماذا يا إميليا الحمقاء؟ وكأنك لم تدخلي إلى منزلي من قبل.

انطلقت ضحكاتها بصوت مرتفع، لتستدير الأخرى وتذهب بعيدًا عنها، لتصرخ إميليا وهي تركض خلفها، وهي تمد يدها محاولة التقاط خصلة من شعرها الطويل الأشقر حتى توقفها، وتتحدث قائلة:

-ميا، ميااا تعالي، أقسم كنت أمازحك تعالي انتظري يا غبية.

وقفت ميا فجأة لتلتفت لتلك الحمقاء التي كادت تصطدم بها من شدَّة ركضها، ولكنها توقفت في اللحظة الأخيرة، لتبتعد عنها قليلًا.

-حسنًا انتهينا، إذًا كيف الأحوال مع بيتر؟
تحدثت بابتسامة واسعة لتدير الأخرى عينيها بملل من حديثها هذا.

-لا أعلم، فلتسأليه أنتِ عن أحواله.
قالتها ببرود وهي تتابع سيرها لتخرج من ساحة المدرسة وتتوجه نحو كراج السيارات وتحديدًا نحو سيارتها الحمراء الرياضيَّة، في حين إميليا لا تزال تسير بجانبها وتثرثر بكثير من الكلمات التي لا معنى لها.

صعدت في سيارتها لتصعد إميليا بجانبها.

-ألا تمتلكين سيارة؟
تحدثت بملل لتدير الأخرى عينيها بلامبالاة.
-نعم، ولكنني أفضل الجلوس معك.

-يا لفرحتي وسعادتي.
تحدث بملل وهي تدير السيارة لتخرج من الكراج وتبدأ بالسير على الطريق العام.

-ألن تخبرينني عن علاقتك وبيتر؟
تحدثت بهدوء، لتنظرلها ميا قليلًا، ومن ثمَّ أعادت أنظارها للطريق أمامها، وبعد صمت قليل، بدأت بحديثها قائلةً:
-إميليا لا يوجد شيء بيننا، هو فقط ابن صديق والدي، علاقتنا لا تتعدى حدود الصداقة.
-منذ يومين قام بلكم مارك لأنه قالك لك، تبدين جميلة اليوم، ليصرخ له قائلة سأقتلع عينيك حتى لا ترى شيئًا بعد الآن، جديًّا هل يفعل الأصدقاء هذا؟

صمتت ميا ولم تتحدث، فهي ذات نفسها لا تفهم ما هي علاقتها ببيتر ولا تعلم هل هما صديقان أم حبيبان.

-وأنتِ أيضًا تغارين عليه، لقد قمت بسكب كوب القهوة على الشمطاء ريتا لأنها اعترفت بحبها له، صحيح أنها تستحق هذا، والجميع قال أنها تستحق، ولكنك فعلتها بدافع الغيرة وفقط، فهي تقوم بمضايقتك منذ زمن ولكنك لم تأخذي أي ردة فعل تجاهها إلَّا عندما صرَّحت بحبها لبيتر، والآن هل لا تزالين مقتنعة أن علاقتك به علاقة صداقة وفقط؟

lords of Luminous Darknessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن