سابدأ من نقطه مهمه يجب ان تتفق معي عليها وهي ان ممارسه الحياة فن! نعم ان ممارسه الحياة فن. وعلى كل منا ان يعرف كيف يجعل من حياته التي تبدأ بلوحه بيضاء خاليه من اي خدوش ان يجعل منها لوحه جميله ومزينه بالوان الطيف وقيمتها كبيره وغاليه الثمن ايضا ( كحال لوحه الموناليزا رغم اني لست من المعجبين بهذه اللوحه ولكن لا استطيع ان انكر انها اغلى واهم لوحه في تاريخ العالم كله) وهذا هو انت يجب ان تميز حياتك كـ لوحه الموناليزا.
وبما ان شبابنا في المجتمع يهملون دراسه الحياة فيعجزون عن ممارستها بالشكل الصحيح تصبح الحياة عندهم مجرد مهنه للارتزاق فقط وتتحول نظرتهم لها سلبيه جدا فيلجئون لطرق الهروب من الواقع بشرب الكحول وتدخين السموم وغيرها من تصرفات غبيه لتزيد من تعقيد ممارسة الحياة. ولان شباب المجتمع العربي يقضي اوقات فراغه في المكاتب والنوادي العلميه والرياضيه وندوات السياسيه والشؤون الاجتماعيه ومناقشه تلويث الكره الارضيه وخطورة خرق الامازون وحرارة الارض التي تزداد سنه بعد سنه والجمعيات الخيريه والتعاونيه لمساعدة المنكوبين حول العالم والاجئين ويناقشون في فلسفة الحياة مثل الفيلسوف الفرنسي سارتر او ماركس ويحاول ان يفهم الذرة وسطح المريخ ويكتشف الدنيا السياحه والسفر وعلم الاثار والجغرافيه ويتميز بمعاملة المرأه ومفهوم الحب، فاكيد ان الحياة بالنسبه له مميزه وتمارس بفن.
ولكن هل هذا هو المجتمع العربي حقا!؟ آسـف سأعيد التعريف بشباب المجتمع العربي. شباب المجتمع العربي يقضي اوقات فراغه في المقاهي وعلم النرجيله وابحاث علم طاوله الزهر واوراق الشده والجلوس على هوامش الطرق لينظم حركه السير ويتفقد ان كل العابرين على الرصيف لم ينقص احد منهم، وسماع الموسيقى بصوت عال واعتلائه المنابر والمسارح الكلاميه واغلب وقته المقدس يمارسه في الاثام والثرثره والنميمه وبعد الثرثره والنميمه يقول جمله مشهوره ( اعوذ بالله ولا حول ولا قوة الا بالله.... يا اخي واحنا مالنا!!) لذا ينتج عندنا بالوراثه ان الحياة لا يوجد فيها ما يستحق ان تمارس بفن وتميز طالما اننا لا نعرف كيف نفعل ذلك ونسعد بممارسه الحياة التي منحها الله لنا هديه جميله فانا دائما اقول عش كل لحظه بحياتك كانها اخر لحظه لك بالحياة، وانا شخصيا طالما اني ما زلت اتنفس ساستمتع بكل لحظه في حياتي.
ان اهمالنا لممارسه الحياة هو في النهايه اهمال للصحه النفسيه والتربيه الذاتيه وعدم اكتشاف كنز الروح والجسد الذي اهداه لنا الله وتخلينا عن حكمة العيش وقانون التطبيق، واسوأ ما في الشباب في ممارسة الحياة هي الفتاه في المجتمعات العربيه فعلى الرغم من ان قلة قليلة من فتيات المجتمع العربي التي تعمل وتتعلم لتتقدم في حياتها الا انهن ينتمين للاغلبيه الكبرى من الفتيات والنساء الللواتي يحتجزن في البيوت ليتحول احتجازهن الى احتجاز ذهني وكان كل ما في الحياة من جمال ومتعه وعلم واكتشاف وطبيعه رائعه وصناعة انجازات لا قيمه لها عندهن، وعندما تسال المراه العربيه عن ممارسه الحياة، فجوابها يكون متوقعا سلفا وتقليديا ( انا اطالب بحق المساواة ) رغم ان ممارسه الحياة ليست بحاجه الى للمساواة فليس من الضروري ان نتشابه بممارستنا للحياة ولكن من الضروري ان نحترم طريقة حياة كل فرد منا وكل انسان على وجه الارض فقبل كل شيء انت انسان مهما كانت مكانتك او عملك في الحياة فاجعل من انسانيتك حياة بحد ذاتها بتغذيتها بالاهتمامات العاليه والراقيه التي ستنعكس عليك لا شعوريا لتكون شخصيتك التي كنت تحلم ان تكونها، فكل فرد منا يريد ان يكون مميزا ويحلم بالتميز دائما وان تكون شخصيته محبوبه بين الجميع ويكون قدوة حسنه في اخلاقه ومحل اهتمام الكثيرين.
أنت تقرأ
حبوب منع الفهم
Random" كثيرون يفضلون القراءة، لكن كل شيء يتوقف على ماذا يقرأ " " مثل الموت والولاده لا يعاد مرتين، ومثل الحب نحتاجه في كل مكان " " قاتل الانسان انما يقتل مخلوقا عاقلا، اما قاتل الكتاب الحسن فإنه يقتل العقل نفسه " ( الشاعر الانجليزي ملتون )