القصة الاولى "تسع محاولات" مستوحاة من الواقع

12.4K 324 169
                                    

عندما فتحت وداد عينيها كانت لا تزال في المشفى كان أخر ما تتذكره هو نقلها على وجه العجل بواسطة زوجها الى المشفى بغية الولادة ، نظرت يميناً ويساراً علها تجد أحد يخبرها ما حدث معها ولكن دون جدوى، كل ما استطاعت رؤيته هو جهاز التنفس الموصول بخرطوم شفاف وأسلاك كهربائية لقياس نبضاتها كذلك مروحة اعلى سقف الغرفة تدور بوتيرة بطيئة لتعدل حرارة جو الصيف القارض ، فجأة دخلت الممرضة المنتفخة القد اربعينية العمر بابتسامة عريضة

قالت - مبروك يا ابنتي لقد انجبت صبي رائع لقد كانت ولادتك متعسرا نوعا ما واستغرق الطبيب ساعات في محاولة الولادة الطبيعية ثم اضطر الى العمل الجراحي القيصري ولكن الحمد لله الان استفقت من المخدر وحالتك ممتازة

قالت وداد - اين زوجي ؟

ردت - تقصدين الرجل القصير الذي قدم معك انه في الاسفل ذهب ليحضر بعض الادوية الغير موجودة في المشفى، هل اشتقت له قالتها وهي تبتسم وتفرغ حقنة في كيس السيروم الموصول بذراع وداد

فعادت وداد التي احست بثقل راسها وبعض الدوار لتسأل

- اين الطفل هل هو بخير هل أستطيع رؤيته ؟

ردت الممرضة - هو ألان في الحضّانة عما قريب سأحضره لكن اطمئني ان صحته جيدة

عادت وداد لتغمض عينيها وكأنها تريد ان تنام مرتاحة البال بكل استرخاء بعد سماعها كل تلك الاخبار السارة من الممرضة السمينة ولكنها عندما اغمضت عينيها تذكرت شيء اخر تذكرت قصتها من زوجها سالم ، دعوني اسرد عليكم تلك القصة ولنترك وداد في قيلولتها لتستعيد بعض من قواها الخائرة.

قبل عشر اعوام تزوجت وداد وهي في الخامسة عشرة من عمرها من سالم وهو شاب في العشرين من العمر يعمل كمزارع ولكن سرعان ما عمل كموظف في احدى المصالح الحكومية ، وداد كانت يتيمة الاب والام تربت في بيت عمتها ولربما هذا ما جعل زوج عمتها يقبل بأول من يطرق بابها، غير ان وداد كانت تحب سالم وهو لم يعاملها بغير الود والمحبة ،سارت حياة وداد وسالم بطريقة جيدة جدا ككل زوجين جديدين يؤسسان حياتهما الزوجية بتناغم وبانسجام، بدأ سالم بتجهيز المنزل من كل النواقص الاغراض المطبخية كالغسالة والثلاجة والتي لم تكن موجودة عند بداية زواجهما ،ثم فكر بتوسيع البيت الذي كان يتألف من غرفة واحدة وحديقة واسعة امامة، فكر بشطر الحديقة وبناء غرفة اخرى ليدمجها مع الغرفة الموجودة من خلال ممر بينهما وفكر بزراعة الورود في الحديقة وبناء شلال ماء صغير في زاوية الحديقة ،كل تلك المشاريع كان يتشاركها الزوجان بكل محبة وسعادة كانت وداد قصيرة القامة وبوجه مدور بريء يشعرك بالراحة طيبه القلب وصبورة ولا تحب العناد ابدا، اما سالم فقد كان قوي الشخصية صادق وكتوم لا يعطي اسراره لأي كان ولا يستطيع احدا ان يتوقع ما بداخلة حتى وداد لم تكن تفهم تفكيره احيانا .كان اسمر اللون بأكتاف عريضة ككل الريفين بعد عدة أشهر من الزواج حملت وداد وكانت فرحة سالم لا توصف فلطالما حلُم بطفل يحمل اسمه أخذ يفكر كثيرا بالاسم الذي سيسميه للطفل بل أخذ يفكر كيف سيلاعبه في الحديقة وان يجعل الغرفة الجديدة التي كان ينوي بنائها ان يخصصها له في ذلك اليوم الذي علم به ان زوجته حامل كان شديد السعادة والغبطة حتى انه ساعد وداد بكل اعمال المنزل وهي المرة الاولى التي يقوم بها بهذا الامر عندما دخلت وداد الى الغرفة تحمل كوبي الشاي وكرسي لتخرجه الى الحديقة ليجلسا خارجا قفز متناولا الشاي من يديها قائلا

انتي طالق......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن