القصة الثانية "قلب ودمعتين"

5.8K 182 49
                                    

قلب ودمعتين










احمد ومحمود اخوين يعيشان مع والدتهما ووالدهما في احدى القرى في الريف،  احمد شاب طويل ابيض السحنة ذو شعر اسود متهدل على اكتافه اما شخصيته فكانت هادئة متوازنة اما محمود فقد كان اقصر بوجه قمحي وعيون عسليه، كان الشقيقان يدرسان في الجامعة احمد في سنته الاخيرة من كلية الاقتصاد ومحمود في الاولى أداب قسم اللغة العربية كانت حياتهما طبيعية كأي اخين في أي بقعة في هذا العالم الى ان سكنت اسرة الحاج مصطفى في المنزل المقابل لمنزلهما وجاءت سمر تلك الفتاه الجذابة الجميلة التي ألهبت عقول وقلوب الاخوين كانت شرفة منزلهما تطل على حديقة منزل سمر وكانت ابواب المنزلين متقابلة كانت سمر تبلغ الثامنة عشر من عمرها شقراء بعيون زرقاء واسعة  متوسطة الطول ورائعة الابتسامة كانت البنت الاكبر لعائلة الحاج مصطفى لديها اختين صغيرتين لا تتجاوزان السبع سنوات بدء احمد يجلس كثيرا على الشرفة يراقب سمر التي استرعت انتباهه بشكل كبير كانت سمر تحب الضحك ودائما الابتسامة وتكره الحزن والعبوس فما كان من احمد الا ان تمادى وبدء من لغة النظرات الى لغة الاشارة بل انه بدأ بإلقاء الرسائل الغرامية على شرفة سمر بعد ربطها بالحصى وما كان من سمر الفتاة الصغيرة المراهقة الا مبادلته الابتسامة بالابتسامة والضحكة بالضحكة دون ان تدري الى ما ترمي والى أين قد توصل كان محمود كذلك معجب بسمر ولكنه لم يخبر احد بذلك واحب ان يبقي المسألة سر بينه وبين نفسه  ولربما انه رأى بعض الاهتمام من قبل اخية احمد بسمر فأثر اخفاء مشاعرة ولكن تلك المشاعر تفجرت بعد ذلك الحادث الذي وقع بينه وبين سمر اذا انه في احدى الايام كان يهم بالخروج من المنزل بغية الذهاب الى الجامعة وفي ذات اللحظة كانت سمر وهي  فتاة هوجاء كانت خارجة من باب منزلها بسرعة البرق وكانت في الحقيقة تلاعب اخواتها الصغيرات فاصطدمت بمحمود ووقعت ارض كانت المرة الاولى التي يرى فيها محمود عيّني سمر الواسعتين وكأنهما بحر متلاطم الامواج  لقد احمر وجهه خجلا واشتعل قلبه لهيب وكأنها نار اضرمتها تلك الفتاه الصغيرة دون ان تدري امسك محمود بيدي سمر ورفعها من على الارض وهي تبتسم تلك الابتسامة الجذابة الساحرة ودون ان تفكر حتى مجرد تفكير بالاعتذار
قال محمود وهو يحدق بعيني سمر مشدوه
– لا عليك يا جارتنا فالأرض زلقة قليلا عن مدخل دارنا المشترك مع مدخل داركم
ضحكت – لا يهم فقد كنت انا السبب فلو لم أكن مسرعا لما حصل ذلك الاصطدام
رد – ما شاء الله انت جميلة عن بعد وعن قرب ايضا
ضحكت وقالت بخباثة
– إذا انت تراقبني عن بعد !
قال – لقد لمحتك دون قصد عدة مرات ولكن هل لي ان اخبركِ شيء وكاد يصارحها بمشاعره لولا انه تذكر نظرات اخيه احمد فقرر التراجع
قالت له – تفضل ماذا تريد ان تقول كانت تتوقع ما سيقول، وتود الاستمتاع بكونها جذابة ومحبوبة الطلة للشباب
رد بتوتر خفيف – لا شيء اعذريني عليّ الانصراف الى الجامعة
قالت وكأنها انزعجت لعدم مصارحته لها
– وماذا تدرس !
-ادب عربي
-ممتاز انا اخطط لتقديم امتحان الشهادة الثانوية قد احتاج الى استاذ ف أنا سيئة باللغة العربية
يبتسم بفرح وكأنه سمع خبر مفرح وتلتمع عيناه

انتي طالق......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن