القصة الرابعة - طعنة شرف

3.4K 159 70
                                    

طعنة شرف
عن قصه واقعيه



ميادة بنت العشرين فتاه رائعة الجمال ذات شعر اسود طويل يصل حد خصرها وعيون سوداء شديدة الاغواء والفتنة كانت بيضاء كالثلج احبت عماد ابن عمها بعد قصه حب عاصفة تكللت بالنجاح اما عماد فقد كان طويل وحنطي البشرة ضخم الجثة مفتول العضلات تزوج عماد وميادة في خضم الحرب السورية التي اندلعت بعد ثورة الشعب في 15 اذار عام 2011 حاول عماد كثيرا الانتظار ريثما تنتهي الحرب ولكن السنين كانت تمر بسرعة ودون أن يحس بدأت تكبر ميادة والحرب كانت تستعر وتزداد شراسة لذى قرر الزواج وهذا ما كان لم يكن عماد يمر على الحواجز ولم يكن يخرج من منطقته الريفية الغير خاضعة لسيطرة النظام وذلك لأنه لو مر لكانوا اقتادوه مباشرتا الى خدمة العلم وهو لم يرد الانخراط في دوامة القتل وسفك الدم التي لا تنتهي عاش عماد ومياده حياة هانئة وسعيدة خلال فترة زواجهما الاولى لم يكن عماد يعصي لميادة أي امر وكان يلبي لها أي امر تتمناه كان كل يوم يمسك يديها ويتمشيان طويلا كالعاشقين في بساتين  وحقول قريتيهما كان لا يعود الى المنزل الا وباقة من اجمل الورود بيديه لكي يهديها لميادة التي كانت في منتهى درجات السعادة ف عماد مرتاح ماليا فهو الابن الوحيد لوالدة ووالدته وهو سيرث المزرعة والثلاث سيارات والدكان الكبير وسط القرية لم ينقص حياتهما أي شيء  سوى الاطفال وعلى الرغم من عدم مرور وقت طويل على زواجهما الا ان الاعراف القروية كانت تتطلب سرعة الانجاب وخصوصا لعائله قليله النسل كان اهل عماد وأهل ميادة دائما ما يسئلون عن الاطفال وعن حمل ميادة ولكنها لم تكترث كثيرا كما عماد لانهما كانا لا يزالان يعيشان قصه حبهما وكأنها بدأت للتو ولكن المسألة بدأت تصبح مزعجة لهما وكثيرا ما كانت تحدث مشاكل بين عماد ووالدته عندما يكون في زياه لبيت اهله بسبب هذا الموضوع بل كان احيانا يترك الطعام ويصحب زوجته غاضبا الى البيت بسبب شدة تركيز والدته ووالده على هذا الموضوع وكان يتناقش مع مياده في الموضوع احيانا وهذه احدى تلك النقاشات
عماد
– لا أدري لماذا تحول اهلي الى كل هذا الازعاج وكأن لا شيء يشغل تفكيرهم الا الطفل والحفيد لقد بت أكره الذهاب الى منولهم خوفا من هذه القصة
قالت
– اهلي ايضا لا يكلون ولا يملون الحديث عن هذا الموضوع رغم انني اخبرتهم ان القابلة فتحيه قالت إن وضعي طبيعي ومن الممكن أن احمل بأي لحظة
عماد
– نحن متزوجين من ست أشهر فقط والذي يسمع أمي يظن أنني متزوج من خمس سنين
ميادة
– لا عليك يا حبيبي انهم يرغبون بحفيد يؤنسهم ويفرحون به هذا أمر طبيعي في قريتنا
عماد
– ولكن هذه العادات اصبحت مقززة ومقرفة وكل شيء عندهم (كن فيكون)
ميادة
– اسمع يا عماد قالت لي القابلة فتحيه أنني إذا ذهبت الى دمشق وعملت بعض الفحوص قد أنجب بسرعة
يغضب ويقول
– هذا ما كان ينقصنا ارسالك الى دمشق وحدك........
لا انسي الموضوع
ترد
– اسمعني ارجوك يا حبيبي هو يوم واحد فقط اذهب واعود وبعدها نرتاح من كلام الناس ونظرات الجميع الينا وربما يكون علاجي بسيط واحمل بسرعة
يرد بغضب
– ما بك أصبحت مثلهم تقولين علاجي وكأنك مريضة لقد اصبحت خرافاتهم وكأنها حقيقة أننا في فترة الزواج الاولى والقابلة قالت لك ان حملك مسألة وقت فقط
ترد
– حبيبي عماد أنا لا أتكلم مثلهم ولكن بت قلقة من هذا الامر أنظر لصديقك زكريا لقد تزوج بعدنا بشهر وألان زوجته حامل ونحن لا
يقول لها
– لا أدري لا اريد الابتعاد عنك ولو للحظة وهل تضنين الطريق الى دمشق سهلة عشرات الحواجز المسعورة ونقاط الاشتباك والقصف كل هذا لأجل عادات ريفية حمقاء
ميادة بدلال
– أرجوك دعني أذهب لقد مللت من القرية لم أخرج منها منذ أعوام ارجوك
يضعف امام دلالها ويوافق على مضض
في اليوم التالي تجهزت ميادة للذهاب الى دمشق بعد ان حصلت على عنوان الطبيبة من القابلة فتحيه رافق عماد زوجته حتى موقف الحافلات التي كانت تقل الموظفين والطلاب يوميا الى دمشق وهم اللذين كانوا يكسرون حصار المنطقة من خلال ما يدخلونه معهم يوميا أذا ان حواجز النظام المحيطة كانت تمنع دخول الكثير من البضائع الى داخل المناطق المحررة ركبت ميادة الحافلة وودعت عماد الذي كان منقبض القلب وغير مرتاح مرت على الحاجز الاول والثاني والثالث وكانت الامور تسير على ما يرام الى ان وصلت لعنوان الطبيبة في دمشق وأجرت بعض الفحوص الطبية التي اظهرت نتيجتها وجود كيس ماء في عنق الرحم يحتاج لبعض الادوية لكي يزول وبعدها يصبح الحمل امر ممكن وبسيط عادت ميادة فرحة من عيادة الطبيبة وهمت بركوب حافلة العودة ولكن ما حدث معها بعد ذلك لم يكن بالحسبان ففي اثناء مرورها بالحاجز الاخير قبل دخول قريتها لفت جمالها الاخاذ الضابط المسؤول عن الحاجز وكان بينهما هذا الحوار
طلب الضابط بطاقتها الشخصية وهو ينظر لها نظرات غريبة وبعد أن تفحص البطاقة جيدا طلب منها النزول من الحافلة وطلب من سائق الحافلة متابعة المسير تعجب جميع من بالحافلة وكانوا من موظفي القرية هذا السلوك وبالطبع لا أحد يتجرأ في دولة الاسد البوليسية أن يسأل مجند صغير على حاجز أي سؤال كيف ان كان ضابط دخلت ميادة غرفة التحقيق داخل الحاجز وبدء الضابط يسألها اسئلة لا معنى لها ويكيل لها الاتهامات ويكذب بان لها اسم لديهم كإرهابية ومطلوبة وهي كانت تبكي ودموعها تملأ وجنتيها ولا تدري من امرها شيء
قال لها – الا تريدين الاعتراف كيف كنت تهربين السلاح الى الارهابين في حقائبك اثناء مرورك على الحواجز
ترد باكيا – أي سلاح يا سيدي انا لم امر على حاجز منذ سنوات اهلي لا يسمحون لي
يقول بصوت عالي – اخرسي ايتها الارهابية سوف اودعك السجن وسوف لن تري نور الشمس لسنوات
تنهار ميادة وتقول – ارجوك اقسم لك قد تكونون مخطئين انا لا امر لي حواجز اقسم لم اخرج منذ سنوات من قريتي اسأل كل القرية انهم يعرفونني

انتي طالق......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن