|..الجزء الأول..|

61 5 3
                                    


_ أمي أين أبي أنا سوف اتأخر؟

انا حقآ انتظر هنا منذ نصف ساعة أليس من المفترض أنني الفتاة هنا والتي من حقها التأخر في التجهز للتسوق .. حسنا الأمر عكسيا هنا فوالدي هو من يتأخر في تجهيز نفسه عندما نكون على وشك الخروج إلى مكان ما وليس بالضرورة أن نكون ذاهبين للتسوق مثل اليوم ..

اتذكر في إحدى المرات عندما كنت بعمر العاشرة كنت سوف أذهب للتخييم مع فريق كشافة المدرسة .. لقد كان إقناع والداي بالموضوع هذا كأنك تقنعهما أنني سوف يضعوا علي قنبلة موقوتة لكنها لن تؤذيني .. حقا لقد هولا من حجم الموضوع كثيرآ .. لننظر للأمر من جهة أخرى فريق الكشافة معتاد كل عام على مثل هذه الرحلات وتستمر لمدة أربعة أيام إلى أسبوع حسب الجو المحيط للغابة حيث أنهم يأخذون طلاب المشتركين إلى الغابة ولكن لايتوغلون فيها كثيرآ فقط يذهبون بنا إلى حيث لايمكن لنا أن نرى منازلنا التي على مقربة من الغابة وهناك يضعون أمتعتنا ونقوم بنصب خيامنا بأنفسنا بعدما نكون شاهدنا المشرف الخاص بالمخيم وهو ينصب خيمته .. حسنا هذا مايحصل في العادة وتلك كانت أول مرة أنضم للكشافة فيها وأيضًا آخر مرة حيث اعتبر والدي عدم إخبارة بأمر الرحلة هو خيانة عظمى له حيث أصر على مرافقتي في تلك الرحلة ولقد إستاءت حقآ فأنا لم أكن لوحدي لقد كنا أربعة عشر طالب وطالبة ومعنا المشرف الخاص بالمخيم وأيضًا أربعة معلمين لذا لقد خجلت حقا يومها وأنا أتذكر مماطلة والدي صباح ذلك اليوم .. يومها كنت متحمسة منذ الليلة الفائتة فلم أكن أعلم بنية والدي بالذهاب معي للمخيم وقد كنت مستيقظة ولم أستطيع إغلاق عيناي للنوم من شدة الحماسة فهذه المرة الأولى التي أذهب إلى الغابة وقد كنت متشوقة لما سنفعله فيها وماﻷنشطة التي سنتعلمها ونفعلها فيها .. وقد كنت أحب ان أقوم برحلة استكشافية فيها لأرى لما يخاف الناس التوغل فيها لقد كنت حقا يومها شعلة من الحماس .. لكن لكل شئ نهاية أليس كذلك ههههه .. لقد كان والداي في ذلك اليوم قد تعمدا عدم النهوض مبكرا .. ف لولا أنني لم أنم في الليلة الماضية لفاتتني الرحلة تلك ولقد كان إيقاظ والداي ذلك اليوم من أصعب الأمور التي قمت بها .. لقد طرقت على باب الغرفة الخاصة بهما عندما لاحظت تأخرهما في الإستيقاظ ولم يفتحا لي الباب وقد ارعبني ذلك حقا .. لقد اعتقدت أن هناك مكروها أصابهما فلم تكن من عادتهما تجاهلي .. لذلك بدأت بطرق الباب والبكاء لقد امتلئ فؤادي بالرعب عليهما يومها وهما كانا على الجهة الأخرى من الباب يكتمان تنفسهما وصوتهما كي لا أسمعهما ..لكن ما أن سمعا بكائي فتحا لي باب الغرفة لقد ارتميت في أحضان والدتي فور فتحها لباب الغرفة وأنا أرى والدي خلفها مباشرة ولاتبدو آثار النوم عليهما واخبرتهما كم اقلقاني وانني ظننت انه قد حصل مكروه لهما ولقد رأيت أمي تنظر لوالدي بعتب ولقد أنزل رأسة يحدق بحذائة المنزلي وهو يشعر بالذنب لاخافتي عليهما .. لقد ظنا بأنني قد نسيت أمر الرحلة لكن والدي أصيب بإحباط عندما رآني وقد استعدت نشاطي ومرحي عندما كنت اذكرهما بأمرالرحلة ووالدتي كادت تموت من كثر الضحك على منظر والدي العابس وهو يضع يده على وجهه وقتها فقط أدركت خطته أنه لم يكن ينوي جعلي أذهب معهم للمخيم لكن بعد تحايلي وبعض الدموع وافق على شرط ذهابه معي وقتها قررت بأنها آخر مرة اشترك في الكشافة ..

قمري المختلف - My difference moon حيث تعيش القصص. اكتشف الآن