لأنك شهية
ولأنني -في منتصف الرقصة -
رأيت الأبدية وهي تجثو عند خاصرتك
وتشكو
بأن الوقت ينقصها .****
شوهِدتُ للمرة الأخيرة وأنا أحبك
حدث هذا في حانة هولندية بإحدى قصائد "جاك بريل" المهجورة..
شوهدتُ مرتدياً زي نادل أرستقراطي
أقدم زجاجات بيرة فارغة لغرقى متذمرين
وأشباح يهرشون بقلق صدورهم الخاوية
أساعد شعراء و بحارة مخمورين بالنهوض من أسمائهم و انتصاراتهم الدبقة..
يقال أنني تعثرت بأسمكِ عند أحد السطور الشائكة
و أنني غرقت في ذاكرتي
يقال أيضاً
أنني كنت أحداً آخر ولم أنتبه .
هناك تضارب بشأن نهايتي
لكن الجميع متفق بأنني :
شوهِدتُ للمرة الأخيرة وأنا مصاب بك .*****
الأن تعرفين تماماً كيف يمكن لرجلٍ عارٍ من الصحة أن يحبكِ في منتصف كانون
أن يفعل هذا بعينين مغمضتين وقميصٍ مفتوح ..
الأن تعلمين كيف يمكن لفمٍ خجول أن يطبق على شفتيكِ غدراً
أن يقترف هذا في منتصف شارعٍ طوقهُ الوعاظ وحراس الفضيلة ..
تعلمين الآن أيضاً..كيف يمكن لفتىً هذبته الحروب
أن يتجاهل رأسه في نقطة تفتيش
و يلقي بمزحةٍ مباغتةٍ نحو رتلٍ متوترٍ من البنادق
والسبابات المعقوفة قلقاً وتحسباً..
لكن وبرغم سعة مداركك
لن تعرفي أبداً
كيف يمكن لشاعر مكشوف اليأس/حافي الندم
أن يراقص بمفرده ليلةً وعرة
ويضحك وحيداً في الخامسة صباحاً .*****
بالأمس
في الخامسة و عشر دقائق صباحاً
تمنيت لو أنني شحاذ أو متشرد مجذوب بالقرب من الحي الذي تسكنين به ..
فكرت كم أنه سيكون سهلاً عليّ الوصول إلى برميل النفاية أمام منزلك لأفتش فيه عن تفصيل صغير تخلصتِ منه ..خصلة ميتة من شعرك..
زجاجة عطر فارغة
منديل أو قصاصة ورق
جورب مثقوب
تفصيل تافه يمكنني أن أستخلص منه فكرة عن مذاقك العبقري و عبقك الشهي ..
بالأمس في الخامسة و أربعين دقيقة
عرفت أن مسدساً في قبضة غاضبة
أن رصاصة في الدماغ
أن لطخة دم على حائطي
وحدها كفيلة بإنقاذي من الجنون بك .******
الآن
والعالم يستيقظ بكامل عصافيره و قصصه و حروبه
يراودني سؤال
أودّ لو أضعه على طاولة إفطارك:
بأيّ موسيقى ستغسلين وجهك هذا الصّباح؟!***!
آه
نسيت شيئاً
أنا مفتون بأنفك أيضاً
الكبير مثل أنف ليدي جاجا
و الصغير مثل تفصيل غامض و خلاب في لوحة لفرانشيسكو غويا .*****
Tell me something girl...
..
..