الفصل الخامس

127 4 1
                                    

الفصل الخامس <<الاخير>>
                 -----------------------------
احيانا تسلب منا الحياه كل انواع الرفاهيه !...ويتبقي فقط روتين يومي ممل وضَيّق ....لا يتسع الوقت للرفاهيه والسعاده فقط حزن و وجع !! ....لم يكون غير ذلك بالنسبه ل(كايلا ) فقط وجعها يداري علي سعادتها اصبحن نحيفه وهزيله ....تساقط شعرها باكمله حتي رموش عيناها لم تبقي !!! .....تنظر لنفسها في مرآتها لتجد مسخ او شبح منها !! ..... تفكر فما ستقوله حماتها ل(بلال) بالتأكيد ستبث السُم داخله لينفصل عنها !!....كانت قلقه بشده من ان ينفصل عنها ويتركها بلا سند ولا ظهر!!
            ••••••••••••••
بلال: اولا بس يا امي عشان تعرفي ...انا لايمكن انفصلوانت عن كايلا ابدا مهمًا كان تمام...و...
قاطعته والدته بصرامه :
ليه؟؟؟ ها ليه؟؟؟ .... ناقصلك ايد ولا رجل ؟؟؟.....مش راجل مثلا ....ليه ؟..١٠٠ واحده تتمني بس تكلمها ...بعدين ا..
قاطعها بلال :-
اه هيبقي نقاصني....عارفه ايه اللي هيبقي ناقصني؟؟؟
هيبقي ناقصني حب وحنيه من واحده مش مستنيه مني حاجه غير اني احبهامع وبس....هيبقي ناقصني دفا منها وحضن مش هلاقيه من حد تاني....هيبقي ناقصني رضا ربنا اللي بعمله معاها ومش بعمله  غيرها....هيبقي ناقصني وناقصني وناقصني.....ومفيش حاجه هتكفيني لو طلقتها
والدته:وحد قالك طلقهاتحمل خليها علي ذمتك...بس اتجوز واحده تانيه تدلعك ...تهتم بنفسها عشانك... وتجيبلك واد ولا بت يفرحوك... مش واحده لا بتتزوق ولا تدلعك...ولا حتي عارفه تجيبلك حتة عيل يشيل اسمك ولا يشيل عنك شويه ...هو في جوازه كد...
قاطعها مجددا ولكن بصرامه واصرار:-
بصي يا امي انا سكت كتير ...وكنت علي طول بسمع كلامك واريحك... بسجسمي عند كايلا وياريت نقف....انا لو اقدر اعمل حاجه حتي لو هتبرعلها من حته من  هعمل كده ...ومش هسيبها تتالم لحظه...احساسك ايه لما كنتي بتشوفي ابويا بيتالم دايما من رجله لما بطروها...ها مسيبتهوش ليه؟؟؟....مع انك كان عندك بدل البيت ٢....ومعاكي فلوس....بقيتي معاه ليه؟؟ ...كايلا وهنلاقي لها علاج انشاء الله وقريب وتخف...اما ابويا فكان عنده عاها مستديمه ورجليه مقطوعه ورغم كده عمر ما زعلتيه ولاغضبتي من شكله وانه مش عارف يتحرك ولو حد قالك اطلقي كنتي بتزعقي وتقولي هو عندك بالدنيا....والله يرحمه عمره ماقصر معانا في حاجه....برده كايلا عندي بالدنيا ولو علي العيال مش عايز عيال ....لو هعوز هعوز منها بس لو من حد تاني ف مش عايز عيال خالص....هي عندي بالدنيا وما فيها ....تمام يا ماما ياريت موضوع كايلا ميتفتحش تاني عشان هزعل ياماما وهزعل جامد اوي
صمتت والدته فهي تعلم ان حديثه صحيح ولكن هو الشاب الوحيد الذي تملكه وتريد ان تري اولادها لترتاح وتطمئن عليه !!
                ∞∞∞∞
تقاربت !! ....تقاربت تلك المسافات التي بينهما.....كانت له الزوجه الصالحه والاخت والصديقه والحبيبه
كان يعشق صوتها ورائحتها  ومهما معها يفتقدها اكثر
كان لها الصديق والزوجاحبته الصالح المخلص
كانت بدأت التعود علي وجوده في حياتها ولكن ! ....لم تكن قد  بقدر ما احبها...تعناد وجوده ولكن لم تحبه بعد
زينه: الو ...مروان ازيك
اردف بحبًا صادق:-
الحمدلله يازينه.....عامله ايه انهارده ياقمري؟؟
احمرت وجنتيها خجلا من غزله له الصريح
زينه: احم...الحمدلله انت فين؟؟
مروان: بتابع شقتنا انهارده النقاش خلص خلاص....والكهربائي نفس الكلام ...العفش اللي نقيناه هيجي بالليل تعالي بقي مع باباكي عشان نشوف هنفرشها ازاي
زينه: اممم...طيب تمام هاجي بالليل انا وبابا وماما
مروان : اصل الصراحه انا بتلكك وبتمحك في اي حاجه تخليني اشوفك
ضحكت بخفوت ثم ابتسمت :
طب ياسيدي ....اقفل بقي عشان الحق  انضف البيت
مروان : طيب يلا باي
زينه: باي
وضعت هاتفها علي المكتب وقفزت من فراشها بحماس و قامت لتساعد والدتها
                 ★★★★
عاد الي منزله وبمجرد ان رأها احتضنها بشده
بسبب عيناها المتورمتان من البكاء و وجهها الملئ بالدموع
بلال: ايه ؟؟؟....ايه؟...مالك في ايه؟؟...اهدي ياحبيبتي براحه مالك؟؟؟
لم تقوي علي الكلام فرفعها من الارض وحملها الي الفراش
بلال: اششش...اهدي انا جنبك...انا في حضنك اهو براحه خلاص
ظل يهدأها ويربط علي كتفها....لم تكف ولم تهدا عن البكاء !!! ..... اشتد في ضمته لها وكانه يعتصر خصرها !!
بعد مرور ساعتين ....
استيقظ علي صوتها وهي تربط عليه بخفوت ليستيقظ
بلال: ايه في ايه؟؟؟...تعبانه ولا ايه؟؟
كايلا: بلال...اتجوز
اعتدل في جلسته بسرعه ثم اردف:-
نعم!؟...انت بتقولي ايه ياكايلا حصلك ايه في ايه؟؟
كايلا : بقولك اتجوز عليا...وانا موافقه ...خلف عيل ...يشي..
قاطعها : انت بتهزري صح قوليلي انك بتهزري ؟!
مين قالك الكلام اللي اهبل ده ...انا لايمكن اتجوز عليكي ده لو علي موتي مش هيحصل
كايلا: ليه ها؟؟؟ مش من حقك تخلف؟؟ انا كده كده ميته ايه؟؟
قاطعها مجددا بحب وحزن:
لا يمكن اسيبك يا كايلا ...مهما حصل ..فاهمه...ملكيش دعوه بكلام امي...هي بتقول كده وخلاص
انا مش هتخلي عنك..عارف انك سمعتينا واحنا بنتكلم سيبك من كل ده ...انا هفضل جمبك تمام!؟
كايلا: بجد ؟؟
عانقها ثم تنهد بقوه
بلال: بجد
كايلا: ربنا يحفظك ليا....بحبك
بلال : وانا اكتر.....قومي البسي بقي عشان نروح للدكتوره
كايلا : حاضر
               ••••••••••••••
زينه: ايه يابوسي .....عامله ايه؟؟
بثينه: مبسوطههه جداااا
ضحكت زينه من لهجت بثينه الطفوليه
من ثم اردفت :-
يارب دايما ليه بقي ياستي؟؟
بثينه : عادل اخويا جه واقنع بابا انه يرجعني المدرسه تاني بشرط اني مصرفشواذاكر كتير والدروس مخدش كتير برضه وقال لبابا انه هيساعده في المصريف بشرط اني اجتهد  وانجح عشان ادخل كليه حلوه ....ولو نجحت بمجموع حلو هسافر لاخويا عادل ادرس هناك ...متتصوريش فرحتي عامله ازاي هموت من الفرحه
ابتسمت زينه : بعد الشر ....بس احنا كده مش هنشوفك تاني؟؟
اردفت بمرح
بثينه : ياستي بقولك لو جبت...لو
ضحكت زينه علي مشاكستها تذكرت شئ ثم تحول وجهها للجديه والقلق
زينه : هي كايلا مكلمتكيش؟؟
بثينه : لا انا قلقت عليها بقالها شهر مبتردش عليا ولا بتيجي
زينه : وانا برده حتي خطوبتي محضرتهاشبليل
بثينه : خلاص نروح نشوفها بليل؟؟
زينه : ماهو مش هينع  عشان رايحه اشوف عفشي
بثينه : سيدي يا سيدي علي الناس اللي بيتجوزوا بعدين؟؟
زينه : هستناكي كمان ساعتين عند بيتها ونطلعلها
بثينه : اوك اشطا يلا سلام
زينه : سلام
            ★★★★★★
كانت كايلا تتالم بسبب الكيماوي
تضترع وتدعوا الله انبلال يخفف عنها ذلك الوجع اللعين
اشتدت في مسكتها علي يد
فعلم انها لم تعد تتحمل
اخذ يواسيها بحب حتي تهدأ
انتهت تلك الجلسه بسلام كانت كايلا جالسه علي الفراش الخاص بالمشفي
هبط بلال الدرج لاحتياجه ل د.ساره
بلال : ها يا دكتور وصلناشهر لايه؟؟
د.ساره : بلال انت بتسالني في ايه؟
احنا لسه بدأين من  ونص بس يعني منقدرش نحدد راح ولا لسه
بس احنا عدينا مرحلة الخطر بقينا في الوسط سهل نسيطر علي المرض يعني ظهرت الفرحه جليا علي وجهه
بلال : يعني كايلا هتخف صح؟
د.ساره: ان شاء الله طبعا...كمان الجو اللي انت موفرهولها في البيت مساعدها علي كده ....كمان ان شاء الله بنسبه 80% ممكن تخلف لما المرض يختفي نهائي
بلال : شكرا جدا يا دكتور ...بعد اذنك هشوف كايلا
د.ساره : اتفضل
            °°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت كايلا قد نامت  بعدما عادت من المشفي منهمكه
جلس بلال علي اريكته المفضله وتنهد بقوه يشعر ان جبل من الهموم قد سكنَ قلبه وجسده والان انهار نصفه فقط!!كايلا
سمع طرقات علي باب المنزل
بلال : ازيك يا زينه ازيك يابثينه عاملين ايه؟؟
نظرت زينه الي اسفل الارض فقد توقعت ان  هي من ستفتح لهم
زينه : الحمدلله يا بلال هي كايلا كويسه؟؟
بلال : ليه في حاجه؟؟
زينه : اصلا بقالها شهر لا بتسال ولا بتيجي ولا حتي بترد علينا فقلقنا
بلال : طب ثواني هصحيها وجاي
                 •••••••••••••••••
وجع ودهشه !! ....نعم وجع عندما رات صديقتها المقربه بذلك الشكل
انهمرت دموعها في صمت بدون علم اي احد من الموجودين
ركضا نجو صديقتهما واحتضنها بشده و حزن بعدما علموا مرضها بدون ان تتحدث !!
ظلت زينه تهداها وتصبرها علي ابتلائها
اما بثينه لم تتفوه بكلمه واحده غير
(سلامتك يا كايلا معلش ابتلائ من ربنا وهيروح ان شاء الله)
كانت صدمتها قويه فهي كانت ونِعم الاخت والصديقه لها والان مرضها لعين لا تعلم ان كانت ستكمل كايلا معاها بقية حياتها ....ام ان دورها انتهي هنا!!!
              ••••••••••••••  
تقف امام مرآتها تمشط شعرها وتتاكد من ثباته و نعومته
نظرت لنفسها نظره اخيره راضيه عن نفسها
فهي لن تدع ذلك اليوم يمر بدون ان تحتفل معه !!؟
انتظرته وتاكدت ان كل شئ علي اتم استعداد لاستقبال فارسها
              ★★★★★ 
كانت بثينه قد نالت الثانويه العامه بنجاح  ومفرح .....انهت اجراءات سفرها وسافرت بعد وداع حار ملئ بالموع من زينه وكايلا
استقبلتها زوجة اخيها بفرح واشتياق فهي تعتبرها اختها الصغري
فرِحت عندما علمت بقدوم بثينه ومكوثها عندهما فهي ستسليها وتملئ فراغها !!
          ~~~~~~~~~
كانت زينه قد جهزت طعامهما و وضعته علي السفره الخاصه بالشرفه
انتظرته حتي ياتي .....كانت متحمسه وسعيده ....تتخيل عندما تخبر حبيبها انها تحمل ابنه في احشائها .....كم عشقته بعد زواجهما .....فهو نعم الزوج والحبيب لها.....عوضها عن ما كان يفعله ابيها معها ....سمعت صوت مفاتيح تفتح باب منزلهما فقامت وركضت نحو الباب لاستقباله
عانقها وقبْل راسها
مروان : الشقيه بتاعتنا عامله ايه معاكي انهارده
ابتسمت ونظرت لعينه
زينه : مبقتش الشقيه بتاعتنا بقي الشقي بتاعنا
لمعت الفرحه في عيناه ومن ثم احتضنها بقوه وهو يشكر ربه في سره علي زوجته الصالحه وابنه الذي سياتي وينير حياتهما
            °°°°°°°°°°°°°°°
عانقته باشتياق واشتد علي عانقه لها
بلال : حبيبي اخباره ايه انهارده؟؟حاجه
كايلا : زي الفل طالما جيت انت
بلال : اهه ...تبقي عايزه
عقدت حاجبيها بزعل
كايلا : علي فكره انهارده عيد جوازنا التاني يعني عاملني حلو ها
بلال: خلاص خلاص ....اهدي ياسطا هدخل اغير هدومي واجي
(بعد ساعه)
كايلا: جايلنا ضيف جهز نفسك بقي
تعجب من حديثها فمن ذلك الذي سيزورهم قريبا
بلال : ضيف ايه ؟؟ مامتك ومامتي كانوا لسه عندنا الاسبوع اللي فات اخواتي مش هيجوا قبل ما يكلموني صحابك مثلا؟؟
كايلا : تؤ ....تؤ
بلال : جرنا القدام؟؟
كايلا: تؤ...تؤ
بلال : ماهو مينفهش الضيف يبقي بيبي ...عشان احنا خلصنا العلاج بقالنا سنه والدكتوره ساره قالتلنا علي الاقل سنه كمان عشان مفعول العلاج يروم وتعرفي تحملي مين بقي الضيف؟؟
كايلا : طيب ....انا امبارح روحت للدكتوره ساره وعملت التحاليل وطلعقالت الحمدلله مفيش احتمال ان الكانسر يرجع تاني ....ف الدكتور قالتلي انها شاكه ان في حمل ....عملت اللي  عليها وطلعت حامل في التاني ....وده الضيف اللي هيجلنا قريب ...هديه حلوهبجد مني في عيد جوزنا صح؟!
فرك اذنه مره واثنان وثلاثه ليتاكد مم تقوله
بلال : كايلا انت حمل  صح ؟؟
هزت راسها والابتسامه تحتل ثغرها
بلال : بجد ....انتانت بتهزري ....يعني انا وانت هيجلنا بيبي....يعني هبقي اب وهجيب عيل منك  صح...صح مش كده؟؟
ضحكت كايلا بخفوت علي جنونه
كايلا  : ايه مش عايزه ولا ايه؟
بلال : انت مجنونه ده انا عايزك تجبيه دلوقتي ربنا يصبرني بقي ال9 شهور دول
احتضنها بقوه وهو يبكي من قرط فرحته ....فاخيرا تحقق حلمه ولن يسمع من والدته حديث يوجعه....سينال طفل من زوجته معشوقته ولن يتركها لاي سبب
ظل يتابع معها اخبار حملها باكمله ولم يتركها تذهب بمفردها الي طبيبتها وزادت فرحته عندنا علم انها مولوده فتاه....
كانت كايلا قد علمت ان الحديث في الحب ليس هو محوره واساسه ....بل بالافعال ...فهي كانت تتذمر من زوجها برغم حبها له الا انه كان لا يبدي حبه لها...اما في ابتلائها لم يتركها كمل يفعل باقي الرجال ....بل ظل سندها وظهرها ...و وطنٌ لها يحميها ....اليس هذا كافيٍ لها لاثبات عشقه وليس حبه!؟
    -------تمت بفضل الله-------

كايلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن