من انا !

24 5 1
                                    


الرابع عشر من شهر ايار عام ٢٠١٦م ..

شارع (ساندو باولو) من اكثر الشوارع ازدحاما فى قلب العاصمة لشبونة (عاصمة البرتغال) حيث يعج الطريق بالمارة وكل منهم له وجهته الخاصة ..
كانت الشمس ساطعة فى يوم غير ماطر على غير العادة فى وقت الظهيرة وتحديدا عند الساعة ١٢:٢٣ خرجت الطبيبة (اماندا ادواردو) من سيارتها الخاصة مسرعة ويبدو على وجهها الارهاق ....
كانت الطبيبة متوجهة الى المستشفى الاكبر فى لشبونة حيث كانت تعمل ...
كانت الممرضة (جوليا) فى انتظارها بالمدخل .....
-مرحبا سيدتى ! لم اتوقع قدومك الباكر .
=ماذا يحدث ( جوليا ) لماذا قام الطبيب باستدعائى فى غير مواعيد عملى ؟
- انها قصه طويله لنجلس اولا ولاخبرك بالتفاصيل
= حسنا ! لنجلس
- تبدين متعبة ! هل هناك مشكلة ؟
= كل مافي الامر انني عملت لساعة متاخرة بالامس وفي الصباح اضطررت للذهاب للتسوق واخذ الاطفال للمدرسة وكنت على وشك النوم حينما استدعانى الطبيب !
- حسنا ! ساخبرك بالقصة منذ ثلاثه ايام وقع حادث في شارع(شارل هانتزو ) عندما قام رجل غير واع بدهس فتاه في العشرين من عمرها ب سيارته
- يا الهى! حقا !! وهل هذه الفتاه على قيد الحياه؟
= نعم لقد احضروها الى هنا وقمنا بعلاجها لكن اتضح للطبيب انها اصيبت بفقدان في الذاكره وليس هذا فحسب فهي لم تتحدث! منذ يومين حاولنا التحدث اليها لنسالها عن اي شيء لكن بدون جدوى ولا يوجد معها بطاقه هويه ولا ايه حقائب!
=الم تجدوا معها اى شئ !؟
-لا لم نجد الا صورة قديمة لم تساعدنا فى شئ
=أيمكننى رؤيتها؟!
-بالطبع ..تفضلى!
.......
نظرت الطبيبة النفسية اماندا للصورة بإمعان....
كانت الصورة قديمة جدا و يبدو انها لطفلين ربما تكون الفتاة احدهما مع اخر مجهول .
=حسنا جوليا لا اظن ان هذه الصورة ستفيدنى كثيرا لكننى سأحتفظ بها .
- اظن انه حان الوقت لتتحدثى للفتاه
= نعم! هي بنا
.......
دخلت اماندا الغرفه بهدوء لتري فتاة بريئة تبدو اصغر من العشرين تجلس على الفراش وتغطي نصفها وتلقي بنظرها الى نهايه الفراش فى نظرة تائهة .
اقتربت الطبيبة وسحبت الكرسي الى جانب الفتاه ببطء اللي تراها بشكل اوضح انها فتاه شقراء جميله لها عينين زرقاوين تلمعان بشده وكانهما مملوءتان بالدموع
- مرحبا انا الطبيبة ( اماندا ادواردو ) انا طبيبة نفسية اتيت للتحدث الى فتاتى الجميلة
.......
واخذت تمسح على شعرها ببطء كمحاولة منها للفت انتباهها لكن الفتاه لم تتحرك ولم تبد اى ردة فعل
- جميلتى انا اعلم انك خائفه و تائهة لانك لا تتذكرين شيئا لكن عليك التحدث الى لاقوم بمساعدتك .
.....
اداره الفتاه وجهها ببطء تجاه الطبيبة و نظرت اليها ولم تتحدث..
- عزيزتي اخبريني هل تذكرين ما هو اسمك ؟!
......
امتلأت عيني الفتاه بالدموع وسرعان ما سرت الدموع على وجهها كالنهر المتدفق !
- لا باس عزيزتي اهدأى فقط اجيبيني وسأقوم بمساعدتك فانا هنا من اجلك !
.... اجابه الفتاه بصوت متهدج
= اسمي هو ( ايفيلين )
......
نظرت الطبيب باعجاب
-جيد اننا نتقدم الان
الا تذكرين شيئا اخر اسم عائلتك أو بلدتك ؟
عادت الفتاة بالبكاء ولكن بشكل اسوأ
=لا لا انا لا اذكر شيئا لا اعلم من انا ومن اين اتيت لا اذكر اى شئ
- لا بأس عزيزتى لا بأس لا يوجد مشكلة سنجد حلا معا وستستعيدين ذاكرتك وسيكون كل شئ بخير فقط اهدئى ولا تفكرى بشئ
..........
نهضت الطبيبة عن الكرسي وجلست بجوار الفتاة وعانقتها بعطف وهى تمسح على شعرها
* * *
خرجت الطبيبة من الغرفة وكانت الممرضة جوليا تنتظرها بلهفة
= هل هى بخير ؟ هل تذكرت اى شئ ! ؟
- لا لم تتذكر غير اسمها ( ايفيلين) وبدأت بالبكاء عندما سالتها ان كانت تتذكر شيئا ولم ارد ان اثقل عليها لذا ساتحدث اليها فى وقت لاحق
=فكرة سديدة ! والان من الافضل ان تذهبي لاخذ قسط من الراحة
- حسنا جوليا ! اعتنى بها جيدا حتى اعود !
=لا تقلقي سأعتنى بها جيدا لقد احببتها واشعر بالشفقة عليها ..
يتبع..........

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 27, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما زلت احبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن