-3-

48 14 6
                                    

- سوف أقتلع عينيه من محجريهما، و سأقوم بتمزيق جلده إرباً،
كيف تجرأ على النظر و لمس فتاة أُخرى من بعدي؟

قالت تلك الروح بغضب مُستطير،
طافيةً على الهواء و من حولها هالة مشحونةً شرراً،
الدماء على صدغها الأيمن لم تجف بعد، بل أخلفت خطاً متعرجاً قاني اللون يصل حتى رقبتها

حدَّق بها بِأسف عاضّاً على شفته السفلية، أخرج يديه من جيوب بنطاله، و تعامل معها كما تعامل مع الآخرين من قبلها؛

- لكن هو عليه أن يُواصل عيش حياته بكل الأحوال،
إذا كنتِ تحبينه فعلاً، فتمنِ له السعادة.
الغيرة لن تفيدك بشيء الأن..

هدأت،
و لمست بقدميها الحافيتين الأرضية الباردة كجسدها،
حدقت به بعينيها اللامعتين كالكريستال

- أريدُ أن أتحدث إليه،
هل تستطيعُ مساعدتي في ذلك؟

هز رأسه دون تردد

- أعرفُ شخصاً يستطيعُ فعلها

.

طرق الباب بتأدب،
و فتح الباب بهدوء،
إنكمشت ملامحه عندما سمع الصرير المزعج للمفاصل المغطاة بالصدأ.

لقد كانت ملامح الشخص الجالس أمامه هادئة و ساكنة،
تحيط به هالة أشبه بالدخان الأسود،
لا يمكن رؤيتها؛ إنما الشعور بِها

- هنالك شخص يريد رؤيتك، أبي.

***

نظراتُه الجاحظة،
صفيره و تعاطيه مع أشياء مجهولة،
كل تلك التفاصيل تشغلُ بالي منذُ الحادثة الغريبة ليلة أمس

أراهُ من بعيد تارةً يتبسّم منحنياً برأسه بخفة للاشئ،
و تارةً أخرى عابساً يتمتم بشفتيه بكلمات غير مفهومة

هل يلاحظ البقية هذا الشيء، أم انني وحدي من يتوهم؟

دق الجرس ليحين موعد إستراحة الغداء،
و بالرغم من وجود العديد من الطاولات الشاغرة إلّا أنني تعمدتُ أن اجلس بطاولة بيكهيون و رفاقه

رحبوا بي و جلستُ مترقبة لأي حركة غريبة قد يقوم بها،
لكنه على العكس، كان يتصرف بكل طبيعية مخيباً آمالي حتى طردتُ كل تلك الأفكار من رأسي

حتى تحدّث طويل القامة لافتاً إنتباهنا

- أتعلمون من عاد للمدينة؟

إقترب من الطاولة لنفعل نحنُ المثل، و قال هامِساً

- كيم جيني

Souls whistler || صفّار الأرواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن