-2-

73 17 30
                                    

لقد كان ذو الخصلات البنية يتمشى على الرصيف برفقة شعاع الغروب البرتقالي،
وجدَ طفلاً منكمشاً على نفسه و بجانبه جروٌ أبيض مُستلقٍ بجسد بارد،
دنا منه بروية

- ما الخطب تشونهو؟

رفع الصغير رأسه و قد تشربت وجنتاه بدموعه، و إنتفخت عيناهُ من شدة البكاء مطولاً

- لقد مات جروي يا بيكهيون،
دهستهُ سيارة صباحاً

و لم يتمالك الصغير نفسه و رمى بنفسه بين اذرع بيكهيون التي استقبلته بكل سخاء،
إبتعد بعد وهله و لا تزال انفاسه غيرُ مُتزنة
قال بإنكسار مُبكر لقلبه

- أريدُ أن أدفنه

- و لمَ لا تفعل؟

- انا اريده ان يبقى قريباً مني،
و امي منعت أن ادفنه في حديقة المنزل

امسك بيكهيون بكفي الصغير الباردين و فركهما بأصابعه بخفة
- ما رأيك أن ندفنهُ في حديقة منزلي؟

اومأ موافقاً ينظر لجثة جروه الخالية من الحياة

خلع بيكهيون معطف المدرسة و قام بتشمير اكمام القميص، و اخذ يحفر حفرة بجانب بوابة السور، و وضع الجرو داخلها

و قبل أن يملأ الحفرة بالتراب تشبث تشونهو بساقه و وهو ينظر للجرو بأعين لامعة
- إنتظر لحظة...

دنا نحو الجرو و قام بلمس فروه لمرة أخيرة، و اخذ يتمتم بكلمات لم يستطع بيكهيون سماعها

إبتعد و أكمل بيكهيون دفنه،
و اخذ تشونهو يحدق بالقبر ببرود

اخذت أصابع بيكهيون تتخلل بين شعر الصغير
- ما رأيُك ان نشتري بعض الازهار في الغد و نضعها عليه؟

- حسناً

- لقد حل الظلام،
عليك أن تعود للمنزل لا بد أن والدتك بإنتظارِك

- هي ليست بالمنزل بكل حال
و على وجهه علاماتُ الخيبة

- منذُ أن غادر أبي و هي تخرج منذ الصباح و لا تعود حتى وقت متأخر من الليل

تنهد بيكهيون و وضع يداه داخل جيب بنطاله،
غادر الطفل و عاد لمنزله،
ليفعل بيكهيون ايضاً المثل

و لكن منزل بيكهيون لم يكن خاوياً، بل كان مليئاً بالأرواح المُنفصلة عن أجسادها، تجول هنا و هناك، و تظهر بهيئتها الشفافة إن إستدعت الحاجة

Souls whistler || صفّار الأرواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن