-1-

183 20 23
                                    

لقد كان الطقسُ ماطراً و شديد البرودة بينما كُنتُ اجلس في السيارة التي سوف تُقلني للمطار

كُنتُ أقوم بالتلويح لِوالداي من خلف الزجاج و نظراتهم ممزوجة بخليط من الحزن لِفُراقي و الرِضا

الأدرينالين كان يتدفق في عروقي و كانت معدتي تنقبض بين تارة و أُخرى، أشعُر بالحماسة لكوني و أخيراً سوف اخرج من عالمي الصغير الذي لطالما عِشتُ فيه

عالمي الذي كان مُتمحورِاً على مدينة ريفية بسيطة، بُحيرة كريستالية لامعة، عبق الأشجار في الصباح الباكر، و التلُ المُطل على حقل زهور عباد الشمس

مع أننا في عصر متطور جداً، لكنني كُنتُ لا أمتلِك هاتفاً محمولاً، فأنا لا أحتاجُه حتى

فتفاجأتُ عندما أهدتني أُمي واحداً، لقد كان بغلاف برتقالي،
كان لوني المُفضل و أحببتُه كثيراً، لكن المُضحك في الموضوع أنني لم أكن اعلم كيف يُستخدم!

انا لن أقوم بفعل شيء به سِوى الإتصال بوالداي؛ لذلك سوف أتدبرُ أمري

لقد كانت الكُتُب التي يبتاعُها لي أبي من روايات و كتب ثقافية، هي المصدر الأول للمعلومات بالنسبة لي.

لا شيء يُضاهي الجلوس تحت ظل شجرة و قراءة كتاب مشوق مع رشفات من عصير البرتقال الطازج، أنتهي من قراءة كتاب يتألف من مِئتان صفحة من دون أن أشعر بمرور الوقت.

لقد كان الجهازُ الإلكتروني الوحيد في منزلنا هو حاسوب والدي المحمول، و قد كُنتُ مولعة بأفلام الخيال العلمي و الخوارق التي يُحضرها خالي في كل مرة يأتي لزيارتنا،
فلا أنتظر لِأقوم بتشغيلها و إعادة مُشاهدتها مرات لا تُحصى

- لقد وصلنا جي آن.
اوقف خالي السيارة و إبتسم لي بعفوية

تجمدت يدي و لم أستطع التحرك من مكاني، لينفجر الأكبر ضاحكاً و أبتسم أنا بتوتر
- أنا خائفة كي

خرج من السيارة و فتح الباب من جهتي و قام بسحبي للخارج مُتشبثاً بكف يدي البارد، يجر بيده الأُخرى حقيبة سفري
- كُل شيء سوف يكون على ما يُرام،
هذه سوف تكون بداية حياة جديدة لكِ، أعدُك سوف تُعجبك سيول كثيراً

قام الوقتُ بالمرور بسرعة، شعرتُ بمُضيفة الطائرة و هي توقضنا انا و خالي المُستغرق بالنوم،
إذا كان هُناك صفة مُشتركة بيننا سوف تكون النوم الثقيل

قُمتُ بضربه على جبهته بإصبعي الأوسط، ليستيقظ أخيراً
- لقد كان ذلك مؤلماً جداً

Souls whistler || صفّار الأرواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن