" الفصل الثاني والأخير "

44K 859 50
                                    

في تلك اللحظة أحست كأن رأسها اقتلع من مكانه من شدة الضربة التي أدت إلى تدفق الدماء من أنفها وتسيل على وجهها وتسقط ببطء على عنقها الأبيض الطويل لتستقر أخيرا على أرضية القصر بشكل عشوائي ليسود حالة من الهدوء الساكن في أرجاء المكان إلا من صوت أنفاسه العالية التي أخذت ترتفع شيئا فشيئا وهو يبادلها نظرات حارقة امتزجت بنظرات أسف ووجع وهو يراها ملطخه بدمائها بهذا الشكل ويده الحمقاء القاسية  هي السبب !!

وضعت يدها على وجنتها ببطء وهي تتحس  مكان الضربة بألم قاسي جدا فهل من الممكن أن عشقها وحبيبها فعل ذلك حقا !! أم أن ذلك كابوس ستفيق منه في أي لحظة ..

لحظة وكانت تسقط من يدها ذلك الذي أخفته ورائها منذ لحظات ليتناثر على الأرض معلنا هيجانه وعصيانه لما فعله ذلك العاشق الغيور ...

جحظت عينيه بصدمة وهو يرى ورود كثيرة تتناثر من خلفها وتسقط أرضا لينزل على ركبتيه يجمعها بين يديه قائلا بهمس مخيف :
" ايه ده يا سارة ؟ "

انحنت بجذعها إليه قائلة بألم من بين دموعها التي تمردت عليها ونزلت تسابق بعضها :
" ده طوق ورد ، صحيت الصبح علشان أعملهولك من الورد إلي بالحديقة برا يا سراج ، بس الظاهر إنك مبتستاهلش علشان كده الورد كرهك بمقدار ما كرهتك أنا دلوقتي ... !! "

قالت كلماتها تلك وهي تنهض ترفع من شعرها الذي تناثر على وجهها بعشوائية لتسير خطوة وإثنتين وثلاثة وهي ترفع أنفها بكبرياء يتجسد خلفه قهر وحزن ... حزن فاق قلبها الصغير على حبيب غيور أنهى حياتهم بغيرته القاتله حتى قبل أن تبدأ ..

في تمام الخطوة الرابعة وقفت مكانها وهي ما زالت تنظر أمامها بكبرياء قائلة بكلمات قتلته في صميم قلبه :
" طلقني يا سراج ... !! "

كلمة سقطت على مسامعه بصدمه ألجمت لسانه عن النطق وهو ما زال يجلس على الأرضية يحمل بين يديه تلك الورد الحمراء بألم وقهر ...

ماذا تطلب تلك الحمقاء منه الأن ... !!
( يطلقها ) يالا السخرية ... يالا العار ....
( يطلقها ) كلمة ترددت على مسامعه كأنها أنغام صاخبة مزعجة إخترقت طبلة اذنه بألم ...

نهض من مكانه وهو يكتسي قناع البرود ليسير نحوها ببطء ثم يقف أمامها ويدير رأسها ليرى دموعها امتزجت بدمائها وهي تخفض رأسها بألم

أمسك رأسها بين يديه برقه قائلا :
" تعالي اغسلي وشك علشان انتي طالعة كدة مغرية أكتر من قبل فبلاش أزعلك دلوقتي ... "

زمت شفتيها كالأطفال قائلة بغضب وهي تبعد يديه عنها :
" متلمسنيش !! وهطلقني يا سراج "

ولم تشعر بنفسها بعد ذلك إلا وهو يحملها بين يديه ويتوجه بها ناحية الأعلى وهي وضعت رأسها على صدره تنعم ببعض اللحظات بقربه قبل الفراق ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غيرة عاشق ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن