الفصل الثامن

303 4 0
                                    

وخائفة وهي ترى افراد الشرطة تحاوط يوسف من كل اتجاه .. منظره بهذا الشكل المها بشدة .. الم موازي لتلك السعادة التي احتلت اوصالها .. دموعها لم تتوقف عن الهطول لا تعرف اهي بسبب السعادة لرؤيته والدها اخيراً ام بسبب شيء اخر ؟!
نظر يحيى لأبنته الشاحبة التي لاتبس ببنت شفة بينما دموعها اطلقت كالسيول تجري على وجنتيها .. احتضنها من جديد وهو يقول بلهفة واشتيقاق يشوبه حزن دفين لايصدق ان ابنته امامه حقا حية ترزق وبأتم صحتها .
- ابنتي حبيبتي لاتخافي والدك هنا سيحميك بروحة لاتقلقي 
ابعدها عنه ينظر لوجهها جسدها وما ان راى بطنها حتى هتف بغضب وانفاس لاهثة وهو يتجه ليوسف 
- الحقير البائس القذر 
انقض يريد ان يلكمه مرة اخرى الا ان رجالة الشرطة كانو يقفون كالسد بينهم .. 
اهو في حلم ؟؟ كل ما يجري كأنه خيال وهم ليس حقيقي .. جسده اصيب بالخدر وطنين مزعج دوى في اذنيه !! نظر يوسف لما يجري بذهول .. رغم كل شيء كان يقف بصلابه بينما مئات الاسئلة تزاحمت بمخيلته .. كيف وجدهما ؟ وكيف عرف الطريق لمنزلة ؟ منذ متى هو هنا؟ وماذا قال لوالدية ليجعلهما بهذه الصورة البائسة ؟
امسكه رجال الشرطة بقوة .. بينما والده يجلس وهو منكس الراس .. والدته وخولة تبكيان بحرقة و ميساء تقف بعيدا مكتفة ذراعيها تنظر له بابتسامة شامته 
هتف يحيى وهو يصرخ وينظر له بعينان تقطران حقدا 
- القو القبض عليه لقد خطف ابنتي وتزوجها بالأجبار 
كانت الشرطة تحاوط ذراعية قال احد افراد الشرطة بهدوء
- هل انت يوسف عبدلله 
اومأ بلامبالاة بعد ان استوعب ما يجري و استعاد القليل من رباطة جائشة .. لم يكن يهمه سواها لم يستطع ان يرى دموعها تتساقط بهذا الشكل .. كل دمعه تنزل كنار كاوية على قلبه ... هتف بقوة موجها كلامه لها
- لاتبكي 
صرخ والدها بشراسة وهو يسحب ابنته خلفه
- لاتكلمها كلمني انا
لم يعبئ يوسف ليعاود القول بصوت مرتفع وعيناه مثبته عليها
- قلت لاتبكي ختام 
اجاب والدها بقوة 
- قبل ان تاخذوه فليطلقها وينهي الأمر
عم الصمت بينهم فجاة لايسمع غير شهقات البكاء حتى والداه لم يمتلكا القدرة على التدخل او الرد وهما يتابعان ما يجري بنظرات اختلطت بين الدهشة والالم وعدم التصديق . 
قال يحيى بهدوء ظاهري
- ابنتي تريد الطلاق
اجاب بصلابه وعيناه لاتفارق محبوبته
- على جثتي
قال يحيى بحقد
- ستطلقها رغما عنك 
اجاب بثبات 
-لن اطلقها الا اذا طلبتها هي !
التفت والدها ينظر لها بحنان 
- اطلبي منه ذلك 
كانت ترتجف وصوت شهقاتها يقطع نياط القلب .. مالذي حدث لما لسانها لايطاوعها ان تطالبه بحريتها وكأن قلبها انخلع من مكانه عندما سمعت بكلمة الطلاق .. مالذي يجري لها ؟! الم تكن تنتظر هذا اليوم ..وها قد اتى اذن فلتنطق فلتتكلم
قال والدها بحدة
- اطلبي منه ذلك هيا ختام
بقيت على صمتها ليهمس والدها وهو يشد على نواجذة
- قلت هيا تكلمي انطقي 
جاهدت لتخرج صوتها بنبرة مرتعشة ونظرات متوسلة
- انا ..انا ..ابي ...انا ....
وعادت للبكاء من جديد لم تملك الشجاعة لطلبها اتخذت الصمت حليفا لها . 
تعالت ضربات قلبه بينما قست عيناه وهو ينظر لها بعتب صامت لم يكن يريدها ان تصمت ارادها ان تقول وتهتف امام الجميع انها زوجته حبيبته وحلاله لن تتخلى عنه ابدا ... لكنها بقيت ساكته وسكوتها كمن يعطي الموافقة على طلب والدها !!!
كانت مطرقة الرأس تبكي وتبكي وهي تغطي فمها بيدها .. قال والدها يحثها لتتكلم 
- اطلبي الطلاق ختام
افكارها مشوشة لاتريد اغضاب والدها ولا تريد الابتعاد عن يوسف لا تتخيل بل لا تتصور انها ممكن ان لا تراه ثانيته غير ان نبرة والدها المنكسرة نجحت في اخراج صوتها المتردد
- يوسف ..انا ...انا...
لم يمهلها فهو لن يسمح لها ان تطلبها او ان تسمعها اذناه منها هذا الامر لن يحتمل ذلك مطلقاً .. سارع ليسحب كلمته لم يدرك انها لن تستطع ان تنطقها ولن تنطقها ابدا .. شيء ما الجم لسانها ونغزة حادة استقرت بقلبها .... فقط كان تبكي بشدة المت قلبه اكثر من اي شيء اخر قال بجمود وصوت فارغ
- وانا اسف لن اطلق حتى لو طلبت هي ذلك انها زوجتي 
....................................... 
اتصل يحيى بصديق له يعمل في السلك الدبلوماسي استعان به لينهي هذا الامر بسرية تامة .. دون الحاجة الى التشهير والفضائح .. خاصة وانه شخصية معروفة ومثل هذه الحوادث لا يتم التكتم عليها بسهولة هو كان حريصا على سرية الامر ببلده وسيكون كذلك هنا فالامر لايسلم يجب ان يتوخى الحذر فبالرغم من انه ابلغ الشرطة الا ان احد لم يعرف شيئأ بخصوص ابنته على الاقل من الجيران والاصدقاء وهم ايضا لم يسألو احترمو تكتمة وخصوصيته ولو انه يعلم بقرارة نفسه انهم يعلمون ويتهامسون فيما بينهم لكنهم يصمتون ربما رأفة وشفقة بحاله ..
قال بحدة وجبين مقطب وهو يذرع الغرفة التي استأجرها مؤقتا فقط لقضاء عدة ايام لتسوية كل الامور العالقة من ثم يعودان الى بلدتهم وينسون كل هذه المصائب 
- اجل ...اجل انت اهتم بكل شي تصرف لكن بعيدا عنها 
استمع له قليلا ليكمل بغضب
- ماذا تعني انه سيحاسب فقط على السرقة ماذا عن اختطافها واجبارها على الزواج
صمت يستمع وهويغلي من الغضب
- حسنا شكرا لك عدنان لن انسى لك هذا المعروف 
اغلق الهاتف ثم زفر بضيق
ذلك البائس لن يحاسب على اختطافها باعتبارها تزوجته بارادتها وبشهادة الكل فهي كانت تعيش معهم بصورة طبيعية ... لن اكون يحيى ان لم اجعلك تتعفن في السجن همسها وخرج الى الشرفة .
هم يكتم انفاسة يتمنى ان يكون ما حدث لابنته مجرد كابوس وسيصحو منه ... غصة مؤلمة تقف في حنجرته وكأنها حجارة مسننه لا يستطيع ابتلاعها ... تقبل كون ابنته متزوجة وتحمل طفلا ليس سهلا ... ليس سهلا ابدا كما اوهم نفسه !!
رفع راسه الى السماء وهو يهمس بوجع وقلب يحترق 
" اللهي الهمني الصبر والقدرة على التحمل "
............................................
.................................................. ......
التقينا صدفة ....
كل ماحدث لم يكن بايدينا 
كنت عدوي .. كيف اصبحت حبيبي ؟
اشتاق لك .. وقلبي يأن حنينا اليك
لم اعد احتمل ابتعادك عني
انفاسي تخنقني
وعيناي تبحث عنك بين وجوه البشر 
معك وجدت .. اماني
وطني 
وملاذي
فعد الي من جديد 
عد الي...
..............................................
كانت ممدة بفراشها ساهمة وحزينة يدها تداعب بطنها المتكور وهي تخاطب اطفالها بهمس " ترى ماذا يفعل والدكم الان هل نسينا ام لايزال بفكر بنا " 
قطبت بتجهم وهي تهمس 
" لما اهتم له لقد ولى بغير رجعه وارتحت منه اخيراً الم يكن هذا ما اريده وادعوبه ليلا ونهارا ؟! 
تهدج صوتها وهي تقول بخفوت " اجل .. لقد ولى بغير رجعه .. لن اراه ولن اسمع صوته الذي اكرهه بشدة ولن يرغمني على تناول الطعام بالقوة .. لا لن اشتاق له وانا .. انا .. لا احبه ولا اريد تذكره .. امسكت راسها بيديها وهي تغمغم
" اخرج من راسي اخرج لا اريد تذكرك ابدا " .
دفنت وجهها بالوسادة تبكي بألم وقوة .. لم تستطع ان تلبي طلب والدها عندما امرها ان تطالب يوسف بالطلاق فبعد تلك الليلة التي تبادلا بها عهوهما وتعاهدا على بداية جديدة تشعر كأنها ارتبطت به برباط قوي .. نظرته المتألمة لها اوجعتها بشدة وانغرست كخنجر مسموم داخل روحها .. ياالهي هي رغما عنها تشعر بالانجذاب والاعجاب نحوه .. كيف تنامى هذا الشعور داخلها لا تعرف.. عندما كان محاطا برجال الشرطة ارادت ان تصرخ بأعلى صوتها اتركوه وشأنه ابتعدو عنه الا انها لم تستطع شيء ما الجم لسانها . 
لقد اعتقدت ان يعاملها والدها بجفاء او يعاتبها على ذنب حتى وان كان يعلم انها لم تقترفه او لانها لم تطالب بطلاقها كما امرها .. لكنه كان صامتا ومتجهم ... لا زالت تتذكر ما قاله لها عندما ارادت ان تفتح موضوع للحديث معه .. كانو يجلسون في المطار والدها يجلس جانبها وهو ينظر للامام بشرود بينما يده لم تتوقف عن التسبيح بمسبحته يتنهد كل عدة دقائق بحرارة .. قالت بهمس خجول بينما شعورها بالخزي وكأنها اقترفت اثما لا يفارقها ابدا
- ابي ..انا .. انا ... اريد ان اخبرك عن ...
قاطعها والدها بحنان رغم الالم والحزن الذي قرأته في عينيه الشبيهه بعينيها عندما التفت ناحيتها 
- لا تقولي شيئا يا ابنتي اعلم ان الامر لم يكن بيدك .. انا الملوم بكل ما جرى !
نظرت له بصدمة وعيناها مليئة بالدموع ليكمل وهو يطرق راسه بيأس 
- اجل انا السبب لقد وصلتي رسائل تهديد عديدة لكنني لم اكن حذراً تجاهلت الامر واستهنت به وهذه كانت النتيجة لم افكر ان الخطف والقتل هو سهل جدا اسهل من شرب جرعة من الماء في بلد يفتقد للامان كبلدنا اعتقدت ان الحارس الامني يفي بالغرض لذلك ..
نظر لها بابتسامة شاحبة
- لذلك انت من يجب ان تسامحيني بسببي جرى لك كل ذلك 
لم تستطع ان تبقى صامته نهضت لتجثو امامه تقبل يده وهي تقول بصوت مرتجف 
- ابي لاتقل ذلك ارجوك 
مسح على شعرها بحنان بينما ختام تبكي بألم وشعورها بالبؤس والحزن يكتم انفاسها صورة يوسف وهومحاط برجال الشرطة لا تريد ان تفارق خيالها ابدا 
عادت من رحلة افكارها عندما دلفت والدتها التي ما ان رأت دموعها حتى سارعت لأحتضانها وهي تقول 
- بسم الله عليك حبيبتي لما البكاء
احتضنت والدتها وهي تقول بهمس 
- لاشيء ماما 
هتفت والدتها بقلق
- هل تشعرين بألم 
هزت رأسها تقول بخفوت
- لاتخافي امي انا فقط .. فقط... اشعر بالأختناق
نظرت لها والدتها بحنان للان لاتصدق عودتها سالمة .. لكنها لن تنكر صعوبه تقبلها لكون ابنتها متزوجة و حامل ايضاً .. لم تكن هذه النهاية التي ارادته لابنتها لقد حلمت بزفاف اسطوري تقف فيه بشموخ ترحب بالضيوف بكل سعادة وفخر .. فخر بابنتها البكرية وقرة عينها املها و فرحته والدها في هذه الحياة ... لكن ماذا ستفعل قدر الله وما شاء فعل المهم انها متزوجة بعقد شرعي وهي امامها حية ترزق .. 
لم يهتمو لهمهمات اقاربهم ولم يسمحو لهم بزيارتها لكي لا يحرجوها بالاسئلة والكلام الفارغ الذي لا طائل منه.. لقد حصل ما حصل وانتهى الامر يجب ان يتعايشو مع واقع زواج ابنتهم رغما عنهم . 
همست بحنان وهي تربت على شعرها
- لاداعي للتفكير بالماضي حبيبتي وانظري للمستقبل
اومات بالأيجاب لتكمل والدتها بهدوء
- لقد اتصل محمود و قد علم كل شيء لم نستطع اخفاء الامر عنه ورغم ذلك مصر على رويتك
هتفت بقوة 
- وانا قلت لا اريد ان ارى احدا امي وبالأخص محمود فليبتعد عني ارجوكي
هدئتها والدتها بسرعة
- حسنا حسنا حبيبتي كما تشائين .. ارتاحي الان وسأحضر لك كوب من العصير
تركتها وغادرت بينما عاودت ختام البكاء بانين خافت تهمس بلوعة 
" ماذا يريدون مني فليتركوني وشائني .. لقد تعبت واريد ان ارتاح "
..............................
............................................
اسندت رأسها على اطار النافذة تنظر امامها بنظرات فارغة وحائرة بينما داخلها خوف ورهبة مما سيحصل بعد قليل كيف ستواجههم ؟ كيف تريهم وجهها ؟! هل سيصدقون القصة التي اخترعتها والدتها ؟
فبعد ان بقيت عدة ايام ترفض رؤية احد من اقربائهم جاءت اليوم والدتها لتعلمها ان عماتها ناهدة و صفية ستأتيان لرؤيتها لا بل مصرتان على رؤيتها ...زفرت بضيق وهي تتمتم
"يا الهي ارجو ان يمر اليوم على خير"
فهي تعرف عماتها فهما بمثابته وكالة اخبار متنقلة .. دلفت والدتها الى الداخل قائلة لها بهدوء
- حبيبتي هيا انهما بانتظارك
التفتت تنظر لها بعينان دامعتان 
- امي لا اريد ان ارى احد لا اعرف ما سأقوله !!
اجابت والدتها بقوة وهي تنظر لها نظرات واثقة .. تعرف انما حصل لابنتها شيء لا ينسى بسهوله .. لذلك قررت ان تخترع قصة حتى لولم يصدقوها المهم ان تجنب ابنتها الحرج ولو انها متأكده من انهم لم ولن يصدقوها
- اعلمي يا ختام ان الناس ستتكلم مهما تكتمنا على الامر فهم سيتكلمون ..ذلك هو الطبيعي حتى لو كنت تزوجتي بظروف طبيعية وتطلقتي ايضا سيتكلمون ويتهموك بالتقصير وبأنك انت سبب الطلاق .. نحن لا يهمنا كلام الناس يا ابنتي صدقيني فليتكلمو كما يشائون بالنهاية سيصمتون ويجدون قصة اخرى تشغلهم .. لكن يجب ان تواجهيهم بطريقة اوباخرى يجب عليك ذلك لا تتراجعي وانا ساكون قربك 
تنهدت وهي تمسك يد ابنتها تحثها لتجلس على الفراش
- رضا الناس غاية لا تدرك ... سيبقون يتدخلون وينمون ويخترعون القصص والحكايات بجهلهم وفضولهم لذلك لاتهتمي وكوني قوية وسنقول لهم ما اتفقنا عليه
اجابت ختام بصوت مرتجف
- لكنهم لن يصدقو امي
اجابت بلامبالاة بينما بقلبها نار مشتعله على صغيرتها لويرجع الامر لها لاخفتها عن اعين الجميع لكن لا فلتكن قويه ولتواجه الامر الان افضل من تاجيله 
- كل ارائهم لاتهمني بشيء المهم هو اننا نثق بك ونعرف انك لم تفعلي ما يسئ .. والان سأذهب اليهم ثم الحقي بي بعد قليل
هزت راسها بالموافقة وقلبها يخفق بشدة راقبت خروج والدتها باعين خائفة ومتضرعه 
..............................
جلست برتباك وهي تشعر بالنظرات الممتعضة التي تسترقها عمتها صفية تجاه بطنها المتكور لقد استقبلاها ببرود ولا مبالاة .. اذا كانا يستعران ويشمئزان منها لم جاءو من الاساس ؟!
بدتا امامها كريا وسكينه خاصة وهم يرتدون ملابسهم القاتمة ويرمقانها بتلك النظرات الصقرية 
قطع الصمت صوت والدتها المرحب
- اهلا وسهلا لقد انرتما المنزل
قالت ناهدة وهي تلوي فمها ببرود
- المنزل انار برجوع ابنتك
ابتسمت نادية بتكلف
- الحمدلله لقد قر الله عيوننا برجوعها سالمة 
قالت صفية توجه كلامها لختام التي كانت تراقب ما يجري بوجه شاحب وداخلها تدعو بانتهاء هذه الزيارة بسرعه
- لما فعلت ذلك بعائلتك ختام كان من الممكن ان تاتي الينا ونحن نقنع والدك بالزواج
اجلت حنجرتها وهي تجاهد لفتح شفتيها الملتصقتان وقبل ان تتكلم سارعت والدتها بالقول وهي ترمق ختام بنظرة مشجعة
- لقد اخبرت والدها رغبتها بفسخ الخطبة غير انه لم يقتنع وقد رفض طلب يوسف عندما جاء لخطبتها اكثر من مرة
قالت صفية بعدم اقتناع
-ولماذا رفضة ؟
اجابت بهدوء
- اولا لانه متزوج وثانيا لانه يعيش بدوله اخرى و انت خير العارفين بمدى تعلق يحيى ببناته
قالت صفيه بسخرية مبطنه
- اجل اجل وها قد تزوجته رغما عنكم ودون علمكم وكسرت كلمة والدها وها هي النتيجة ستطلق منه
قالت نادية بابتسامة صغيرة
- الطلاق ليس عيبا او حراما وكل شيء بنصيب
همهمت الاختان بامتعاض لتتسائل ناهدة بمكر
- كيف تعرفت عليه اذا كان من دولة اخرى ؟!
لاول مرة يخرج صوتها بهدوء حاولت قدر الامكان ان تقلل من لهاثها وتهدء من سرعة دقات قلبها 
- يوسف رجل اعمال اتفق مع ادارة الجامعة باستيراد بعض الادوات الخاصة لهم وقد اتى لزيارتهم ورأني واعجب بي 
غمغمت بغير اقتناع
- همممممم 
بقيتا فترة من الزمن يرميانها بالكلام المبطن وهما لا تصدقان حكاية زواجها لكنهم لم يستطيعو الافصاح بمكنوناتهم .. والدة ختام كانت طوال الوقت هادئة وواثقة لم تنهار او ترتبك بالعكس كانت واثقة ترمق ختام بنظرات مشجعه ومتفهمة .. اما ختام فقد شعرت ببادئ الامر بالخجل وكانها هي من كانت السبب بكل ما جرى لكن شعورها تبدد شيئا فشيئا وهي تشعر بيد والدتها تضغط على كفها وترمقها بين الحين والاخر بتلك النظرات التي تبعث لقلبها الراحة والدفئ وتشعرها بانها ليست وحيدة ومنبوذة
.................................................. ....... 

خلف طيات الندم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن