5-عروس الشمس

2.3K 49 0
                                    


*****************

احست فيونا بحرارة اضطرتها لفتح عينيها ثم اغمضتهما
بسرعة وشدة0
-لاتخافي ستصبحين على ما يرام قريبا جدا0
استعادت فيونا وعيها ببطء وبدأت الاشياء تظهر طبيعية 
تدريجيا:سماء زرقاء صافية وجدول هادىء0وجدت نفسها
ممدة في قعر القارب ورأسها على ركبة ماكس وهو ينظراليها
بعينيه الزرقاوين0قال بهزء:
-اصابنا جميعا مثلما اصابك0
-احس كأني في بؤرة طين حار0
-فعلا تقريبا0كلنا كذلك0
79
جلست ثابتة واخذت المنشفة من يده وقالت:
-الغبار يغطيك تماما0اسمح لي0
واخذت تمسحه عن وجهه برفق متجنبة التقاء عينيه بعينيها0

سألته:
-الم يغمى عليك؟
-ليس تماما لحظة قصيرة فقط,ياله من حادث مزعج0
-كيف حال الاخرين؟
-انهم يأتون تباعا ولكن علي الانتظار حتى يستعيدوا
نشاطهم وحيويتهم قبل الاستفسار عن صحتهم0
نظرت فيونا الى النهر فرأت عمها جالسا في القارب يمسح
وجهه بمنديله والى جانبه روجر0
شردت افكار فيونا وقال ماكس:
-اريد العودة بعكس التيار اذا كان لديك القوة الكافية لانه
يوجد هناك جانب من الضفة مسطح قليل العمق نستطيع
التوقف عنده0
ماهي الابضع ضربات قوية بالمجداف حتى كان الزورق 
يندفع بعكس التيار نحو المكان الرملي الذي لمحه ماكس سابقا0
ولدى وصوله امسك بيدها واخرجها من القارب وراح يفتش
وهي تنظر اليه متعجبة من صموده وقدرته بينما اصطكت 
ركبتاهاوخانها النطق ونشف ريقها0
اتى بحزمتها ورماها بقربها وقال:
80
-علي ازالة هذه الاوساخ واستبدال ثيابي0
-نعم0
-ابقي تحت النتوء الصخري فهو يحميك وانا عائد لانظر في
امور الاخرين0
-شكرا0
كان الرفاق في هذه الاثناء قد اغتسلوا وانتعشوا واجتمعوا
للبحث في الخطوة التالية0كليف وجوناثان ايدا متابعة المسير, 
لكن حالة عم فيونا لم تكن مرضية0اما ماكس فقد قرر افضلية
اقامة مايشبه المخيم لكي يرتاحوا تماما0فقاموا لتحضيرالطعام0
اتخذ كل منهم مكانا مريحا متمددين على الاغطية وراحوا
يتسامرون,قال جوناثان واضعا يده تحت رأسه:
-ربما نكون تائهين فقد يحدث ما ليس بالحسبان0
نفث البروفسور دانن غليونه في الهواء فقال كليف:
-هل لاحظتم هذا الهدوء هنا؟انه شبيه بسكون الصحراء0
ولكن بقي شيء اخر لم تستطع فيونا ان تتجنبه 0شيء غير
ملموس بنظرهم0ربما كان الوادي مسحورا,كما سحر النهر0
جاء روجر وجلس بقربها يتفحص وجهها ثم قال:
-ماذا دهاك؟يبدو عليك القلق0اني اسف لما حدث في تلك
الليلة لم اقصد ان000000تعالي نتمشى قليلا0
فاشارت اليه بالسكوت وادارت رأسها بحدة0
81والان ماذا دهاك؟
جلست تنظر الى ظل بلون الحبر خلف خيتها وسألته:
-الم تر؟هناك000لقد تحرك0
-لاارى شيئا انه ظل يخدع النظر,هيا بنا0
-لقد اختفى الان0كان هناك شيئا ما0
ناداها كليف : 
-ماذا حدث؟
-لاادري0
نظر اليها ماكس وقال:
-ماذا رأيت يافيونا؟
-صبي صغير على ما اعتقد!
خيم الصمت مرة ثانية بعد بضع تعليقات صدرت عن بقية
الرفاق,لكن روجر عاد فقال:
-انت تتخيلين الاشياء ولعل ذلك تحت تأثير ماحدث بعد
الظهر0
ناداها ماكس مقطبا جبينه:
-اخبريني ماذا رأيت او تخيلت0
-رأيت صبيا او على الاقل شكلا ضغيرا يرتدي شيئا رماديا لم
استطع التحقق منه0بقي لحظة ثم اختفى0
-الى اين؟
-الى هناك0كان ينظر نحونا ثم ذهب0
82
اخذ كليف يمزح معها باسلوبه الساخر اللطيف:
-لكني فعلا رأيت غلاما0
-حسنا,اين هو الان؟
قال جزناثان:
-ذهب ليجلب والدته0
وتلاه كليف بقوله:
-مع بقية العائلة00000لاتخافي يا فتاتي نحن نفديك
بارواحنا!
تفرق الرفاق وهم يتضاحكون وذهبوا للنوم كل واحد الى
مكانه0لكن ماكس لم يشاركهم مزاحهم وضحكهم0فلم يكن الصبي خدعة ولا نسج خيال بل حقيقة مثل لجنة الاستقبال التي افاقوا عليها عند الفجر0
وقفت القبيلة بصمت على حافة النهر0ملابسهم طويلة
تشبه العباءة ولايرتدون قبعات ملونة زاهية كتلك التي رأتها
على رؤوس هنود البيرو0لم تكن ثيابهم متنوعة الالوان مما يدل
على انها صنعت من ايديهم وكانوا جميعا من الرجال البالغين ماعدا صبي صغير في حوالي الثامنة او التاسعة من العمر وقف 
بلباسه البسيط في وسط الجمع الى جانب رجل مسن طويل القامة يتميز بالوقار والمهابة0اما لون بشرتهم فقد كان يشبه
بشرة اعضاءالبعثة بعدما لوحتها الشمس0لم يظهر عليهم بانهم
هنود ما عدا عظام الوجه والحواجب مما يدفع للاعتقاد بانهم 
83
من اصل لاتيني ينتمون الى احد بلدان شمال اوروبا0سأل كليف:
-من يتطوع للقيام بالترجمة؟لاتزاحموا بعضكم0
تقدم ماكس واضعا بذلك حدا لدهشتهم فلحقه الجميع ما
عدا كليف الذي حال بين فيونا وبين مجاراتهم وقال:
-ابقي هنا عزيزتي حتى نتمكن من اقامة علاقات ودية
معهم0
توقف ماكس على بعد خطوات وبدأ الكلام 0لم تصدر عن
الغرباء أي حركة اوتعبير يدل على نواياهم0اما فيونا فقد
تقدمت الى الحد الذي يمكنها ان تسمعهم ورأت ماكس يرفع
يديه ويحييهم باللغة الكوينشانية0كان رد الفعل كالسابق لاول
وهلة , لكن الرجل الذي بدا وكأنه قائدهم رفع يديه مشيرا
بوضوح على انه لم يفهم فعاد ماكس للكلام بلهجة اخرى لم
تحظ منهم الا بالاشارة نفسها 0قال روجر:
-جرب الاسبانية0
فعادت الاشارة ذاتها0عندئذ خاطبهم كليف بالعامية
وبرطانة انكليزية لم تفهم فيونا منها شيئا فظنت انها من 
مخلفات خدمته العسكرية الطويلة0جرب روجر الفرنسية 
وجوناثان الايطالية وعاد ماكس فجرب البرتغالية المكسرة0
باءت هذه المحاولات بالفشل فتبادل الرفاق النظرات اليائسة
فاذا بالصبي ينظر الى فيونا وليمس ذراع القائد الذي انحنى 
وهمس في اذن الصبي,ثم نظر الى ماكس وتكلم بلهجة 
84
وصوت غريبين0
عندئذ رفع البروفسور صوته عاليا من الدهشة والاستغراب
وخاطبهم بالالمانية فظهر تأثير هذه الكلمات فورا واومأ القائد
واخذ يتكلم بينما بدأ افراد البعثة يتسألون بينهم 0قال كليف
بصوت خافت:
-غير معقول0هنا يتكلمون الالمانية!
اقترب منهم البروفسور وقد بدا عليه انه يتوقع مفاجأة
كبرى0قال بسرعة:
-لا استطيع التوقف وشرح كل شيء الان سوى اننا وصلنا
اخيرا الى هدفنا0ايمكنكم توضيب الحاجيات بسرعة لاننا
ذاهبون معهم0
اخذوا ينزلون الخيم بسرعة وحماس بينما لزم وفد الشعب
السري مكانه بالقرب من الضفة ماعدا اثنين اتوا بصمت
للمساعدة على نقل الحاجيات الى قارب غريب الشكل رسا
بالقرب من مكانهم وكان طويلا يشبه قوارب النقل0رافق
البعثة الى القارب القائد والصبي وركب الاخرون في الزوارق
الثلاثة خلف القارب الكبير0
كانت المسيرة الصامتة غريبة جدا فراحت القوارب تتبع
تعرجات النهر لا يسمع خلالها الاصوت المجاديف0هزت
فيونا رأسها من فرط الدهشة للمنظر الهائل الماثل امام عينيها الحائرتين0اتسع مجرى النهر عندما بدت مدينة الشعب السري
85
زاهية تحت اشعة الشمس الذهبية,والزورق يمر بجانب البيوت
ذات السطوح المصنوعة من احجار مسطحة ومربعة وقد
ارتفعت على طول حافة النهر متراصة الى فسحة واسعة يربطها بحافة النهر درج عريض تتوقف القوارب عنده0 لاحظت فيونا ان هذه النقطة بداية لشارع عريض يقسم
المدينة الى شطرين وينتهي الهيكل في الطرف الاخر من
المدينة0
ذهلت فيونا اذ رأت امرأة بصحبة فتاة صغيرة تخرج من باب
يقع على يمينها وتومىء اليها كي تتبعها0وعندما ترددت فيونا
اسرعت المرأة لتمنعها من الانضمام الى الرجال0
لم يكن هذا التصرف عدائيا بل بدافع المباغتة وقد تملكها
الرعب فصرخت:
-ماكس0
تبادل الجميع النظرات بصمت فتوجه ماكس نحوها0لم
ينتظر نتيجة الاخذ والرد بين البروفسور والرجل المسن ثم قال
لها بسرعة:
-لاتقلقي0يخيل الي انهم بفصلون الرجال عن النساء هنا
ولربما ارادوا مرافقتك الى قسم النساء0
توقفت المرأة واشارت الى باب عليه ستار مماثل للستائر
الاخرى0دخلت فيونا وهي مستعدة لاي شيء ثم تنفست
منشرحة الصدر لانها في مقصورة الحمام0
جلبت المرأة لفيونا ثوبا طويلا ثن تراجعت الى اخر المقصورة
86نظرت فيونا الى الثوب الطويل ثم شاهدت الفتاة تجمع
الثياب الملقاة جانبا وتضعها جانبا في وعاء كبير لم تلحظه سابقا
وتنفضها بشدة ثم تنقلها لوعاء اخر وتأخذها معها0اصبح لابد
لها من ارتداء الثوب الطويل الناعم فاقتربت المرأة منها حاملة
حزاما بشكل سلسلة من الذهب الخالص0وعندما وصلت الى
غرفة اخرى اتضح لها انها غرفتها,استراحت على ديوان 
منخفض واخذت تتفحص ماحولها0نهضت ودارت حول
الغرفة ثم حملت مقعدا ووضعته تحت النافذة ووقفت فوقه تنظر
الى الخارج,لكنها فوجئت بوصول المرأة مع فتاتين يحملن اطباقا 
فضية كبيرة وضعنها على خوان قرب الديوان فنزلت وتفحصت
المأكولات التي جئن بها بينماانسحب هؤلاء النسوة مرة اخرى0
فتسألت هل في عدم تناولها كلها أي خرق لحسن الضيافة0
تناولت الغداء من كل هذه الاصناف وهي تفكر بما حل 
بالرفاق0ولما انتهت من تناول الطعام وحملت النساء الاطباق,
عاودها عدم الارتياح واخذ السكون يؤثر على اعصابها فقررت
ان تفعل شيئا0
لم تحاول المراءة منعها عندما خرجت من الباب وسارت في
الطريق الذي اتت منه بخطى ثابتة متجاهلة من يتبعها حتى
وصلت لاخر الممر الطويل 0اشارت المراءة بالنفي,فعضت
فيونا على شفتها واستدارت يائسة نحو الطريق الذي سلكته
87
انفا0سارت فيونا بمحاذاة النهر تترقب قيام المراءة بعمل مالكنها
فوجئت ببقاء المراءة في مكانها مما يدل على انها حرة هنا0ولكن ما
قيمة الحرية اذا كانت لاتتعدى السير من البوابة الكبيرة التي 
يظهر بانها من حدود المدينة الى شاطىء النهر0وقفت وتفرست
في الهيكل ثم عادت على اعقابها الى غرفتها0
استفاقت بعد حين وهي تشعر بالاضطراب والاختناق
فجلست في الظلام ووجدت نفسها وحيدة مغطاة ببطانية ناعمة
وسميكة نشرت فوقها اثناء النوم بضع ساعات سببت لها ذلك
الشعور0ثم طرق سمعها صوت ظنته حلما0انها لم تكن وحدها
وهذا صوت بكاء0
سمعت وقع اقدام مسرعة وصرير مفتاح قرب الباب
ودخلت المراءة حاملة ضوءا بدائيا قرب الديوان ومدت
يدها لتأخذ البطانية فراءت فيونا وجهها على المصباح يفيض
حزنا ولوعة0
نسيت فيونا انها لا تستطيع التحدث اليها نظرا لاختلاف
اللغة فنهضت من الفراش بدافع العطف وحضنتها بذراعيها
وقالت:
-مما تعانين ولماذا تبكين؟ارجوك ان تخبريني0
بدا على المراءة شيئا من التجواب لانها نظرت الى فيونا بامعان
حيث وقفت وامسكت بيدها مشيرة لها كي تتبعها فرافقتها الى
حيث توقفت المراءة قرب درج صغير يؤدي الى قنطرة تجمعت
88تجمعت بعض النساء0نظرن اليها قليلا00توقفت فيونا اتقاء للحرارة
خلف الستائر وكادت تشهق عندما رات منظرا غريبا:
غرفة واسعة يتألق فيها النور من مشاعل تعلقت على جوانب
الجدران واوعية غريبة تحتها يتصاعد منها الدخان يمتزج بحرارة
الجو,وقد جلست بصمت بعض النساء في حلقات كل منها 
امرأتان او ثلاث,لكن المشهد في وسط الغرفة الذي اثار دهشتها
البالغة0
كان هناك ديوان عالي غريب الشكل يشبه النعش تغطيه
نقوش عجيبة رقدت عليه فتاة نحيلة0احست فيونا بيد
تلامس ذراعها فالتفتت فاذا برفيقتها تشير الى الفتاة المريضة
وتقول"اريزوني"0كررت فيونا الاسم فاوماءت المراءة براءسها
شعرت فيونا بدوار بسيط وبالعرق يتصبب من جبينها لكنها
تمالكت نفسها وانحنت فوق السريرمترددة في ان تلمسها خشية
خرق التقاليد0وضعت يدها بلطف على وجه الفتاة فاحست
بشدة الحمى التي تعانيها0فجأة استعادت فيونا سرعة خاطرها
وسرعة بديهتها وادركت ان المرء لا يستطيع ان يتنفس في هذا
الجوالمشحون برائحة البخور ودخان المشاعل,فنزلت حالا تبحث
عن النوافذ خلف الستائرالكثيفة طلبا للهواء النقي الذي تفتقر
اليه المريضة بشدة0كما يجب اخلاء الغرفة من جميع النساء0انها
بحاجة ماسة لطبيب من أي شيء اخر0حاولت فيونا ان تشرح
لهن بحركات يدوية لكنها توقفت يائسة لانهن لم يفهمن
89
قصدها 0ليتها تعثر على ماكس0توقفت النساء عن الثرثرة
وعدن يمسحن جبين الفتاة بالماء كالسابق ويحاولن ان يسبقها
السائل الذي ترفضه0
استدارت فيونا خارجة بسرعة الى غرفتها وحملت المصباح
ومضت للتفتيش عن الرفاق0سارت معتمدة على السليقة
بمحاذاة الحائط الخارجي العالي كأنها شبح في ثوب ابيض ولما
كادت ان تعود يائسة سمعت اصواتا كثيرة فدارت مرتين
وجمدت في مكانها لا تصدق اذنيها0صرخت عاليا:
-العم فيل اهذا انت ياعم فيل000ماكس اين انتم؟
سمعت الصوت من وراء الجدار وخيم السكون ثم سمعت
وقع اقدام مسرعة ثم ماكس يناديها ثانية:
-ابقي مكانك نحن قادمون0
كانت تركض باحثة عن مدخل في الصخر الاصم
رغم عدم وجود ما يدل على ذلك0
-فيونا,قفي مكانك0
جاءها الصوت من خلف الحائط فتسمرت مكانها ثم رأت
رأسا يطل فاذا بماكس يتدلى من فوق الحائط ويقفز الى الارض
والتفت نحوها ينفض الغبار عن يديه0
ركضت نحوه مسرعة قائلة:
-اواه ياماكس كدت اشك بانني000
90
-اهدأي 000لقد تغيرت هل اهتموا بك00
-اجل يؤسفني ذلك لقد وقعنا في دوامة0هناك امور كثيرة
تستدعي الشرح0
-يجب ان تاتي معي الان يا ماكس,هناك فتاة مريضة
وهي00000
-هوني عليك او اسردي الي القصة من اولها0
-يجب ان تفعل شيئا حالا,انها مريضة مرضا شديدا وهي
مستلقية في غرفة ممتلئة بالضباب والروائح وحرارتها عالية جدا
واسمها اريزوني0
-لقد علمنا بحالة اريزوني ولكننا بالرغم منا لانستطيع القيام
بشيء0000اجل لانستطيع0
فسألته فيونا باستغراب :
-ولم لا؟انت تستطيع بل انت الوحيد الذي يستطيع,
ماكس هل يمكنك ان تحجم عن مساعدتها؟اكرر انها مريضة
جدا واذا لم تفعل شيئ قد تموت0
-لااستطيع يا فيونا 0اتظنين باني لااريد او اتردد0اعلمي
ان اريزوني هي المختارة لتكون عروس الشمس0لذلك يحرم
على اي رجل حتى الطبيب النظر اليها او لمسها قبل اتمام حفل
الزواج0الله يعلم انني احب مساعدة الناس,لكن اريزوني
محرمة ولذلك لااستطيع انقاذها00
انتهى الفصل الخامس
قراءة ممتعة

لا تنسوا التصويت

 الوادي السري - مارجري هيلتون - عبير القديمة ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن