البداية:
- و هي تحدق في اللوحة المعلقة على جدار قصرها الفسيح، و تشرب من كأس النبيذ برقي و غرور، سمعت صوت كعب "نارين" الخادمة و هي تقترب منها.
-نارين: سيدتي لقد وصل!
اشارت لها برأسها لتذهب و ترسم على وجهها ابتسامة تجمع بين جمال العالم بأسره و شر شياطين العالم بأسره و تحركت بقوامها الفتان و شعرها الاسود يتحرك وراءها كأفعى ترقص على انغام سمفونية إبليس حتى وصلت للدرج الطويل العريض الذي ينتهي عند فسحة كبيرة امام باب القصر، و وقفت بفستانها الاسود اللماع الذي يظهر مفاتنها بوضوح و يوضح جمال عينيها الزرقاوتين الناعستين بشكل مثير و فمها الأحمر الذي يظهر كتفاحة حمراء وسط الثلج الأبيض كبشرتها، لترى"جان" و "دنيس" يفتحان بوابة القصر الكبيرة و تظهر سيارة( ليموزين ) سوداء لامعة امامها لينزل السائق فاتحا باب السيارة.
و يخرج منها شاب وسيم في مقتبل عمره مرتديا زيا رسميا أسود بغرور و شهامة و كأن الدنيا بأسرها تحت قدميه و و تتلاقا عينيهما كتلاقي نيزكين قويين و يتلاشا كل ما يحيطهما... بدأت الجميلة بنزول الدرج الى ان اصبحت بالقرب من الوسيم.
فيسمع صوته الرجولي في أرجاء القصر بشهامة و هيبة
"لابد أنك السيدة مايسفوت"
فأجبته بصوته المثير الأنثوي و هي تلعب حروف إسمه
"و لابد أنك المحقق نيوبورت"
فمدت له يديها ليقبلها قائلا:
"رئيس..المحققين هنري...هنري جاك نيوبورت!"
مايسفوت: روزاليندا مايسفوت، زوجة المرحوم "نابل بيتر مايسفوت".
المحقق هنري: أنا آسف على فقدانك لزوجك! سيدة روزاليندا.
السيدة روز: أووه! ناديني روز من فضلك! لابد انك متعب من رحلتك الى هنا، فلنريك غرفتك!
استدارت روز ليرى هنري شعرها الأسود كسواد الليل ليتفاجئ من تناغمه مع قوامها، لكنه تاملك حاله مذكرا نفسه أنه في مهمة لحل أكثر القضايا غموضا في بريطانيا.
صعدت روزاليندا الدرج و هنري ورائها يحدق في كل مكان الا شعر و قوام روز.
و هم في طريقهم لغرفة إقامة رئيس المحققين تحدث هنري: هل تعيشين وحدك سيدة روز؟!
روزاليندا: أجل!
هنري: الخدمات و الحراس؟!
روزاليندا: الخدمات يبتن في منازلهن و الحراس يقفون خارج البيت خاوفا من اللصوص!
هنري: و كيف لأنثى مثلك أن تبيت فقصر ضخم كهذا وحدها؟
روزاليندا: لقد كنت أخاف قبلا! لكنك هنا الآن!
تفاجأ رئيس المحققين من كلامها و نغمته المثيرة لكن سرعان ما تحدثت روز قائلتا: ها أنت ذا! تفضل ها هو جناحك!
هنري: شكرا سيدة روز!
روزاليندا: تذكر يا سيد هنري العشاء في الساعة 10.
أومأ لها برأسه لتغلق باب الجناح الكبير، لكن رئيس المحققين بقي واقفا مكانه فقد كانت تبدو له روزاليندا امرأة غريبة جدا. تحرك و هو يخلع سترته ثم قميصه فيظهر أعلى جسده المثير بعضلات سداسية في بطنه و ذراعيه القويتين و عدل شعره البني الداكن للوراء فدخل الحمام ثم بدأ يستحم و هو يفكر في هذه القضية و شخصياتها الغريبة.
في الجهة الأخرى للقصر كانت هي جالسة في جناح القراءة الكبير امام النافذة الضخمة التي كانت تظهر غروب الشمس بألوانه المتباينة و هي تتصفح ألبوم صور مبتسمتا إبتسامتها المعتادة و شعرها الحريري منسدل على جوانبها و ساقها المثيرة ظاهرة من فستانها. لكن تلك الصور لم تكن صور زفافها ولا شهر عسلها و لم تكن حتى صور طفولتها او صور أقاربها و أصدقائها، بل كانت صور "خطاياها".
سمعت روز صوت باب الجناح و هو يقرع و من خارج الباب سمعت صوت " نارين".
الخادمة نارين: سيدة روزاليندا!
روز: أدخلي.
نارين: سيدتي لقد كنت أتسائل اي ورود تحبين ان اضع في غرفة السيد الضيف.
روزاليندا: فلتضع باقة بيضاء!
نارين: حسنا سيدتي!
و استدارت لتخرج من الجناح فتسمع صوت سيدتها.
" و وسطها وردة حمراء "
نظرت الخادمة للسيدة و أطالت فيها النظر و هي تعلم ما تقصد و أومأت برأسها و خرجت لتضع ماقالته لها سيدتها.
-خرج هنري من الحمام و هو يضع على خصره منشفة بيضاء و في يده منشفة يجفف بها شعره، فيسمع صوت الباب يطرق.
هنري: ادخل!
لتدخل نارين حاملة الباقة الكبيرة فيديها و تنقل نظرها لهنري لتجده نصف عار، فأنزلت رأسها بخجل لينسدل شعرها الحريري الأحمر القصير امامها.
نارين: سيدي.. لقد أرسلت السيدة هذه الباقة لأضعها في غرفتك!
هنري: حسنا تفضلي!
لكن نارين لم تتحرك ففهم هنري انها خجلت و ارتدى معطف الاستحمام و فتح ذراعيه قائلا: هانا ذا ارتديت هيا ضعيها في مكان يناسبها!
رفعت نارين رأسها لتراه راسما ابتسامة جذابة على وجهه فتذوب من شدة جمالها، اما هو الآخر فقد كان يحدق في عينيها البنيتين الواسعتين و خديها الحمراوتين و شفتيها الورديتين و نطق و كأنه تجرع 100 جرعة من خمر فرنسي أصيل:
" أنت جميلة "
دهشت نارين من كلامه لكنها تذكرت عملها فوضعت الباقة فوق طاولة بجانب سريره و خرجت مسرعة.
#يتبع!
أنت تقرأ
الخطيئة
Romanceيقع ملف قتل غامض على عاتق محقق شاب يسعى إلى العدالة دوما. فيحقق في هذا الجرم مع زوجة الضحية الفاتنة الغامضة ليكتشف أشياءا مدهشة. لكن يتورط هذا المحقق الوسيم في شهواته و الجمال الذي يدور به من جهة، و الحب و الغرام من جهة أخرى، و القضية المبهمة من جهة...