فى مكان شبه مهجور مظلم يوجد به تحركات لرجال يقوموا بنقل صناديق خشبيه من سيارات لسيارات اخرى.
يقف شخص ما بطول شامخ و بنيه جسد قويه مفتوله بالعضلات يرتدى بدله كلاسيكيه باللون الأسود و يتابع كل شئ بهدوء بارد و هو يدخن سيجارته التى بين اصابعه.
"نقلنا كل الصناديق يا باشا"
تحدث احد الرجال الذين كانوا ينقلوا الصناديق إلى ذلك الرجل الذى يدخن سيجارته ببرود ليومئ له ملقى بسيحارته أرضا داعسا اياها بقدمه ببرود تام.
وضع يديه بجيب بنطاله ليتحرك بهدوء بإتجاه شخص ما كان يقف أمامه على بعد مسافه بسيطه منه.
"كدا الشحنه اللى انت طلبتها اتحملت على عربياتك، فين الفلوس؟!"
تحدث ذلك الرجل صاحب الجسد الضخم ببرود و هو ينظر إلى من يقف أمامه.
"موجوده حبيبى،و الله كتير مبسوط انى اشتغلت معك، و اتمنى نشتغل مع بعض مره تانيه"
نطق ذلك الرجل الاخر بلهجه اشبه من لهجه السوريين ليومئ له الاخر ببرود.
" وفر كلامك و هات الفلوس لانى عندى حاجات تانيه مهمه اعملها"
تحدث صاحب الجسد الرياضى ببرود و معالم وجه جامده و هو ينظر إلى من يماطل معه بالحديث.
" حالا "
تحدث الرجل الاخر بإبتسامه ليصفق بيده ليمد له أحد حراسه حقيبه متوسطه الحجم ليمدها لصاحب الجسد الرياضى.
مد صاحب الجسد الرياضى يده ليأخذ تلك الحقيبه ليتحول الظلام المحيط بهم إلى نور ساطع كأنهم بفتره الظهيرة.
"كله يرفع ايده! سلموا نفسكم"
تحدث احد الرجال و هو يرتدى بدله عسكريه رسميه موجها فوهه سلاحه إلى صاحب الجسد الرياضى الذى يقف ببرود و لم يخرج يديه من جيبه حتى.
"ممكن اعرف ايه اللى بيحصل هنا؟"
تحدث صاحب الجسد الرياضى ببرود تام كأن لا أحد يقف أمامه.
"انت مقبوض عليك يا عمر باشا"
تحدث ذلك الرجل الذى يرتدى بدله عسكريه بعمليه و هو مازال يقف أمام ذلك البارد.
"ممكن اعرف بتهمه ايه؟"
تحدث صاحب الجسد الرياضى - عمر- ببرود و هو ينظر بإستفزاز إلى الضابط.
"بتهمه المتاجره بالسلاح"
تحدث الضابط بإبتسامه و هو ينظر للآخر الذى ابتسم بجانبيه.
" و هو فين السلاح ده؟!"
تحدث صاحب الجسد الرياضى - عمر- بإبتسامه جانبيه و هو مازال ينظر ببرود إلى الضابط الذى قطب حاجبيه.
"ملقيناش حاجه يا باشا"
تحدث احد العساكر بنبره عمليه و احترام موجها حديثه إلى الضابط الأكبر منه رتبه.
"يعنى ايه؟!"
صرخ الضابط بغضب بوجه العسكرى الذى لا يعلم ما الذى عليه أن يفعله الان.
تحرك الضابط بخطوات غاضبه بإتجاه الصناديق المحمله على السيارات.
أصبح الضابط يفرغ تلك الصناديق بعنف و غضب ليرى محتواها على الأرض الصلبه.
"بعد كدا يا حضره الظابط اتأكد من معلوماتك قبل ما تتهم الناس الشريف بإتهامات ملهاش اصل من فصل"
تحدث صاحب الجسد الرياضى - عمر- ببرود و هو يقف أمام الضابط الذى يتنفس بقوة و غضب.
"هتقع، مصيرك فى يوم هتقع و هيبقى على أيدى يا عمر"
تحدث الضابط بغل واضح و هو يضغط على أسنانه بقوة ليبتسم الاخر ابتسامه جانبيه ساخره.
" فى حياتك أن شاء الله يا مصطفى"
تحدث ذلك البارد - عمر- هو يتحرك من مكانه ذاهبا من ذلك المكان نهائيا.
.
.
.
.
.
"تقدر تقولى ازاى عرف انك معانا؟ "
تحدث ذلك الضابط - مصطفى- موجها حديثه إلى ذلك الشاب الذى كان يتحدث مع عمر على صفقه الاسلحه.
"معرفش و الله يا باشا، انا عملت كل اللى انطلب منى"
تحدث ذلك الشاب الذى كان يتحدث باللهجه السوريه من قبل مبررا ما حدث.
تنهد ذلك الضابط بغضب ليلقى بأحد الصناديق أرضا بقوة حتى تحطم.
"وراك وراك لحد ما هقبض عليك يا عمر"
تحدث ذلك الضابط بغل و غضب واضحين بينما يضغط على أسنانه بقوة.
.
.
.
.
.
بعد مرور اسبوع على تلك الأحداث كان ذلك الشاب صاحب الجسد الرياضى يجلس بمنزله يتنفس سيجارته التى بيده بينما بيده الأخرى كأس خمر يرتشف منه القليل كل حين.
كان يجلس بزاويه مختفيه بالمنزل لا يلحظه احد ليشعر بحركه احد داخل منزله الضخم ليقطب حاجبيه بغضب فمن يجرؤ على دخول منزل عمر الاسيوطى حوت الاقتصاد و المسيطر عليه.
تابع ذلك الظل الذى يتحرك أمامه فى ذلك الظلام الدامس حتى دخل ذلك الظل إلى مكتبه.
نهض عمر بخفه و بدون صوت ليخرج مسدسه المعلق ببنطاله دائما ليدخل خلف ذلك الجسد دون أن يشعره بتواجده.
كان ذلك الجسد الضئيل يحاول فتح الخزانه الموجوده بالمكتب ليوجه عمر فوهه المسدس إلى رأس ذلك الظل مضيئا الاضواء بأكملها.
"انت مين؟و مين اللى بعتك؟"
نطق عمر بنبره غاضبه و هو يجعل من فوهه المسدس تلامس رأس من يقف أمامه و يرتدى الأسود بالأكمل.
التفت ذلك الجسد الصغير سريعا اخذا المسدس من يد الاخر و لكن عمر كان اسرع منه حيث قام برفعه من على الأرض ليلقى به بقوة على الأرض مسقطا اياه على ظهره.
آنه خفيفه صدرت من فاه الملثم قبل أن يفقد الوعى نهائيا لينادى عمر بأعلى صوته على حراسه ناهرا اياهم بعنف.
.
.
.
.
.
جسد ضئيل لا يظهر ملامحه بسبب ما يرتديه و شعر اسود حريرى قصير للغايه مثل شعر الاولاد و لكن ملامح وجه صغيره تشبه ملامح الفتيات.
يجلس ذلك الجسد مربوط بالكامل و رأسه متدلى على صدره دلاله على نومه - اغمائه- الآن.
شهق ذلك الشخص المربوط بقوة بسبب تلك المياه البارده التى ألقت بوجهه منذ لحظات ليستيقظ من غفوته بفزع.
نظر ذلك الشخص صاحب الجسد الضئيل حوله بهدوء ليجد انه محاط بعدد لا بأس به من الحراس الشخصيين أصحاب الأجساد الكبيره.
تنهد ذلك الشخص المربوط بصوت عالى ليتابعه بهدوء ذلك الشخص المختفى بالظلام و الذى لم يكن سوى عمر.
"انطق ياض مين اللى بعتك؟ و دخلت البيت هنا ازاى؟"
نطق احد الحراس بنبره جهوريه و هو ينظر إلى ذلك الشخص المربوط الذى ابتسم ابتسامه جانبيه ببرود.
"مش ذنبى انكم عمى و مش مركزين"
نطق ذلك الشخص ببرود ليقوم ذلك الحارس بلكمه لكمه قويه بوجهه أدت إلى نزيف أنفه و فمه.
" يا ابن العبيطه هتسيب اثر"
تحدث ذلك الشخص المربوط و هو يغلق عينيه بقوة ضاغطا على أسنانه.
"انطق ياض مين اللى باعتك؟"
تحدث الحارس مره اخرى بنبره عاليه ليتنهد ذلك الشخص المربوط بقوة.
"مش بقول انكم عمى، انا بنت يا أحول"
تحدث ذلك الشخص المربوط و هو ينظر إلى الحارس بإشمئزاز.
" مش واضح يعنى"
تحدث ذلك الحارس ببرود و ابتسامه جانبيه و هو يتفحص جسد تلك الجالسه بوقاحه لتبتسم ابتسامه جانبيه مستفزة.
"زى ما هو بالظبط مش واضح انك راجل"
تحدثت تلك الفتاه بوقاحه و هى تنظر بوقاحه إلى منطقه رجولته ليغتاظ ذلك الحارس بشده و يرفع يده ناويا لكمها مره اخرى.
"بس"
نطق عمر من الظلام الدامس المحيط به و هو يخرج من مكانه لتظهر معالم وجهه الجامده ببرود.
ابتعد ذلك الحارس مفسحا المجال لرئيسه ليقف عمر أمام تلك الفتاه التى لمعت عيناها فور ان رأته.
"انتى مين؟و كنتى عايزة تسرقى ايه؟"
تحدث عمر ببرود نافثا دخان سيجارته التى اشعلها منذ قليل.
"مش مهم انا مين، و انا مكنتش عايزة اسرق حاجه انا كنت عايزة اشوفك بس"
تحدثت تلك الفتاه بإبتسامه جانبيه و هى تتفرس معالم من يقف أمامها ببرود.
"سيبوها شويه تفكر، و لو متكلمتش موتوها"
تحدث عمر ببرود موجها حديثه إلى الحراس و هو يتوجه خارج تلك الغرفه البارد و المظلمه.
"هنتقابل تانى يا عمر باشا، بس مش هنا"
انهت تلك الفتاه حديثها بقهقه عاليه تشبه ضحكات المختلين عقليا لينظر لها عمر بطرف عينيه مكملا مشيه خارج تلك الغرفه تاركا اياها خلفه وحدها بدون رفيق او ونيس.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
جمعه مباركه 🌸💙
روايه جديده و مختلفه ان شاء الله ❤️ بس التحديث مش هيكون يومى 😢💔
اتمنى تعجبكم 💜