Ch.3

349 29 2
                                    



فتحتُ عينيّ بتعب وُعدتٌ لأغمضها أشعر بأن جسدي مُهلك ولا أقوى الحركة حتى، كنت أستشعر المكان في حين عينيّ مُغمضه كان دافئ وذو رائحه جميله تملئ اركان المكان.
بينما كنت أتجاهل كل شيء واحاول أن اجعل جسدي يستريح فقط تذكرتُ للتو بأنني كنتُ في قطار الأنفاق وبأن الصداع قد قام بالإنفجار داخل رأسي وبأنني طرتُ في الهواء.
فتحتُ عيناي بسرعه وتفاجئ هل أنا في الجنه ؟ هل هذا هو سبب الرائحه الجميله والمكان الدافئ، أدرتُ رأسي لأنظر في الأرجاء ولكن كل شيء توقف عندما أستدرت ورأيتُ ييبين تجلس على الأريكه المُقابله لأريكتي وتلهو بهاتفها.
إتسعت إبتسامتي انا في الجنه حتماً، عدتُ لأغمض عيني ولن أقوم بفتحهما إلا لأستراق النظر إلى ييبين، ولكنني تذكرتُ بأن ييبين كانت في قطار الأنفاق كذلك، هل هذا يعني بأنها ماتت هي إيضاً ؟ هل مُتنا سوياً ؟
لا أعلم سبب هذا ولكنني أشعر بسعاده عميقه داخلي وتنبع من قلبي تحديداً، هل هذا يعود لرؤية ييبين ؟

ييبين بهدوء : هانبين... هل أستيقظت ؟
أستدار هانبين لينظر إليها : ماذا تعنين بالأستيقاظ ؟
ييبين بتعجب ملحوظ : أي أنك بخير الآن
هانبين بتفكير عميق : ألم أمُت بعد ؟
عقدت ييبين حاجبيها : ماذا ؟ موتُ ماذا ؟
أشار هانبين بيده : ألم أمُت أنا ؟
ضحكت ييبين وأنزلت رأسها مُحاوله منها إخفاء ضحكها عني ولكنها لم تعلم بأن إبتسامتي بدأت من قلبي عندما رأيتها تضحك.
ييبين تكتم ضحكتها : يبدو بأنك شربت كثيراً
بينما هانبين لازال مُستلقي وينظر إلى ييبين : ماذا حدث ؟
نظرت ييبين إليه مُباشرةً : وقعت مغشياً عليك في قطار الأنفاق
بلّل هانبين شفتيه ليُردف : هل كنتِ هناك أنتِ إيضاً ؟
وقفت ييبين لتُمسك بكوب القهوه خاصتها : من حُسن الحظ، لأنك وقعت على سكة القطار
حوّل هانبين نظره للسقف : لمَ لم تتركيني وحسب ؟
وقفت ييبين لثواني ثم أردفت بتعجب : هل كنت تحاول الإنتحار ؟
هانبين بنبره هادئه : ألم يتضح هذا بعد ؟
أستمرت ييبين بالتفكير لثواني معدوده ثم أردفت بشكّ : لهذا السبب سألتني حين أستيقظت إن كنت قد مُت ؟
رفع هانبين جسده ليجلس جيداً : شكراً على ما فعلته
ييبين أردفت بسرعه : أنتظر، قمتُ بتحضير الحساء من أجلك
وقف هانبين ليُردف حال وقوفه : لستُ جائع
ييبين بنفس النبره : صنعته لكي يساعدك على إبعاد حالة الثماله
نظر هانبين إليها لثواني ثم أردف : حسناً
عِدتُ لأجلس وتسير ييبين متوجهه إلى المطبخ وكما هو معروف فـ عينيّ لم تتوقف عن أستراق النظر إليها في كل خطواتها داخل المطبخ.
أهتز هاتفها لأستدير إليه بسرعه أمسكتُ به دون أن تراني، نظرتٌ للمتصل كان شخصاً ما يُدعى "ايوجين"، قمتُ بوضع الهاتف في حالة السكون وأعدته مكانه.
أعدتُ ظهري إلى الأريكه وبدأتُ افكر بجديّه، عَصر اليوم كان هناك ما يمنعني لمُلاحقتها بسبب ما رأيته والآن انا في منزلها، أظن بأن القدر يحاول فُقداني صوابي.
ولكن ما سيُفقدني صوابي حقاً هو حديثي برفقتها، كذبتُ قائلاً بأنني كنتُ احاول الإنتحار ؟ أنا لا اعلم حتى ما الذي أصابني في ذلك الوقت.
الشيء الوحيد الذي أستطيع الإعتراف به الآن هو أنني لا أريد الخروج من منزلها، لا أريد تركها وحدها ولو ثانيه واحده، أريد قضاء الوقت بأكمله برفقتها.

Between Us.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن