Ch.4

290 21 3
                                    



قاطعنا قدوم النادل ليقوم بوضع القهوه أمامنا ويغادر تاركنا وحدنا مُجدداً.
ييبين تحاول عدم النظر إليه : أعلم بأن الأمر اصعب من أن تتحدث عنه، اسفه على ذلك
هانبين بنبرته الهادئه : لا حاجة لإعتذاركِ
أعادت ييبين شعرها الى الخلف : اتمنى بأن تكون بخير... دائماً
أحتسيتُ بقية القهوه في كوبي ووقفت بصمت لأقوم بالدفع واخرج من المقهى متجاهلاً ييبين التي كانت تنظر إلي بتفاجئ.
توقفت مُجدداً ولكن دون أن أستدير بعد أن لحِقت بي خارج المقهى طالبه مني بأن أقف، أستدرتُ بهدوء لنقف مُقابلين بعضنا البعض.
ييبين تحاول إخفاء تفاجئها : ألن تقول شيء قبل خروجك ؟
صمت هانبين لثواني ثم أردف : وداعاً ؟
ييبين بسرعه أردفت : لا... أعني لمَ هكذا بسرعه ؟ هل تحدثتُ بسوء ؟
هانبين بنفس النبره : لا ولكن عملي لم ينتهي بعد
ييبين تداركت الأمر : اه حسناً، اسفه لإزعاجك
هانبين بهدوء : أخبرتكِ بأنكِ لستِ بحاجة للإعتذار
نظرت ييبين إلى الأرض وبدأت بالعوده إلى الخلف خطوتين، لم تكن خطواتها متوازنه كما لو أنها ستسقط مغشياً عليها.
رفع هانبين حاجبيه بتعجب : هل أنتِ بخير ؟
ييبين تحاول التركيز : ليس... نعم أنا كذلك
لم أعيّ بنفسي حتى إقتربتُ منها وأمسكتٌ بيديها لأقوم بتثبيتها وتقف جيداً، ما إن أمسكتُ بيديها لتنظر إلي وتتقابل أعيننا مُباشرةً بمسافه قصيره جداً.
هانبين بإهتمام : هل أنتِ متأكده ؟
صمتت ييبين لثواني ثم أردفت : نعم... بالطبع
إبتعدتُ عنها بعد أن وقفت جيداً وعينيّ لم تبتعد عنها لأتأكد بأنها بخير فعلاً، أبتسمت في وجهي بينما تُودعني أستدارت لتسير مُبتعده وبينما أنا اراقبها سقطت أرضاً لأجري واُمسك بها.

المَشفى، 6:09 م.
بعد أن قمتُ بإسعافها وبعد الفحوصات والأشعه والكثير من الأمور التي جعلتني لا أجلس بسبب توتري، كانت ييبين نائمه في الغرفه لترتاح.
حينها وصلني الخبر الذي جعلني أعلم بأنني ذو حظ سيء وخصوصاً في الحب، أخبرني الطبيب بأنها كانت حامل في شهرها الثاني ظناً منه بأنني أب الطفل.
علمتُ حينها بأن الرجل الذي رأيته برفقتها في ذلك اليوم كان بالفعل عشيقها وأباً لطفلها الذي حملته لشهرين بين احشائها.
وصل الخبر لمسمعي كوصول الفاجعه، لم أشعر بهذه المشاعر إلا عندما طلبت مني ييبين الإنفصال في السابق، وقد يكون هذا الخبر صادماً أكثر بكثير.
خرجتُ من المشفى إلى اللامكان لا اعلم ما الذي علي فعله الآن ؟ هي تملك عشيق اخر الآن وأنا بالنسبة إليها من الماضي مهما فعلت أو حاولت فعله.
كنتُ طوال الوقت أكتم بكائي وصراخي ولكنني لم أقوى تحمل هذا بعد الآن، جلستُ على الرصيف وبدأت بالبكاء كما لو أنني فقدتُ عزيزاً على قلبي للتو.
أشعر بأنني استسلم الآن وبدون محاوله أخرى لأنني لم اعد أملك شغفاً لـ أي شيء في هذا العالم، هل يتوجب علي الإنتحار أم سأنتظر يوم موتي حتى لو كان سيأتي بعد ثلاثين عاماً ؟
وقفت وبدأتُ أسحب قدماي بخطوات غير متوازنه، بينما اُفكر كيف سأستطيع قتل نفسي بأسهل وأسرع طريقه مُمكنه والتي ستجعلني اموت بهدوء ؟
لم تخطر في بالي سوى فكره واحده وهي إلقاء جسدي من أعلى الجسر إلى أعماق النهر، لن اُحارب المياه ولن احاول التخلص من الحبال المخفيّه التي ستُمسك بأطرافي.
وصلتُ إلى الجسر أستنشقتُ اخر هواء عبق دخل إلى رئتاي بعمق، ألقيتُ بنظره سريعه إلى المكان بأكمله ثم حولتُ بنظري إلى النهر في الأسفل.
لوهله عادت إلى ذاكرتي جميع ذكرياتي السعيده منذُ الطفوله وحتى قدوم ييبين إلي قبل ساعات تطلب مني أحتساء القهوه برفقتها.
علمتُ بأنها أيامي الاخيره لأنني طلبتُ من الرب سابقاً بأن اعيش اخر ايامي في هذا العالم بسعاده وبجانب من اُحب، كان وجود ييبين ويونهيونق بجانبي يكفيني وسيُخلد في ذاكرتي إلى الأبد.

العودة إلى الماضي.
ما إن دخلا المنزل لتقوم ييبين بإلقاء حقيبتها ويقترب هانبين منها قام بإلصاقها في الحائط وبدأ يتبادلان القُبل.
ييبين شِبه ثمله : لنسبح
نظر هانبين إليها : الآن ؟
اومأت ييبين : نعم... هيا بنا لا تكن مُمل
بدأت ييبين بخلع ملابسها قطعة قطعة حتى قفزت في حوض السباحة بينما تصرخٌ بسعاده.
أبتسم هانبين بينما ينظرٌ إليها ويخلع ملابسه ببطء : توخي الحذر
أقتربت ييبين منه : هيا إقفز الماء رائع
قفز هانبين قفزه إحترافيه لتضحك ييبين وتقوم بالتصفيق.
بدأت ييبين تقترب منه : كان ذلك رائعاً
ضحك هانبين : هل ثملتِ ؟
ضحكت ييبين بخفه : لا
إتسعت أبتسامةٌ هانبين : لقد ثملتِ بشكل سيء
ييبين بينما تبتعد عنه : قلتٌ لك لا
هانبين يلحقٌ بها : تعالي إلى هنا
ييبين تضحك : لا أريد
هانبين بسُخريه : هل سألاحقكِ طوال الليل ؟
ييبين : نعم... هل تملُك من هو أهمٌ مني ؟
إقترب هانبين منها وأحتضنها من الخلف : لا
بدأت ييبين تُحرك الماء بأصابعها : بيا
هانبين بهدوء : ماذا ؟
ييبين تُفكر : هل تظنٌ بأن النجوم خريطة للهروب من هذا العالم ؟
ضحك هانبين ونظر إليها : هل تُفكرين بالهروب ؟
إستدات ييبين لتقابله وجهاً لوجه : نعم، أريد الهروب برفقتك
نظر هانبين إليها : اظُن بأن النجوم خريطة للوصول إلى عينيكِ
رفعت ييبين حاجبيها : وهل أحببت ذلك ؟
رفع هانبين وجه ييبين وأقترب ليقبلها بهدوء.
هانبين بهدوء : ألا ترين كم أنا سعيد برفقتكِ ؟
ييبين : هل أنت كذلك حقاً ؟
هانبين : اُريد قضاء بقية حياتي برفقتكِ، بعيداً عن الجميع
إقتربت ييبين لتحتضنه وتضع رأسها على كتفه.

Between Us.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن