تداعي

10 4 0
                                    

      لم افهم فيم يتحدث هذا الرجل ولكنني رددت له لم اسمعك جيدا  !!!ردد ما قلته لي رجاء ثم شعرت برأسي يثقل ولم اعرف ما حدث بعد ذلك .....

استيقظت على قطرات الماء المثلج تتناثر فوق وجهي .....نهضت بسرعة من على الاريكة غير المريحة التي كنت ارقد عليها ... لارى كريم ينظر الي صامتا.....
وقد كان وجهه محمرا للغاية وعيناه مقرورقتان بالدموع
ثم بدأت اتذكر شيئا فشيئا  ما حدث قبل ان يغمى على ......
  لم اسأله عن شي بل ركضت حافية الى المشفى
ركض خلفي ليمسكني ولكني قاومته بكل ما لدي صارخة بكل ما لدي ان يتركني اذهب ولكنه لم يفعل
فقط شد قبضته واجهش بالبكاء على ظهري
حينها خارت قواي ولم تستطع قدماي حملي بعد تلك اللحظات
سالته بكلمات متقطعة وانا جالسة على الارض في منتصف الشارع احاول الصراخ ولكن صوتي يأبى بالمزيد....
اين هم ؟؟
كريم ....ما بك؟؟؟
انني اريد ان اعرف حالهم ؟؟؟؟
ارجوك لا تصمت ارجوك تكلم !!!!
- انهم في حالة يرثى لها ايم ....لن تستطيعي النظر اليهم سيغمى عليك مجددا ......
لاتتهوري وتجري بهذه الطريقة ..انت آخر من تبقى لي اتسمعينني انا احتاجك ....؟؟؟
رفعت رأسه ومحوت دموعه محاوله الابتسام ولكن كيف يمكنني فعلها كيف يمكنني ان ابتسم في وسط كل هذا الحزن .......
-يجب ان لا نيأس كريم انهم عائلتنا ...تشجع ارجوك ......هل ذهبت الي المشفى ....
-اجل ..... ولكنهم في حالة سئية للغاية ....
انهم في قسم العناية المكثفة ولا اعرف ان كان يمكنهم الصمود فأمي في حالة صعبة للغاية ايم ...!!!
حاولت النهوض من دون ان اجهش بالبكاء ولكني حقا لم استطع
اخذته في حضني مربتتة على ظهره وظللنا على حالتنا لمدة ....
الى ان نهض هو ومد يده الى فنهضت وتوجهنا الى السيارة بعد ان لبست حذائي  ....وانا احاول منع نفسي من الانهيار امامه مجددا فهو حقا لا يستطيع الصمود اكثر ...  
عندما وصلنا  باب المشفى لم ارد الدخول حقا نظرت الى كريم بنظرة مستنجدة ......
كانما كنت احاول الهروب من هذا الواقع....!! كل الذي تمنيته في تلك اللحظات ان يكون هذا كله مقلب وان شيئا لم يحدث لهم .......او ان اغمض عيناي ويعود كل شئ الى ما كان عليه قبل ظهر اليوم ......
امسك كريم بيدي وشد عليها بقوة ولكنه لم ينظر الي خوفا من ان انهار او ينهار هو ......
دخلنا وتوجهنا الى الغرفة مباشرة ولكنه لم يسمحوا لنا بالدخول ........ لأنهم للتو اخرجوا كلا منهم من عملية جراحية....
سألت الطبيب اذا ما كان بامكانهم الصمود ولكنه لم يقل شيئا فقط  اخبرني بأن اصلي من اجلهم ....عندها لم استطع التماسك فاجهشت بالبكاء مرة اخري .......
تداعى جسدي على الكرسي ......وكل عضو فيني يتألم من فرط الحزن .....
ضمني كريم اليه بقوة وكانما يقول لي بأنهم لن يعيشوا ولكن ارجوك لا تضيعي انت ايضا من بين يدي.....
لم انبس ببنت شفة فقط ظللت اصدر انينا مؤلما .....
انتظرنا لمدة طويلة حتى غفى كريم على كتفى .....
     ظللت اتأمل في سرعة الاحداث وكيف ان حياتي قد تحولت من مثالية الى شئ ما عاد يمكنني التعايش معه.... مرت صورة ابي بسرعة في ذهني فما كان للالم الى ان يزداد شدة ويقسو على قلبي اكثر ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحلتي الى النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن