عَـلاقاتٌ وإختلـافات

8.3K 273 86
                                    

مرحبـًا

كما وعدتكم في الفصل السابق، سنتحدث هذه المرة عن موضوعين:
الأول: العلاقات بين الأنماط، والتوافقات بينهم.
الثاني: سبب اختلاف بعض الصفات بين أفراد نفس النمط.

هل قرأت يومًا عن إحدى التوافقات بينك وبين أحد الأنماط، وقيلَ لك بأن علاقتك به يجب أن تكون سيئة جدًا وغير متزنة، لكنك في الواقع تملكُ شخصًا من ذلك النمط وعلاقتك به جيدة جدًا؟ هل قرأت في إحدى المرات عن رأي احد الأشخاص قائلًا بأن نمطك يجب أن يتفق مع نمطٍ معين، لكنك في الحقيقة لا تطيقهُ حتى! أو هل صادفك أن تكون متفقًا مع شخصٍ من نمطٍ ما وآخر من نفس النمط لا تتفق معه؟ 

هل سمعت يومًا صفةً يجب أن تتواجد بنمطك، لكنها في الواقع ليست تمثلك لا من قريب ولا من بعيد! فعلى سبيل المثال، لو كنت INFP ستجد بأن الرأي السائد أن هذا النمط عبارة عن دراما كوين، لكنك في الواقع ليست عيونك مليئة بالدموع طوال الوقت، ولستَ متذمرًا أو حتى عاطفيًا بطريقة مبالغ فيها كما يُشاع عنك!

برأيك هل السبب في نظرية الأنماط؟ أم بك؟ أو بصاحب هذا الرأي؟

بدايةً، دعني أخبرك عن الأشياء التي لا يحددها لك النمط؛ لتفهم الصورة بشكلٍ واضح:
- الذكاء وطريقة استيعاب الامور وإدراكها.
- التعاطف.
- الانتاجية.
- السلوك والموقف.
- الدوافع.
- احترام الذات.
- البوصلة الاخلاقية.
- الانانية.
- المواهب.
- القيود الخاصة بك.

إذًا ما الذي يحدده النمط؟ النمط يا صديقي هو المنظار الذي يُمكننا أن نرى من خلاله أعماقك وحقيقتك، أي أنه ليس الصفات التي تكتسبها من العالم الخارجي كإحترامك لذاتك وقيودك واخلاقك.. بل هو ما أنت عليه وطريقة تركيب دماغك وآلية عمله الفريدة. أي هو بصمتك المختلفة.

ستسألني هنا: هناك 16 نوعٌ فقط من الأنماط، كيف سنوزع عليها تنويعات الشخصيات في العالم أجمع؟
الجواب بسيط! ألم تسأل نفسك عن النسب التي يُعطيها لك الإختبار حينما يعرض عليك نمطك؟ نسبة الوظيفة الفلانية ومقدار تواجدها بشخصيتك وتسلسل ترتيب الأنماط الستة عشر بدءًا من الأقرب إلى شخصيتك انتهاءً بالأبعد. -اتحدث هنا عن اختبار الوظائف-
أو حتى النسب التي يعطيها لك الاختبار العربي، فهي أيضًا تعبر لك عن تميزك واختلافك.

هذه النسب من المستحيل أن تجد الكثيرين من الاشخاص يحملونها بشكل متطابق، فمثلًا: لو كانت نسبك في الاختبار العربي هي: 
الانطوائية 54%- الانفتاح 46%
الحدس 60%- الحس 40$
الشعور 20%- المنطق 80%
الحزم 90%- المرونة 10%
فستصنع هذه النسب بصمتك الخاصة في عالم الانماط، ولن تجد الكثيرين منها يحملونها حتى لو كانوا نفس النمط. فحسب النسب أعلاه أنت INTJ، كم INTJ مثلك في العالم سيحملون ذات النسب؟ فئة قليلة جدًا ونادرة صحيح؟ وبناءًا على هذه النسب استطيع أن اقول لك بأنك لست شديد الانطوائية كما يشاع عن هذا النمط، بل ستجد نفسك تميلُ إلى أن تكون منفتحًا بعض الشيء، لكن هذا لا يعني أنك لست انطوائيًا، أنت انطوائي لكن بنسبة 54% فقط. 

هل لا زلت تعتقد الآن بأن جميع المعلومات الشائعة عن الأنماط ستكون صحيحة؟ كيف صحيحة ويوجد اختلاف بارز فيها؟ ولأجل هذا لا أريد منك أن تشكك بنمطك إن كنت بعمر النضج وبصحة نفسية جيدة، ولا أن تصدق أي معلومة يتناقلها الأشخاص عبر الانترنت. 

البيئة، التنشأة، التربية، الدين، المبادئ، الثقافة.. كلها تساهم في التأثير على صنع الاختلافات بين البشر، ولأجل هذا حينما تقرأ معلومة تجد فيها أن العوامل الخارجية مؤثرة في الصفات التي كُتِبَت عن النمط، أوكد لك بأنها خاطئة. كالتوافقات بين الأنماط، الذكاء، الانتاجية، التعاطف..الخ. فقد نجد ENFP شديد التعاطف مع الآخرين، وENFP آخر لا يتعاطف معهم كتعاطف الأول؛ السبب يعود إلى نسبة الوظائف وبالطبع العوامل الخارجية.

هذا الأمر ينطبق أيضًا على نسبة تواجد الأنماط في العالم، فمن المستحيل أن يقوم جميع سكان الأرض بإجراء الاختبار، حتى وإن اجروه جميعًا فلن تتمكن من اثبات أنهم قد اجروا الاختبار الصحيح بالطريقة السليمة. فقد يكون الشخص نمطه ISFP لكنه بوضع القبضة فستجد نتائج الاختبار تشير إلى نمط آخر قد لا يناسبه تمامًا. -إن اجرى الاختبار الخاطئ-.

في النهاية، ليست هناك منطقية في تحديد صحة الأقاويل عن طبيعة العلاقات بين الأنماط، ولا نسبة انتشارهم أو تواجدهم في بقاع العالم، ولا حتى تبرير بعض المعلومات الشائعة أنها صحيحة وموثوقة عن الأنماط.

صدق المعلومة المنطقية ودعك من ترهات الطائشين.


إنتهى.

نظرية الأنماط | MBTIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن