الـوظائف الإدراكـية [ج1]

13.4K 244 154
                                    

السـلام عليكم أيها المميزون.
أتمنى أن تكونوا بصحة جيدة.

سنبدأ بسلسلة شروحات مهمة جدًا، تساعدكم على فهم ذواتكم أكثر، وقطع الشك باليقين في ماهية نمطكم.

----

بسم الله نبدأ.

----

قبل أن ابدأ بشرح المواضيع الدقيقة والعميقة، دعونا نتعرف على مفاهيم مهمة جدًا:

1- الإدراك مقابل السلوك: تخيل نظرية الأنماط الشخصية كمجموعة من الأطر المعرفية. يتم تصنيف الأشخاص إلى فئات شخصية مختلفة وفقًا لميولهم الطبيعية. الأنماط ليست مرتبة بصرة هرمية (أي لا يوجد نمط أفضل من آخر)، يتم اعتبارهم جميعًا متساوين من حيث أن لكل نمط مجموعة نقاط من القوة والضعف الخاصة به، بالإضافة إلى دوره الفريد الذي يلعبه في العالم.

من الأمور الأساسية التي تساعدنا على فهم نظرية الأنماط، هو الفرق ما بين الإدراك والسلوك، فالإدراك: هو العمليات الذهنية الإدراكية والتقييمية التي يستخدمها المرء لفهم العالم والتنقل فيه بنجاح. أما السلوك: فهو الخصائص أو السمات أو الإجراءات التي يمكن ملاحظتها أو قياسها والتي تظهر من الإدراك.
أي أن السلوك هو ناتج من الإدراك، سلوكك يُعبر عن طريقة تحليل عقلك للأمور.

النمط موجود في الإدراك، وفي كثير من الأحيان ينظر الناس فقط إلى السلوك. على سبيل المثال، يميل كل من ESFPs و ESFJs إلى أن يكونوا أشخاصًا نشيطين وودودين. ومع ذلك، فإن العمليات المعرفية التي تؤدي إلى ظهور سمة الود تنتج عنها سلوك ودي يتختلف ما بين النمطين، أي أن لكل منها أسلوبه الخاص في إظهار وده. لذلك، إذا حاولت تنميط شخص ما بناءً على سمة الود التي يمكن ملاحظتها فقط دون معرفة سبب، أو كيف نشأت هذه السمة معرفيًا.. يصبح من السهل جدًا الخلط بين هذين النمطين.

بدون الإدراك، لن يكون لديك أفكار أو مشاعر أو معتقدات أو قيم، ولن يكون لسلوكياتك معنى كبير؛ لأنك ستحكم فقط بواسطة جزء دماغك الموجه للبقاء الجسدي. من خلال الإدراك، نطور الإحساس بالذات، ونصنع المعنى من أحداث الحياة، ونقيم المواقف ونتخذ القرارات، ونتخيل ما يخبئ لنا في المستقبل، فالإدراك هو ما يجعلنا بشرًا. هذا يعني أن العمليات المعرفية يمكن أن تنحرف عن مسارها؛ لأن بعض الناس لا يطورون إحساسًا قويًا بالذات، وبعض الناس يجدون صعوبة في إيجاد معنى للحياة، وبعض الناس يصدرون أحكامًا وقرارات خاطئة، وبعض الناس لا يستطيعون تصور مستقبلهم بشكل جيد للغاية.

لا يتمثل التحدي الذي تواجهه نظرية الأنماط في تصنيف الأشخاص وفقًا لأوجه التشابه والاختلاف بينهم فحسب، بل يتمثل أيضًا في فهمهم ، خاصةً عندما ينشأون عن خلل إدراكي. لذلك، هناك جانب تنموي أساسي يتم ادماجه مع نظرية الأنماط.

نظرية الأنماط | MBTIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن