الفصل الثالث والاخير

10.2K 315 41
                                    

لتتحفه وهي تقفز في وجهه بالأتهام التالي:" بس انا عرفت انت بتعمل كل دا ليه يا فارس!.. عاوزني زي ما انا المناسبة عاوز واحده تتحمل اي شيء منك وتستر عليك.. انت عندك مشكلة يا فارس صح انت عضلات منفوخه على الفاضي.. حيطه مايله.."
توسعت حدقتاه بصدمة, مع كل كلمة تخرج منها,
اقترب من وقفتها في منتصف الغرفة بتمهل خطر؛ ابتعدت هي خطوات للوراء فور ما قذفت بِه في وجهه, أدركت أنها أخطأت..
لينطق ببطء مرعب:" انتي قولتي ايه يا آلاء؟.. انا ايه مش سامع.."
قالها وهو يقرنها بفعل يمسك أذنه ويعطيها جانب وجهه في حركه مستهزئة؛ وكأنه يتحدي أن تنطق بما قالت مرة أخرى,
وقد ربح التحدي لم تستطع التفوه بكلمة واحدة..
ما حدث بعدها لم تستوعبه, عندما اقترب منها يمسك يديها يضمهما معاً في قبضة واحدة, ويزيحها إلى الخلف بعنف مقصود؛ لتقع  تغوص في طيات فستانها بكتفيه الممزقين وشعرها المنكوش يقف حرفياً, يعلن عن غضبها سيطر على نفسه بصعوبة, ألا ينفجر ضحكاً, ومكياجها السائل يجعلها أشبه بدب باندا, أو حتى فزاعة أطفال!.. ليقع هو فوقها يرفع يديها التي في قبضته فوقها رأسها..
صرخت  بأعلى صوتها بجنون:" كان يوم اسود يوم ما شفتك, خد بالك هتكسر ضلوعي.."
أمسك يديها التى بين يديه فوق راسها بتشدد يدعي الجد,ية والشراسة يتذكر غضبه السابق منها, وإتهامها له؛ ولكن رغم ذلك لم يستطع إلا الإعتراف لنفسه.. ممتعة كل تثير فيه من حيرة, وترقب مما يصدر عنها, ممتع  تلهب بناريتها الصخب في حياته الرتيبة المملة من يوم رؤيته لها.. في كل ترتيباته العملية لحياته, لم يطرق في خياله أبداً أن يتزوج من (هبلة ) شقية بلا عقل, وأن تكون ليلة زفافه كارثية..
_اخرسي يا ابتلاء انسى بل انتي  قولتيه وبتعمليه فقدتي أي ذره تعاطف, أو حرص مني علّيكي..
ليردف يدعي الغضب:" بقى انا يا ابتلاء عضلات منفوخه, طيب لازم نثبت عكس الحقيقه دي..  اه انتي فكره  طبعاً عملتك السوده ليله كتب الكتاب, وكمان انا قولتلك انتي هنا فار تجارب عشان نعرف يا هانم حجم الكارثه اللي سبتيها.."
شهقت بإستنكار وهي تتلوى تحت ثقل جسد؛ لتقول بغيظ:" ان شاء الله يكون خرب يا بارد, يا وقح, يا عديم الحياء.."
عيناه العابثتين المتلاعبتين منحتها نظرة تذكرها من كان الوقح, وهي تتعقبه في كل مكان لدفعه بالزواج بها, تذكرها بأول لقاء مجنون بينهما..

نظرت بعنفوان, وتحدي يبرق بعينيها تشمخ بأنفها تخبره بقوة:" متحاولش يافارس مش هتطول حاجه, انا مش ندمانه لاني معملتش حاجه غلط, كل اللي حصل كنت مبهورة بيك بغباء اول مره.. واللي نطقت بيه كان اندفاع من غير ما احس, وانا مش ندمانه على اي محاوله للفت انتباهك ليا, اللي ندمانه عليه فعلاً اني وافقت واتجوزتك, وانا كنت أخدت قراري بشطبك  من حياتي.."
لم يهتم بما تقول أحنى, رأسه فوراً يلثم وجهها نزولاً  إلى نحرها, وباقي جيدها كان يجبرها على التفاعل معه, ويثبت أنها كاذبة, ولم تكرهه, لم يبالى بأمرها له بالابتعاد, ومقاومتها الشرسة له, بعد عدة دقائق,  شعر أن ابتلاءه بدأت في التفاعل معه؛ إذ تراخت جميع أطرافها تحت ثقل جسده؛ ليبدأ هو الآخر أن يتعامل معها بنعومة؛ ليسمعها تقول بتراجدية تثير الضحك, والإمتعاض في وقت واحد..
(ابتعد يا متوحش)
ما يفعله جعلها تُجبر أن تنقاد لعاطفته رغمًا عنها لا تعرف ما الذي حدث!.. وقلبها يتابعه طواعية, لم تريد لكن عقلها يرفض الانصياع؛ لتحاول أن تدعي أن ما يحدث رغم إرادتها؛ لتكمل بكبرياء درامي:" انت تقدر تاخد جسمي؛ لكن قلبي لأ.. قلبي لأ.."
رفع وجهه ينظر إليها بدهشة, وطارف فمه يرتفع بإستنكار:" انتِ قولتي ايه؟.."
أكدت وهي تزيد في التراجيدية الدرامية, ولم تبدي حتى أي رد فعل للمقاومة؛ بل سكن جسدها تمامًا له مستسلمة:" بقولك تقدر تغتصبني زي ما انت عاوز؛  لكن أبداً مهما حاولت مش هتكسب... انا بكرهك.."
ابتعد عنها على الفور يجلس على طرف الفراش, وبدون أن ينظر إليها حتى أخبرها ساخرًا تمامًا:" وعلى إية يا ابْتِلائِي, انا لا عاوز جسمك ولا قلبك؛ خلي الاتنين ينفعوكي, قال اغتصبك قال!.."
لتهب تقف سريعًا أمامه مباشرة,  تضع يدها في خصرها, وجسدها يهتز بإستعجال تناظره بتعجب؛ تخبره بإندفاع وكأنها (تردح له) حرفيًا:"
نعم.. نعم مش عاوز يعني ايه مش هتعمل زيهم, وتقولي انك مش مهتم وتاخذ اللي عاوزه.."
رفع حاجبيه وهو ينظر بتوجس لها, خرج تساؤله بطيء بحرص:" زي مين يا آلاء؟!.."
لم تنتبه للسؤال, ولا توجسه ووجهه المتحفز ككل عضلة في جسده..
_زيهم هما.. انت تحاول وانا ارفض مع اني مستسلمة, ورغم كدا تاخذ اللي عاوزه..
وقف ببطء يتفحص وجهها الغير مبالي بصدمته بما تقول,
قاطعها وهو يقف يمسكها بقوة يجذبها يسألها بشرر:" ليلتك سوداء يا ابتلاء
مين هما زيهم دول, وازاي بتدعي الرفض, وبعدها بتستسلمي انطقي!.."

المز الغامض بسلامتة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن