ملاكي

967 22 6
                                    

البارت السادس ؛

مرت الايام علي سهر وهي تمكث بالمشفى وتتحسن حالتها شيئاً فشيء بعد اهتمام طبيبتها واعتناءها بها حتى اكملت الشهر الرابع وفي بداية الخامس فطلبت من طبيبتها ان تعرف جنس جنينها فكانت متشوقه الي معرفة ذلك منذ بدء حملها فأخذتها الطبيبه الي غرفه الفحص واجرت لها الإشاعة التلفزيونية (الصونار) ففرحت الطبيبه عندما رات ان نوع الجنين (بنت) لانها تعلم ان سهر تريد بنتاً منذ بداية حملها فأخبرتها بهذا الخبر السعيدة الذي ادمع عيناها وانطق لسانها حامدة ، شاكره ربها انه اكرمها وانعم عليها بهذه النعمه التي طلما حلمت بها وطلبت من طبيبتها ان تسمح لها بالخروج من المشفى لانها شعرت انها بخير وانها استعاده صحتها وترغب في العوده الي منزلها والي حياتها الطبيعية مع التأكيد علي الاهتمام بصحتها وصحته طفلتها ففكرت الطبيبه في هذا وقالت لها ليس هناك مانع ان لم تجهدي نفسك وتهملين تغذيتك وصحتك مره اخري فوعدتها سهر بذلك وابلغتها انها بمجرد الشعور باي عارض ستاتي اليها فوراً بنفسها وافقت الطبيبه علي هذا الاتفاق وودعت سهر
وعادت سهر الي منزلها في وسط فرحه عارمة من والدها واخواتها وزوجها الذين بدورهم اتفاقو ان يقسموا شغل المنزل عليهم جميعاً وان لا يتركوها تعمل كثيرا وان يهتموا بها وبطفلتهم الصغيرة التي ينتظرونا قدومها اليهم بسلامة بفارغ الصبر ......
---------------------------------------------------------------------
علي الجانب الأخر وتحديداً قرية كاراكلي حيث يقطن الطفل الرجل الذي لقى المصاعب والمصائب علي حدً سواء طول فتره طفولته ~عمر~ الذي كان يعيش بين امه واخواته في بيت طغاة وجبابرة القريه جميعهم هم عمه وعماته وجدته لأبيه الذي تركهم وهاجر للعمل خارج البلاد .
كان عمر يذهب صباحاً الي مدرسته وبعد الخروج منها يذهب الي العمل حتى يساعد ولو بالقليل في مصروف منزلهم واحتاج اخواته الصغار فلم يكن ينعم بحياه الطفوله البرئية مثل باقي الفتيان في الذين في عمره كان يتعب ويشقى ويتعرض الي التوبيخ والاهانات التي كانت تصل احياناً الي الضرب من اصحاب العمل إن أخطأ في عملاً ما وبعدما ينهي عمله يرجع الي منزلهم يكمل واجباته ودراسته لانه رغم قسوه الحياه عليه الا انه كان طالب متفوق ذكي يعلم ان دراسته هي من تقويه وتجعل له كيان عندما يكبر ويصبح رجلا كان هذا هو روتين حياته الذي نشأ به ..
أنجز عمر واجباته ثم القي بنفسه علي سريره متعباً مرهقاً بعد يوم طويل شاق علي طفل في مثل سنه وما أغمض عمر عيناه حتى تذكر زوجه خاله وعطفها عليه والحنان الذي نبع من قلبها إتجاه وتذكرها وهي تقوم بالضِّمادِ لجرح يده وهي تحتضنه وهي تمسح علي رأسه بلطف وتخفف عنه ،
تذكر معروفها معهم الذي كان رده لها المهانة والضرب امامهم من خاله تذكر بطنها المنتفخ وكلامه مع جنينها وكلماتها له انها تتمنى لو اتى ولد يكون مثله وهنا افتح عمر عيناه قائماً من وسط سريره مدخلاً يده في جيب بنطاله مخرجاً الميدالية التي كانت تذكارً منها فهي منذ اعطته اياها وهي لا تفارق جيبه مطلقاً ولا تغيب عنه في اي مكان ذهب اليه ،فامسك بها وجلس يقلب بها بين يديه قائلاً ياترى ماهو جنسك ياايها الجنين لقد احببتك كثيراً قبل ان أراك أحببتك وأحببت والدتك ياليتي كنت قريب منكما اريد ان اعلم اخر اخبارك انت وخالتي سهر التي لم ارى في حياتي احد بحنانها وعطفها ورقه قلبها كنت اتمنى ان تكون امي مثلها ، من كل قلبي أهنئك ، أنك أو أنكِ تمتلك أم مثلها ثم قَبَلَ الميدالية وأرجعها داخل جيبه وخلد الي النوم في سباتٍ عميق ....
-----------------------------------------------------
في صباح يوماً جديد تدق أشعه الشمس فيه أبواب جفون سهر التي كانت في سعادة طوال الليل بين اخواتها وأبيها وزوجها بعدما عادت الي منزلها فستيقظت نشيطة مليئة بالحيوية محدثه طفلتها :
صباح الخير ياملاكي الصغيرة أشتقت الي رؤيتك كثيراً أيتها البرنسيسة ، أريد أن تأتي الينا بسرعه وانتي في احسن حال اريد ان أراكِ ألطف طفلة واحلي فتاه وارق صبية وأجمل عروسه  اريدك تلميذه نجيبه وطالبة مجتهدة افتخر وأرفع رأسي بها عالياً
هيا بنا ياأبنتي حتى نعد الإفطار معاً لقد تأخرنا علي أحبابنا
-----------------------------------------------------------
عوده الي القرية من جديد ...
في منزل نادية التي كانت تقف امام سرير أبنها توقظه بكل فظاظة وفظاعة وقسوة ياعمر استيقظ يافتى يالك من ولد كسول ومهمل استيقظ حتى تجلب لنا الخبز قبل ذهابك الي المدرسه اخواتك الصغار جياع ويبكون استيقظ عمر من نومه متثقلا فهو لم يأخذ كفايته من النوم والراحة مقابل كل المجهود الذي يقوم به طول اليوم ، فلحقت ناديه قائلة :أين نقود عملك  يوم امس لماذا لم تعطيها الي فور عودتك فرد : بصوت نائم لقد نسيت يامي اعتذر عن ذلك هذه هي ، فأسرعت بخطفها من يده ، وجلست تعدهم علي جانب ثم اعطته بضع الليرات حتى يأتي بالخبز وقالت هذه النقود قليله جدا مقارنه بعملك طوال اليوم أهذه كلها ؟ ام انك تخفى بعضها متحدثه وهي تنظر اليه بنظرة غضب عارم ممسكه به بقوة من مكان الجرح الذي بيده حتى تألم وكاد يبكي قامت بدفعه مردفه انطق وتحدث ياولد 😡 فرد سريعاً والله ياامي هذا كل المال الذي اخذته من عملي يوم امس قالت له اذن سوف اتحدث اليوم مع رئيسك بالعمل ام ان يزيد اجرتك او تنقطع عن هذا العمل وتذهب الي اخر وهيا الان الي شراء الخبز ..
ذهب الطفل المسكين عمر لشراء الخبز وأثناء سيره بالشارع الذي يمر به تذكر اليوم الذى اتصل بخاله نادي  من هذا السنترال الذي يقع علي يمينه فأت في عقله ان يبحث عن رقم بيت خاله وزوجته حتى يتحدث معها ويعلمها انه اشتاق اليها والي حنانها عليه وان يعلم أخر اخبار جنينها
ذهب عمر واتى بالخبز وعاد الي منزلهم ارتدي زي مدرسته واخذ الحقيبه وتوجه نحو منزل جده فلمح جده امام باب منزله فسلم عليه وسأله اذا كان يعلم رقم هاتف منزل خاله باسطنبول ام لا فرد الجد نعم مسجل بدليل الهاتف في المنزل لماذا تريده قال اريد الاتصال والاطمنان علي خالتي سهر فقال الجد اذهب الي مدرستك الان ثم بعد عودتك سأعطي لك الرقم
------------------------------------------
انهي عمر يومه الدراسي وعاد الي المنزل ارتدي ملابس العمل وذهب الي عمله وبعد يوم مجهد له كالعادة ذهب لجده واخذ منه الرقم وطار نحو السنترال اعطي للرجل الرقم وقام بالأتصال عليه واعطي لعمر يد الهاتف
دق جرس الهاتف مره مرتين ثم فتحت المكالمة....
الوووو
عمر :السلام عليكم
الهام :وعليكم السلام من المتحدث؟
عمر: انا عمر ابن اخت خالي نادي
الهام :(بإنزعاج)وماذا تريد ياعمر ؟
عمر :اريد ان اتحدث مع خالتي سهر من بعد اذنك
الهام :اوف انتظر قليلاً اذاً
بعد لحظات .... الووو
عمر: أبلة سهر أشتقت اليكِ كثيراً، كيف حالك وكيف حال الطفل
سهر : بخير الحمد لله كيف حالك انت يابني
عمر : انا بخير اردت الاطمنان عليكي فقط
سهر :فيك الخير يابني حماك الله وحفظك من كل شر
عمر :انتي ايضاً انا ارغب في رؤيتك ياابله سهر متى ستضعين الطفل حتي اتيت اليكِ مع جدي ؟
سهر : بعد اربعة اشهر ان شاء الله ،ثم انها طفله وليس طفل
عمر :(بفرح) حقاً ،لقد فرحت كثير ستكون طفلة جميلة مثلك
سهر : (بضحك) انت ولد مجامل ياعمر
عمر :ابله سهر هل انتي زعلانه مني ؟
سهر :لماذا يابني؟
عمر : احساست هذا من طريقه حديث اختك معي
سهر : لا ياحبيبي ليس لك اي ذنب فيما حدث
عمر: اذن موعد لقاءنا بعد اربع اشهر ان شاء الله
سهر : ان اراد الله يابني ، هيا الي المنزل لقد دخل الليل
عمر: حسناً الي اللقاء
سهر :الي اللقاء ، في امان الله يابني
اغلق عمر المكالمة ثم ذهب نحو الرجل حتي يدفع ثمن المكالمة ولكنه تفجأ من ثمنها فالرجل يريد (7 ليرات ) قال عمر انا لا املك كل هذا المبلغ انا عملت طول اليوم ب(12ليره) فقط واذا اعطيتك هذا المبلغ لم يتبقى معي من اجره اليوم الا( 5ليره )فقط واذا علمت امي سوف تقتلني برجاء ياعمي قسط ليا هذا المبلغ سوف اعطيك كل يوم (ليره )لمده سبع ايام وافق الرجل متعطفاً معه قال عمر وهذه اول ليره وغدا في نفس الموعد سعطيك مثلها حتى ينتهي المبلغ ابتسم الرجل له ثم قال اتفاقنا
------------------------
عند سهر دخل نادي منزعجاً بعدما ابلغته الهام ان سهر كانت تتحدث مع ابن اخته قائلاً
لماذا اجبتِ علي هذا الولد ياسهر الم اقل لكِ اننا قطعنا علاقتنا مع هذه الانسانه وكل من ينتمي لها
سهر: اهدا يانادي انه طفل لا ذنب له فيما حدث من عمه او امه
فرد نادي : سهر هو طفل هو شيخ انا لا ارغب بهم في حياتنا مطلقاً ..افهمتي
ردت سهر فهمت يانادي ولكن اهدا لا يتحمل الموضوع كل هذا الانزعاج طفل راي الحنان مني وتعلق بي وانت كما شاهدت كيف يتعاملون معه
رد نادي : هو ابنهم ولهم كامل الحريه في تعاملهم معه ،ثم انه سوف يكبر في يوم من الايام وسيكون مثله مثلهم
اهم شيء لا علاقه لنا بهم من قريب او بعيد وانتهينا علي ذلك .....
حزنت سهر علي هذا الطفل الذي لم يلقي يوماً ما الحنان والعطف من جميع اهله ولكن هذه رغبه زوجها ماذا تفعل هي في هذا .......

ونكمل في البارت القادم إن أراد الله ..............

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 28, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تربيت علي عشقك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن