تفتح ميريت عينيها البنية ، في الساعة السادسة صباحا ، على حلم مزعج أخر ، فهي دوما ما ترى أحلاما مزعجة ، و لكن هذه المرة كانت مقيدة ، مثل ما حدث في الحقيقة ، لتسترجع ما حدث معها امس ، و تتذكر موعدها ، فتقوم مسرعة من على السرير ، لكي تأخذ حماما ساخنا سريعا ، و تخرج مسرعة لتصفف شعرها الاسود الكيرلي ، و تقوم بوضع بعض الكريم على بشرتها القمحية ، فهي ليست بيضاء و ليست سمراء ايضا ، ومن بعدها تلملم شعرها و ترتدي نظارتها و تضع بعض من احمر الشفاه وتأخذ حقيبتها الكبيرة التي تحتوي على كل ما تحتاجه ميريت دوما إلى جانب معطف اليخاندرو ، و تبحث مسرعة على الانترنت لتعرف إلى اين سوف تتجه ، تركب دراجتها مسرعة نحو وجهتها .
تصل ميريت أمام منزل كبير ، في تمام الساعة الثامنة و النصف تقريبا ، فقد قادت الدراجة لمدة ساعة و التي كانت كافية لها لتعرف أين تذهب بالتحديد ، تترك دراجتها و تذهب للمنزل لتطرق الباب ، لا احد يرد ، تظل جالسة امام المنزل لبرهة ، و هي لا تعرف ماذا تفعل ، او ما يدفعها للإنتظار خارج المنزل ولكنها دوما ما تتبع حدسها ، و تفعل ما يقوله لها قلبها فقط دون التفكير .
بعد نصف ساعة تسمع بعض الحركة داخل المنزل ، لتتجه وتطرق الباب مرة اخرى ، ليفتح الباب بعدها ب 5 دقائق ، ينظر لها اليخاندرو مندهشا ، فلا يعرف من هي و ما قد جاء بها لهنا ، و على وجهه علامات النوم ، قبل ان يقول اي شيء ، تخرج هي من حقيبتها المعطف و تمسكه بيدها ، و تقول له حان موعد القهوة الصباحية ، اين سوف نحتسيها . يعجز اليخاندرو عن الكلام مندهش لتصرفها ، ويقول لها ماذا تفعلين هنا و كيف عرفتي منزلي . لترد عليه و تقول انت شخصية عامة ، بالطبع هناك بعض الصحفيين الذين يعرفون عنوانك ، وانا بحكم علاقاتي في مجال دراستي استطعت معرفته ، سأظل واقفة امام المنزل هكذا ام ستدعوني للقهوة . يقف امامها دون رد مستعجب من هذا الوضع .
ف تلقي المعطف على كتفيه و هي تدفعه برفق و تقول حسنا سوف اعد القهوة ، و تدخل منزله و هو مازال غير مستوعب ما يحصل ، فهو لا يعرفها ، قد تكون سارقة ، او الاسوا ، قد تكون قاتلة متسلسلة ، و لكنه عاجز عن فعل اي شيء ، لا يعرف ما حل به ، و لكن الصوت في رأسه يقول له لقد تأخرت على موعدك ، فيدخل المنزل و يغلق الباب ، و يقول لها ماذا تريدين ، فتلتفت وتنظر له في عينيه وتقول ، فقط فنجان من القهوة التركية ، الا تعرف كيف تعدها . فيقول لها : استرحلين بعدها ؟ قالت : بالتأكيد .
فيشير لها إلى مكان المطبخ ، لتدخل هي و تبحث عن الكنكة الخاصة لصناعة القهوة ، و لكن لا تجدها بالتأكيد ، لتستقر على وعاء صغير و لكن خلال بحثها قد اصدرت بعض الضجة ، مما قد ايقظ ابناء اليخاندرو ، جائت ابنته مسرعة على المطبخ وهي تصيح : امي لقد عدتي ، و لكنها تنصدم عند رؤيتها لميريت، و تقف صامتة ، فتقول لها ميريت : أهلا بكي ، أنتي ميليا ابنة اليخاندرو صحيح ، انا ميريت مجرد صديقة ستعد القهوة و تمضي .
لم ترد عليها ميليا و تركض على غرفتها ، ف تكمل هي اعداد القهوة و يأتي اليخاندرو مرة أخرى من غرفته بعد ان غير ملابسه و يقول لها : هل انتهيتي ؟ لترد عليه : اكاد انتهي ، لديك ابنة جميلة حقا . ففزع اليخاندرو وقال لها : ماذا تريدين منها ؟ . فردت عليه قائلة ، لا اريد شيء فقط ابدي اعجابي بها ليس إلا ,, القهوة انتهت ، تفضل فنجانك . لتضعه امامه ، و ينظر هو إلى القهوة ولا يشربها ، فتقول له هذه على الطريقة التركية ، لذيذة ، اريد رأيك بها .
لا يتحرك اليخاندرو ، ولا يقول شيء ، فتقول هي لقطع الصمت : حسنا لن اذهب الا إذا قلت لي رأيك بها . ثم سكتت لبرهة ثم اكملت : حسنا انا لن اقوم بتسميمك ، ها هي . وقد احتست بالملعقة رشفة من قهوته و أكملت : خالية من السم ، كما قلت لك . و تبتسم في وجهه ، ليقوم هو الاخر بأخذ الفنجان و رشف بعض القطرات منها و يقول : أنها جيده ، مرة نوعا ما و لكنها جيدة . و قبل ان يكمل كلامه يرن هاتفه ، ف يرد مسرعا إلى غرفته ، و من بعدها يعود مرة أخرى ، و يقول : عندي موعد طارئ ، لن اتاخر يجب ان تظلي هنا حتى تأتي مربية الاطفال ، لا تتحركي قبل ان أتي انا . ثم يقترب من اذنيها و يقول في هدوء المنزل بأكمله مراقب بالكاميرات ، جميع الادراج التي تحتوي على اشياء مهمة لا تفتح إلا بالبصمة ، إذا حاولتي سرقة شيء ما سوف اراكي ، و سوف تطلقي انذار المنزل ليقبض عليكي في دقائق ، و اخيرا ، إذا مس اولادي اي سوء ..... سأقتلك بنفسي . و أبتسم ابتسامة خفيفة ثم ذهب و أغلق المنزل من الخارج قبل ان تقول ميريت اي شيء ، و بعد أن كان هذا موعد القهوة التي تريده أصبح سجن مؤقت لها لا تعلم متى ستخرج منه .

أنت تقرأ
مباراة داخل قلبي
Fanfictionماذا لو في يوم من الايام قد قابلت فتى أحلامك ، المشهور الذي لا طالما حلمت به ، و لكنه لم يكن كما توقعتيه ان يكون ، فهناك اختلاف كبير بين الخيال و الواقع عندما يتحقق