لعنة حبك
الحلقه الثانيه
فزع نور من وجودها امامه وقام مفزوعا من علي السرير ونظر اليها بغضب قائلا بصوت خافت كي لا يسمعه والدها : انت دخلتي هنا ازي وعايزه مني ايه.
رانيا بحزن ودلع : اخص عليك بقي بدل ما تفرح بوجودي معاك تقولي كده
نور بغضب اكبر وهو يخفض صوته : انت سافله ازي تدخلي اوضة راجل غريب في وقت زي ده ؟
رانيا : غريب انا جوزي غريب ازي انت ناسي انك اتجوزتني.
نور باستنكار : محصلش محصلش وبعدين ده كان حلم وماكملش كمان يعني حتي في الحلم الجواز ماتمش.
رانيا : لاء تم مادمت جيت الفرح يبقي تم.
نور باستنكار : مكنش فيه مأذون ولا كتبنا كتاب ويبقي اتجوزنا ازي‘وبعدين ده كان حلم حلم مش حقيقه.
رانيا بتحدي : الحلم في عالمنا هو الحقيقه ومعندناش مآذون طلما جيت الفرح يبقي خلاص بقيت مراتك .
نور بعدم فهم : عالمكو ده ايه ويعني ايه مفيش مأذون؟! اسمعي انا مش فاهم حاجه من كلامك ومش عايز افهم يلا امشي من هنا انا مش عايزك خلاص‘ماتلزمنيش يلا زي ما دخلتي اخرجي قبل ما حد من اهلي يدخل ويشوفك وتجبيلي مصيبه.
رانيا بدلع وهي تمرر اصابعها علي وجهه : انا مصيبه طب دي احلي مصيبه ممكن تحصل لواحد.
فابتعد عنها بغضب قائلا : اسمعي مش عايز قلت ادب امشي من هنا يلا.
فارتفع صوته فدخلت والدته مفزوعه واضأت النور ففتح عينه فوجد نفسه مستلقي مكانه علي السرير ولا احد معه في الغرفه
وفاء بتعجب : مالك يا حبيبي بتزعق ليه ولمين ؟!
نور وهو مكانه : يظهر اني كنت بحلم يا امي.
وفاء : طب خلاص يا حبيبي اقرأ اذكار النوم عشان ماتشوفش احلام وحشه تاني.
وقبل ان تطفئ النور وتخرج اقتربت منه ووضعت يدها علي راسه وبدأت تقرأ له بعض الايات فذهب في النوم‘فابتسمت واطفأت نور الغرفه وخرجت واغلقت الباب‘وفي الفجر دخلت ايقظته لصلاة الفجر
وفاء : اصحي يا نور يلا ياحبيبي قوم صلي الفجر.
فتح عينيه بنعاس قائلا : حاضر يا امي هقوم اهو.
وفاء : ماتتاخرش عشان تلحق تروح مع ابوك الجامع.
نور بنعاس : حاضر يا امي حاضر هقوم اهو.
خرجت وتركته‘فشعر بيد تلمس وجهه ففتح عينه فلم يجد احد ولكنه سمع صوت رانيا في اذنه تقول : صباح الخير يا حبيبي وحشتني من امبارح كده تسبني وتنام.
ففتح عينيه جيدا ونظر يمينا وشمالا وقام مسرعا وهو يقول بخوف : اعوذبالله من الشيطان الرجيم... اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا ايه اللي بيحصلي ده... انا هدخل اتوضي وصلي اكيد ده الشيطان عايز يضحك عليا عشان يعطلني عن الصلي.
ودخل الي الحمام وتوضئ وارتدي باقي الترنج ولحق والده قبل ان يخرج من الباب ونزلا معا لصلاة الفجر‘كان صامت طوال الطريق يفكر في ما حدث معه وقبل المسجد بخطواط بسيطه راي رانيا تقف وتشير له باشارت وحركات مثيره بيدها وشفتيها فاستغفر الله واستعاذ بالله من الشيطان ودخل المسجد مع والده‘وبعد انتهاء الصلاه خرج مع والده من المسجد وهو يتلفت يمينا وشمالا‘فلاحظ والده ذلك
عصام بضيق : مالك يا بني واحنا جاين كنت ساكت وفجاه زي ماتكون اتخضين وفضلت تستعيذ بالله من الشيطان ودلوقتي خارج تتلفت حوليك مالك فيك ايه يا بني.
نور : مفيش حاجه بس يظهر اني اخدت برد من الحته المقطوعه اللي كانت فيها العماره اللي كنت بحرسها‘لما ارتاح شويه هبقي كويس ان شاء الله.
عصام : ان شاء الله ما هو الجو بدأ يبرد وانت بتلبس خفيف ابقي تقل شويه.
نور بابتسامه : حاضر يا عم الحج.
عصام : ولو مش عايز تروح تقف مع عمك في المحل خلاص ماتروحش واقعد ريح.
نور : لاء هروح القعده في البيت هتزود التعب.
عصام : اللي يريحك يا بني.
وصلا المنزل وصعدا معا دخل الشقه ودخل كل واحد الي غرفته‘دخل نور غرفته واستلقي علي سريره واغمض عينيه فشعر وكأن صهد يملاء الغرفه ففتح عنيه لكنه لم يجد شئ فاغمضها مره اخري فشعر وكأن نار تحوطه من كل الاتجهات حاول ان يقوم من مكانه لكنه شعر وكأنه مربوط ولا يستطيع الحركه‘ ففتح عينيه بسرعه لكنه لم يجد شئ بالغرفه
نور بفزع : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
وظل يرددها حتي ذهب في النوم استيقظ علي صوت والدته وهي تناديه
وفاء : اصحي يا نور قوم عشان تروح لعمك قوم يا حبيبي.
فتح نور عينيه بنعاس : ايوه يا امي سبيني عايز انام حبه كمان.
وفاء : قوم يا حبيبي انت نمت كتير قوي دا احنا قربنا علي الظهر وانت نايم طول اليوم امبارح.
ففتح عينه وتنبه لكلامه قائلا : اه انا نمت ده كله وامال ليه حاسس ان جسمي وجعني وكاني منتمتش اصلا.
وفاء : ماهو كتر النوم بيتعب زي ما قلت النوم بتتعب يلا اصحي وفوق كده عشان الوجع يروح.
نور بالم : حاضر يا امي اه اه ايه ده حاسس ان جسمي مكسر زي مكون كنت بجري طول الليل وريقي ناشف وكاني بقالي سنه ماشربتش.
وفاء : الف سلامه عليك يا حبيبي.
نور : ربنا يسلمك يا ماما يارب انا هقوم اهو .
وفاء : طيب يا حبيبي ازازه الميه جنبك اه انا هروح اعملك الفطار علي ماتقوم.
وقبلته في جبينه وخرجت جلس علي السرير وبدأ يتمطع قائلا : اه ايه ده هو كان حلم ولا حقيقه كنت عمال اجري ومش لاقي اخر للطريق زي ما اكون بلف في متاه اقوم اخد دش ساخن ده اكيد هيفك جسمي شويه.
ودخل الي الحمام وفتح الماء الساخن وخلع ملابسه واذا بالحمام يمتلئ بالدخان بطريقه غريبه ففزع منه وخرج من الحمام مسرعا امسك الفوته لف بها نفسها وقف امام باب الحمام بفزع
نور بفزع : ايه ده ايه اللي حصل ده هو ده حقيقه ولا حلم انا مبقتش عارف انا ليحصلي ايه.
ارتدي ملابسه وخرج من الغرفه وجد والدته تنتظره علي الطاوله وتضع له الطعام
وفاء : ايه ده كل ده تاخير انت نمت تاني ولا ايه ؟
نور بتعجب : تاخير انا ملحقتش ولا يمكن نمت وانا مش واخد بالي.
وفاء بمزاح : اللي واخد عقلك ياتري ايه شاغل بالك.
نور بتوتر : هو ممكن حلم يغير حياة انسان ؟
وفاء بمزاح : انت بتقول الغاز علي الصبح ولا ايه ؟
نور بتوتر : لاء بجد يعني ممكن واحد يحلم انه في فرحه وبيتجوز فيصبح يلاقي نفسه متجوز.
وفاء بضحك : اه مخلف والعيال قاعدين يتنطتو حوليه قوم يا واد شكلك من كتر النوم عقلك خف
فابتسم نور قائلا : تصدقي صح يظهر عقلي خف انا ماشي هروح لعمي ومش هاجي علي الغدا.
وفاء : طب كل الاول.
نور : مليش نفس لما اجوع هجيب اكل.
وفاء : طب اعملك سندوتش كله وانت نازل علي السلم عشان تغير رقيك.
نور : طيب ماشي
فاعدت له ساندوتش واعتطه له اخذه وخرج‘نزل السلم وراسه مليئه بالافكار بدأ يتناول السندوتش وكلما اخذ منه قطمه شعر وكأن احدآ ياكل معه‘لكنه لا يري احد فقرب السندوتش من فمه واغمض عينه فرأي رانيا تاكل منه معه ففتح عينه بسرعه في فزع ونزل السلم جريا وقف امام باب العماره يقول لنفسه : ده خيال وهم اكيد من البرد.
ولكنه لم يستطع ان ياكل من السندوتش مره اخري فتركه في جانب حائط‘ وذهب الي عمه(عاطف) ليقف معه في المحل‘ فرح به عمه كثيرا ورحب به
عاطف بسعاده : اهلا بيك يا حبيبي نورت المحل.
نور بسعاده : ربنا يكرمك يا عمي معلش بقي سبت الشغل وقولت اجي اساعدك بدل ما اقعد في البيت.
عاطف : ازعل منك كده ده محلك تيجي وقت ما يعجبك‘ادخل شوف تحب تعمل ايه واعملو يلا .
نور : هقف مع البياع يمكن افهم حاجه في العطاره.
عاطف : اعمل اللي يعجبك انا همشي عشان هروح اجيب بضاعه‘ وممدوح هيجي بعد شويه عشان لو حد عايز حاجه منتاش عارفها هو يقولها لك.
نور : اتفضل يا عمي .
تركه وذهب ودخل نور وقف بجوار الفتارين يقرأ اسماء الاعشاب‘وشعر وكأن احد يهمس في اذنه فهز راسه قائلا : لاء مفيش حد هنا انا متاكد.
فشعر كان الصوت يهمس في اذنه قائلا : انا هنا حبيبتك رانيا موجوده ديما معاك.
نور بضيق : استغفر الله العظيم من كل ذنبا عظيم ‘اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فاقترب منه احد العمال (عبد الله) قائلا : مالك يا نور في حاجه ديقتك
نور بخضه : خضتني مش تزمر قبل ما تتكلم.
عبد الله بمزاح : بيب بيب زمرت اهو مالك اتخضيت كده ليه ؟
نور بمزاح : يمكن عشان واقف جنب الاعشاب والحجات اللي بيستخدمها الدجالين وبتوع العفاريت.
عبد الله : بس دي عطاره عاديه ملهاش دعوه بحاجه من دي‘انت واقف جنب العطاره العاديه زي التوابل والبهارت .
نور بمزاح : وحد قالك اني اعرف في الاعشاب اصلا.
فضحك الاثنان ووقف معه وبدأ يخبره عن اسماء الاعشاب واستعمالتها‘وظل يقف معه حتي اتي زبون فذهب عبد الله ليبع له‘ودخل نور الي داخل المخزن وقف ينظر الي الاعشاب وشعر وكأن الاشياء تتحرك حوله‘ففرك عينيه ونظر اذا برانيه امامه تقترب وتبعد وتلف حوله وهي ترسل له القبلات‘ففزع منها وخرج جريا الي خارج المخزن كان المحل ممتلئ بالزبائن فشعر بالخجل ان يراه احد وهو في حالة الهلع تلك‘وتداري قليلا حتي هدأ وخرج وقف مع العمال وبدأ يبيع للبزائن حتي ينشغل عن التفكير فيما يحدث له‘بعد بعض الوقت قل الزبائن وعاد لسماع الهمس في اذنه مره اخري‘فبدأ يتوتر ويتضايق وكان يفكر كيف ينهي هذا الامر فتذكر كلمات والدته عن قرأة القرأن فبدأ يقرأ بعض الايات حتي ابتعد عنه الصوت تماما وكلما شعر به مجددا يقرأ حتي انتهي اليوم‘كان عمه لم يعد من منذ الصباح ولم ياتي بن عمه ايضا‘ لكن نور لم يلاحظ من كثرة انشغاله بما يحدث له فنظر له عبد الله قائلا : هنعمل ايه نقفل ولا نستني الحاج عاطف ؟
نور وقد تنبه : ايه ده هو ممدوح مجاش كمان زي ما عمي قال طب اتصل بعمي واساله.
اتصل عبد الله به فامرهم باغلاق المحل‘وان يعطو المفاتيح لنور ليوصلها لعمه فمنزله في طريق عودته‘ اخذ المفتاح وعاد وكان كلما سمع الصوت يقرأ بعض الايات حتي الي منزل عمه نادي عليه ردت زوجة عمه (ابتسام)
ابتسام من الشرفه : اهلا يا نور اطلع احدفلك المفتاح ولا الباب مفتوح ؟
نور : هو عمي موجود او ممدوح ؟
ابتسام : لا يا حبيبي لسه مجاش لهو ولا ممدوح من ساعت مخرجو من الصبح.
نور : طب خلاص نزلي السبت احطلك المفتاح وابقي سلميلي علي عمي وعلي ممدوح.
ابتسام : حاضر.
فنزلت له السبت وضع به المفتاح وذهب وصل عن باب العماره التي يسكن بها وتذكر ما حدث معه علي السلم فتردد في الدخول وبهدها قرر ان يصعد ركدا‘فركد باسرع ما عنده ومع ذلك كان يشعر وكأن احدا يسير خلفه ويحاول اللحاق به‘فتح ودخل علي غرفته بسرعه قبل ان تراه والدته اغلق باب الغرفه وكان ينهج بشده من صعوده السلم ركدا
نور وهو ينهج : يعني امي لو شافتني دلوقتي تقولي عليه ايه رجعت عيل صغير تاني‘ربنا قادر يطلعني من اللي انا فيه.
وجلس علي سريره حتي شعر انه هدأ لكنه شعر وكان احد يجلس بجواره‘ فالتفت اليه بهدوء فاذا بها رانيا فقام من مكانه مفزوعا ينظر اليها فلم يجدها‘وشعر انها خلفه فالتفت بسرعه فوجدها تنظر له وتقذف له قبلات فعاد الي الخلف فارتطم بالسرير فوقع عليه‘فنهض بسرعه ونظر اليها مره اخري فلم يجدها‘فنظر يمينا ويسرا كالمجنون وهو مرعوب لا يعرف ماذا يفعل فسارع بالخروج من الغرفه فاستدم بوالدته التي تعجبت من وجوده قائلتا : انت جيت امتي يا نور ماشوفتكش وانت داخل ومالك ياواد بتنهج كده ليه زي ما يكون حد بيجري وراك ؟!
نور بتوتر : جيت من شويه يا امي بس مش عارف ايه اللي حصلي ده وفي بيحصل معايا .
وفاء بخضه : مالك يا حبيبي فيك ايه ؟
نور وهو يداري الامر بالمزاح : دا انا بهزر معاكي يا فيفي .
وقبلها في خدها ودخل الي غرفته‘فدخلت خلفه فلم تصدق ما فعله وشعرت ان به شئ
وفاء بقلق : مالك يا نور مالك يا حبيبي فيك ايه ؟
نور مازحا مره اخري ليطمأنها : مفيش حاجه يا فيفي بس كنت بهزر انا واصحابي وطلعت السلم جري عشان مايلحقونيش.
وفاء وقد اطمأنت : طب يا حبيبي خدتني فكرت فيك حاجه.
فوضع يده علي ظهرها وقبلها في خدها من الخلف قائلا : ربنا يباركلي فيكي يا ست الكل.
وفاء بابتسامه : طب بطل الهزار ده مع اصحابك عشان ماتخضنيش عليك .
نور : حاضر من عنيا.
وفاء : تسلم عنيك ياحبيبي هخرج احضر الغدي .
وتركته وخرجت وقف يفكر مع نفسه وهو لا يفهم ماذا يحدث له‘ثم شعر وكان احد خلفه فاستجمع شجاعته والتف بسرعه ليري من خلفه فوجده والده ففزع فضحك عليه والده
عصام بضحك : هو انا بقيت مرعب كده يا واد ولا انت اللي بقيت خفيف ؟
نور بابتسامه : بينها كده يا حاج شكلي بقيت خفيف.
عصام بمزاح : طب يا خفيف غير هدومك وتعالي عشان ناكل وربنا ييسر وجبلك شغلانه كويسه احسن من الامن اللي كنت فيها.
نور : شكرا ليك يا بابا يا حبيبي.
قبل نور يده وتركه والده وخرج اغلق نور الباب وبدأ يغير ملابسه وفجأه انقطع النور واظلمت الغرفه‘شعر نور بالرعب والفزع لكنه قرر ان يتمالك نفسه ليفهم الامر‘فتح عينيه جدا ليري المكان وبدأت عينه تعتاد الرؤيه في الغرفه وبدأت تظهر رانيا امامه
نور بغضب وخوف : انت عايزه مني ايه عايزه مني ايه ؟
رانيا بدلع : قولتلك قبل كده انت في عالمنا اصبحت جوزي وانا بقوم بدوري كازوجه.
نور بعدم فهم : يعني ايه في عالمكو هو انت تطلعي ايه بالظبط ؟
رانيا بدلع : انا مراتك وحبيبتك مش انت كنت بتقولي لما نتجوز هتدلعني يلا بقي دلعني.
نور بغضب وحده : انت تطلعي ايه انس ولا....
اكملت وهي تنظر له بتحدي : جن مش تقصد تقول كده ؟تفتكرو هي جن فعلا ولا ايه ويا تري هتعمل فيه ايه هستنا تعليقتاكم
تحياتي /هدى مرسى
أنت تقرأ
لعنة حبك كامله
Terrorالمقدمه الحب هبة الله للبشر' به تحنو القلوب' وتسعد بالعطاء' ومنه نستمد الأمل' لكن بعض القلوب التي لم تعرف الحب يوما' رأت بالحب شهوة' ومبررا لسلب ما ليس لهم' فحولوه من هبة للعنة' فماذا ينتظرنا بعد ان يتحول الحب الي لعنه' كم شخص ستصيبه هذه اللعنه' وه...