"بلا مأوى."
للرسّام الإنجليزي تُوماس بنيامِين كيننجتُون.
"أمٌ وطِفل في العَراء بلا مأوى."
(٢٩ نُوفِمبر/تشرين الثَّاني، خريف عام ١٩٣٨.)
كُلّ الإشارات كانت تَدُل على أن هذا الشتاء سوف يكون شديد البُرودةِ عن سابقه فبمجرّد أن شارف فصل الخريف على الإنتهاء انهالت الأمطار الغزيرة طوال الأسبوع الوداعيّ للفصل . كان من المُتوّقع مِن قِبل جونج إن أن يجد عددًا ضخمًا من الناس المُتجمهرين أمام أكشاك بيع الماء نظرًا إلى أن منسوب النهر قد ارتفع بسبب الأمطار حتى فاض أيضًا ، لم يكتفي التُجّار بالسعر الافتراضيّ للماء بل هُمّ يستغلّون كل ما يستطيعون للحصول على المزيد ، بضاعة هائلة و سِعرٌ مضاعف .
استغرّق جونج إن الحصول على الماء قُرابّة الساعة ، لقد تحمل كثيرًا من الضربات الغير مُتعمّدة و الدفع على صفوف النساء حتى تمّ شتمُه ودعوّته بالمنحرف ، كان هذا آخر ما يتمناهُ جونج إن يومًا.
خرج بصعوبةٍ من جيوش المُشتريّن برفقة دلوٍ كبير من الماء، داهمه ندمٌ كبير حول فكرةِ عدم إحضار دلو أخر بما أن الماء متوافر بشكل كبير هذه المرة لكن ألا يعني هذا الانتظار لمُدة ساعةٍ إضافيّة؟ يبدو أمر جيّداً كما هو عليه الأن.
تنهّد بقوةٍ زافرًا الضيق الذي حصل عليه خلال هذه السَّاعة حتى وقع بَصرُه على ساعةِ المدينة العتيقة التي تخترقُ السماء وسط رؤوس المنازل المُظلمة ، كانت العقارب الضخمةُ تشير الى الساعة الثانية عشر إلا خمس دقائق، لقد تبقّى على حظر التجوال فقط خمس دقائق.
فتح جونج إن فمُه بصدمةٍ بينما يتمتمُ: "هل أنا ملعونٌ أم ماذا؟"
بدأ العدُّ التنازليّ للدقائق بينما جونج إن يعدو مِثل نعامةٍ أصيبت حديثًا بالعَتِه و الماء يتساقط من الحوافِ مع حركتُه الجنونيّة .
استغرقُه الوصول بأمانٍ إلى عتبةِ المنزل حواليّ أربع دقائق ، واستطاع أن يتنفسّ الصُعداء على عتبةِ منزلُه أخيرًا.
أدار المفاتيح الصدئةِ بعض الشئ فاتحًا الباب حتى يتغيّر مُحيطه البارد الذي اكتسبُه من صقيع الخارج بأخرٍ يشعُ دفئًا وديعًا ، وتسلل إلى أنفِه رائحة الدُخان الذي ينبعث من أماكن التدفئة المفتوحة وكأنها مُكتنزّة بين جدران المنزل هنا .
أنت تقرأ
آناسْتازيا || عودة الرُوح.
Fanficوسط خواءِ أحد الأزّقةِ وتحت ضوء مصباح الإضاءةٍ الحجريّ الذي يُهدّد بالإنطفاءِ من وقتٍ لآخر ، ثمّة ملازمٌ بملابسِه العسكريّة يحمل نجمةً واحدةً فوق كتِفه التي تلقَاها فورًا عُقب الانتهاء من التدريب العسكريّ، كانت تلمَعُ أسفل النُور. صّوب بندقيته الثق...