٣٣

25.7K 841 32
                                    

الحلقة ٣٣ ...#وحوش
سقطت دموعه ......
اختناق ضلوعها بين يديه ذهب من فكرها عندما رأت عيناه التي اسقطت دموع لاول مرة تراها ....جحظت عيناها بذهول وثار النبض متألماً ......حاوطت وجهه وهي تنتفض بخوف وهتفت :-
_ فهد في ااايه ...بتعيط ليييه !!
لم يستطع أن ينظر لها بعد أن اصبح سره معلن امامها وتمزق القلب لأشلاء وتفتت الكبرياء ....
لم يستطع الوقوف وهي تحرك وجهه وتصرخ ببكاء وسقط على الفراش وسقطت معه حتى اصبحت فوقه وبكت بشدة ، وسجن يداه  المتحجرة لم يجعلها تسعفه حتى تأوه من الالم .......اتسعت عيناها بذهول  وصرخت :-
_ فهد ....مالك رد عليااا عشان خاطري ....مالك يافهد

اغلق عيناه والالم يعتصره ولو استطاع أن يدفعها خارجا لفعل ولكنه لم يستطع حتى أن يجيبها .....وقع رأسها على صدره وبكت بشدة وكم شدة الضعف والعجز  الذي شعرت به الآن وهي لا تعرف ماذا اصابه ....وكلما اشتدت الامه اشتد صراخها بجنون ....

لحظات ....دقائق ...لا يعرف ...حتى بدأت الآلام تذهب ..وليتها تذهب بلا رجعة ...لكنها تعود اقسى من السابق .... ورفع يداه بالتدريج لكي يحررها من هذا القيد بعد أن فتح عيناه بوجه شديد العرق .....قال ببطء :-
_ اطلعي ...برا
رفعت عيناها فجأة ونظرت له ،  وسكن وجهه بين يداها بلهفة عاشقة وقالت :-
_ في ايه يا فهد قولي ...ايه اللي حصلك
انا لو فضلت دقيقة كمان كان قلبي هيوقف ....
ابتلع ريقه بصعوبة وعيناه تصرخ من الالم حتى دفعها بعيدا ونهض ، ثم دلف للحمام حتى يغسل وجهه المتعرق ...

جلست فاطمة بتيهة وصدمة  وعيناها لم تأبى التوقف عن الدموع حتى عاد وقطرات الماء تتساقط من رأسه ....لم ينظر لعيناها ..لم يستطع ....ولكن جذبها من يدها  عندما ركضت إليه بلهفة ودفعها خارجا واغلق الباب حتى لا تدخل هي ...... دفع بكل شيء بالغرفة بغضب حتى اصبحت الفوضى تعم المكان ثم جلس على فراشه وعبراته سقطت مرة أخرى ...فخضع منذ دقائق لابشع شيء مر به خلال عمره بأكمله ....ووضع يداه على وجهه يحجب كل شيء عن ناظريه .....

دقت على باب الغرفة بعنف وهتفت :-
_ افتح الباااب يا فهد .....عشان خاطري افتح البااب
قرعت الباب بشدة حتى اصبحت كالمجنونة التي لا تدري ماذا تفعل .... وصرخت من الخارج :-
_ ورحمة ابويا لو ما فتحت لامشي وماهتشوف وشي تاني ....ولو مش مصدقني جرب

قالت ذلك وما كانت تريد غير أن تراه فقط ...فتح فهد الباب وتحاشى النظر اليها وهو يستدير مرة أخرى ....لحقت به وقبضت على معصم يده ونظرت لوجهه وعيناه الباكية ثم ارتمت على صدره واجهشت ببكاء وقالت :-
_ قولي حصلك كدا ليه وايه اللي كان بيخليك تصرخ كدا ...
تنهد بحزن وقال بنبرة متألمة :-
_ خوفتي مني ...صح ؟
جمدتها الكلمة حتى ابتعدت ونظرت له وودت لو تصفعه على ظنه بها ...صرخت به ببكاء حارق :-
_ انا خوووفت عليك .... ياخي حرام عليك بقى .....ده انا كنت  هموت عشانك ...... انت غبي عارف ليه ؟ .......لأنك مش واخد بالك لحد دلوقتي  أني ...بحبك ....

وحوش لا تعشق.. الجزء الثاني من ليالي... للكاتبة رحاب إبراهيم 💞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن