الفصل ٤٩

25.1K 895 55
                                    

الحلقة ٤٩ ......#وحوش_لا_تعشق

باليوم التالي .....
خرجت سمر من مدرستها الثانوية وقد أخذت القرار بشيء يبدو جريء ولكنه مصيري .....
استقلت سيارة أخرى مشيرة للسائق بالعنوان المطلوب حتى قاد السيارة بالاتجاه ......

******************
كانت ممدة على الفراش تفكر بحزن وعيناها ثابته لنقطة بالفراغ أمامها حتى دلف والدها للغرفة وتعجب عندما لم تشعر به حتى قال :-
_ للدرجادي سرحانة ؟!
التفتت علياء بتفاجئ ثم اعتدلت سريعا واجابته وهي تتظاهر بابتسامة بسيطة :-
_ لا عادي يا بابا ...دوشة الشارع بس ماخلتنيش انتبه ليك
اقترب والدها وجلس قبالتها بنظرة متفحصة وجهها الشاحب وتساءل :-
_ ماروحتيش الجامعة ليه ؟!
بلعت علياء ريقها بتوتر ثم اجابته بتلعثم :-
_ ماعنديش محاضرات النهاردة غير واحدة بس ....وكسلت اروح بصراحة ....انا مش بفوت محاضرات خالص ما تقلقش
اشاح احمد نظره عنها شاردًا ثم قال بتصريح جعلها في دهشة :-
_ بصراحة انا كنت ميال لكريم أكتر ....لكن هو ما اتكلمش يابنتي ....انا حسيت انك هتوافقي عليه لما قولتلك أنه طالب يقابلني وفرحتي ..... بس النصيب وقف عند أنس
اسدلت علياء عيناها بحزن وقالت :-
_ انا مش موافقة يا بابا على أنس ...الموضوع ده مش محتاج مني تفكير انا مش قبلاه اصلا ومش مرتحاله خالص ....أرجوك ما تجبرنيش على حاجة يابابا ...انت ما ترضاش أني اعيش مع واحد مش عايزاه
نظر لها والدها واجاب :-
_ انتي عارفة أني عمري ما اجبرتك على حاجة ...لكن انا قلقان من الرفض وخايف يأثر على خطوبة بنت عمتك ياسمين ....انا زيك مش مرتاح لأنس لكن خايف يعمل حاجة يفشكل بيها خطوبة ياسمين ودي بنت يتيمة ونفسها تفرح .....
قطبت علياء حاجبيها بضيق :-
_ يبقى ده اختبار لمالك هل هيتمسك بياسمين ولا لأ ...لكن انا ما اقدرش اضحي بمستقبلي وراحتي عشان حد !! ... يعني هتبقى مبسوط وانا متعذبة عشان ياسمين تفرح !!
ياسمين انا بتمنالها كل خير وبحبها جدا ربنا يعلم لكن مش على حساب راحتي وفرحتي .... ويمكن أنس ما يعملش حاجة اصلا ....
ربت الاب على كتفيها بحنان قائلا :-
_ انا مش بقولك ضحي عشان حد يا علياء ....محدش يابنتي بيضحي بفرحته عشان حد ....لكن كنت عايزك تفكري ،  مش يمكن ده اختيار ربنا ...مش يمكن ده الاصلح

نظرت علياء بدموع واجابت مؤكدة :-
_ انا صليت استخارة امبارح قبل ما انام على فكرة ...مش عشان محتارة ....بس عشان افوض أمري لربنا ...تعرف أني بقيت بمره اللي اسمه أنس ده ومابقتش طايقة حتى اسمع اسمه ....انا ما اعرفش كريم عشان ادافع عنه ...لكن يابابا انا هكلمك بصراحة ....انا مرتحاله ...حاسة أنه هيتقي ربنا فيا ...
نظر لها والدها بابتسامة حنونة :-
_ انا حسيت نفس احساسك ...الولد ده طيب ويدخل القلب على طول وعفوي أووي ....لكن أوعي يكون احساسك ده شفقة عليه بسبب ظروفه ....انا عارف أنك كنتي بتسمعي كلامنا امبارح
هزت علياء رأسها بنفي :-
_ والله العظيم أبدًا ....انا كنت حاسة بكدا من قبل ما أعرف ...وبعدين يابابا مافيش حد بيتجوز حد شفقة غير لمصلحة يعني ....واكيد انا ماليش مصلحة ... انا كنت موافقة عليه وهأكد احساسي بمعرفته في الخطوبة ولو اتأكدت هكمل وغير كدا لأ طبعا ....وعلى فكرة انا احترمته أكتر لما ما اتكلمش وده دليل أنه اصيل وماحبش يرد مساعدة عمي باسم ليه انه يحرجه ....
صمت الاب وهو مقتنع تماما بحديث ابنته وقال بعد أن صمتت :-
_ خلاص هبعتلهم الرد بس مش على طول كدا ...يومين كدا وهكلم باسم اقوله على الرد .... واللي فيه الخير يقدمه ربنا
ابتسمت علياء وهي تكفكف دموعها ثم ضمت والدها بقوة .
________________________________صلّ على النبي الحبيب

وحوش لا تعشق.. الجزء الثاني من ليالي... للكاتبة رحاب إبراهيم 💞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن