"الكتاب المعجزة "

7.5K 135 53
                                    

شارع بليكر -نيويورك-

شارع بليكر -نيويورك-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يلقب بالشارع القديم.. وذلك لأنه من اقدم الشوارع في نيويورك وأعتقها على الإطلاق 
مبانيه المتراصة جانبا بجانب والتي تختلف لونها وشكلها جعل الشارع اكثر حيوية ليتناسب مع سكانه ذوي السمعة اللطيفة والنشاط العالي
في ذلك المبنى ذو الطلاء الأحمر أين تحيط جدرانه بتلك النباتات الصغيرة والملتوية على سطحه معطية وجها مميزا عن غيره
وفي تلك الشقة تحديدا .. التي يقطنها عجوز شكله يوحي انه على مشارف السبعين يجلس على تلك الأريكة بكل أريحية يرتشف البعض من القهوة الساخنة بينما يقلب بيده الأخرى أوراق كتابه بكل تركيز 
كان الجو بارد في ذلك الوقت مما استدعى ذلك غلق جميع النوافذ لتجنب لسعات ديسمبر السامة
كان  قد وضع الراديو ذو الخشخشة المزعجة بجانبه على الطاولة الصغيرة جاعلا صوته مسموع وذلك لقوله انه يساعده على التركيز في القراءة  خصوصا إذا كانت ألأخبار متعلقة بالرياضة
صوت صرير الباب الذي فتح جعل من ملامحه تنكمش اكثر مما هي عليه لمعرفة من وراءه
لطالما كانت تدخل من دون استأذان وسؤالها الذي يتكرر كل مرة" هل ادخل جدي؟" بنفس النبرة اللطيفة التي تجعله يقطع قرائته مجيبا إياها "لقد دخلت بالفعل عزيزتي"
تنهد ألبرت بدون حيلة نازعًا نظّراته المكسورة بجانب الراديو و الذي أطفأه بعدها مباشرة
ليقف مرتكزا على تلك الكنبة بصعوبة ممسكا بعكازه الخشبي  يجره في كل خطوة يخطوها
" تريدين مفتاح المكتبة اليس كذلك!؟"
أومأت الأخرى بإبتسامة  حاولت جاهدا إخفاءها عنه إلا انه أردف مجددا
" وهل قرأت آخر ما أعطيته لك ؟"
ابتسمت مجددا لكن بحماس هذه المرة لتقول بإندفاع
" لم تأخذ مني الكثير ..٤ ساعات كانت كفيلة لإنهائها "
رفع ألبرت حاجبه بتعجب ليكمل سؤاله
" ما رأيك؟"
" رائعة لكن أريد الأفضل "
ابتسم الجد لحماسها متجها للدرج الموجود بجانب سريره فاتحا إياه بهدوء مخرجا منه علبة صغيرة خشبية كانت تبدو لامعة ونظيفة..أخذ يقلبها بين يديه ككل مرة متفحصا إياها بتدقيق عالي
"هل حانّ الوقت ؟!"
إلتفت ألبرت إليها ليجدها مازالت واقفة أمام الباب مرتكزة عليه بقامتها المتوسطة نوعا ما .. أخذ يتأمل تلك الفتاة النحيلة بهدوء.. والتي لطالما كان يعتبرها الصورة المصغرة لشارلوت والدتها .. من شعرها الكستنائي الطويل لعينيها اللوزيتين ذات اللون العسلي المخضر والتي برزت اكثر لوجود هالات خفيفة تحت عينيها زادتها جاذبية اكثر
" انت تذكرينني بأمك يا فتاه"
توجه ألبرت بإتجاه حفيدته ليقبل جبينها الدافئ بهدوء ماسحا على شعرها بحنان ليكمل حديثه
" ١٢ عشر سنة وأنا انتظر هذه اللحظة على أمل تغير أشياء لم يستطع تغييراتها احد من قبلك فهل انت جاهزة ايرلا؟"
ابتسمت الأخيرة بهدوء لتمسك يد جدها بكلتا يديها ماسحة إياهما بحنان متحدثة بصوت خافت
" أنا إيرلا حفيدة ألبرت دُوّا وإبنة شارلوت دُوّا ..كرست ١٢ عشر من عمري في قراءة كتب لم تعد ولا تحصى .. قرأت ولم أعلم ما المبتغى الذي يريده مني جدي .. لكن الأن صاحبة ٢٢ سنة تقف مستعدة لتلبي طلاباتك جدي مهما كانت "
لتقبل بعدها يده بحنان جاعلة الفخر ينتشر في تقاسيم وجهه ماسحا بعدها دمعة أفلتت من مقلتيه الصغيرتين متحدثا مازحا
"لا أعرف كيف تصدقين هاذا العجوز رغم قرائتك للعديد من الكتب ..عموما اتبعينني لنرى ما يمكن فعله "

Eirlaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن