الأول
أسرة مصرية ميسورة الحال لكن الأب والام لهما طموح كبير جدا فالأب محمد صفوان طبيب مرموق قام مؤخرا بمشاركة صديقه فايز الجهينى فى مستشفى خاص هدفها الأول الإستثمار ويسير بالفعل فى طريقه بيسر ويحسن استغلال خبرته ومهارته لكسب المال الوفير الذى يطمح أن يرفعه فى وقت قريب إلى مكانة اجتماعية مرموقة للغاية حيث أنه نجح بالفعل فى تخطى العديد من حواجز طبقته الاجتماعية فى السنوات الأخيرة.
الام أمل مدرسة فيزياء استغنت أيضا عن العمل بالمدرسة الحكومية وتمكنت علاقات زوجها من تعينها بأحد المدارس الدولية بعد أن استعدت لذلك مهنيا وهى بالفعل تشارك زوجها طموحه فقاما منذ سنوات بتحديد مستقبل أبنائهم الصغار أمجد،أميرة وأريچ على أن يكون ثلاثتهم أطباء ليتابعوا مسيرة الأب ويتمكنوا من بناء عائلة تصبح فى المستقبل من كبرى العائلات ليحققوا حلم امبراطورية صفوان التى هى حلم والديهم فى الأساس.
حين وصل أمجد للمرحلة الثانوية كان أكبر صدام مرت به العائلة حيث أن حلم أمجد أن يصبح ضابط بالجيش وهذا يتعارض تماما مع الخريطة التى رسمها والديه له لمتابعة حياته كما تتفق مصالح الأسرة وتقتضى للوصول للهدف الأكبر لهم.
استشاط محمد غضبا وهدد بطرد أمجد من المنزل ومما زاد الأمر سوءا أن امل تشاركه الرأى وتوافق على كل تهديداته لذا كان أمجد أمام خيارين لا ثالث لهما .
الأول: أن يتقدم لكلية الطب ويرضى والديه ويحظى برعايتهما ودعمهما المشروط فيكون له ما يريد من حياة مستقرة.
الثانى : أن يعارضهما ويصر على تحقيق حلمه الذى سيصبح مستحيلا بعد طردهما له.ليضطر بعد ضغط طويل أن يرضخ لهما ويتقدم للدراسة بكلية الطب ويتفوق في دراسته بسهولة .لكنه يرسم لنفسه خطة بديلة لتحقيق حلمه فينهى دراسته بكلية الطب ويتقدم للأكاديمية الحربية ولم تجد تهديدات والديه نفعا فى هذه المرحلة،فإضطرا هما للرضوخ لحلمه فهو فى كل الاحوال أصبح طبيبا وهذا هو الحلم الأساسي الذى سعيا له ورغم أن عمله العسكرى قد يقف عقبة فى كونه مسئولا عن المستشفى بشكل كامل لكنه سيكون شريكا فعالا فى كل الأحوال.
تخرج أمجد من الأكاديمية ليصبح طبيبا برتبة ملازم فى الجيش المصري فحقق حلم حياته لكن بطريق والديه ولا بأس المهم أنه أصبح ضابطا برأيهما ولا بأس أن أصبح طبيبا برأيه.
الاخت الوسطى أميرة فتاة مجتهدة جدا رغم ذكاءها المتوسط إلا أن شدة اجتهادها أوصلتها للتفوق الدراسي،ليست باهرة الجمال مثل شقيقتها الصغرى أريچ كما تخبرها أمها صراحة وكما ترى من نظرات والديها التى تحيط اريچ بالانبهار وتبثها الثقة ولهذا عانت منذ صغرها من ألم نفسى بسبب مقارنتها بشقيقتها الصغرى التى تفوقها جمالا وذكاءا ايضا وسبب لها هذا حاجزا نفسيا يعوق علاقتها الطبيعية بشقيقتها دون أن يهتم اى من والديها بهدم هذا الحاجز.
