نوفيلا حبيبي محامي بقلمي منى ارام
الفصل الثالث:
بعد ايام قليلة سافر الاستاذ حمدي الى البقاع المقدسة رفقة زوجته .
التزم مهاب بالحضور إلى المكتب بشكل يومي تقريبا
استغربت نوجة من ذلك فالاستاذ مجدي اخبرها أنه سيحضر يومين في الاسبوع فقط ،لكنها لم تعلق على الموضوع فكلامها معه كان قليلا اصلا في حدود مايظطرها العمل له فحسب .
سارت الايام بسلام ، وفي أحدها جاء شاب الى المكتب
الشاب : السلام عليكم
نوجة : وعليكم السلام ورحمه الله
اي خدمة حضرتك
الشاب : انا علي
نوجة : والنعم ياسي علي بس بردو اي خدمة
علي : باحرج : احم انا باعثتني الخالة ام عصام .....احم يعني علشان اقابل حضرتك .
نوجة بعدم فهم : هو حضرتك عندك قضية عاوزة الاستاذ يساعدك فيها
علي : لا
نوجة : طب عاوز ترفع قضية أو عاوز استشارة
علي : ....احم لا بردو
نوجة بغضب : هوايه الي لأ لأ امال جي هنا ليه حضرتك
علي : انا انا امي كانت بتدورلي على عروسة وخالة ام عصام كلمتها على حضرتك .
والصراحة انا جي هنا اتعرف عليكي
نوجة : وقد بلغ الغضب أوجه عندها : نععععععم ومين قال لحضرتك اني عاوزة اشوف عرسان ولا عاوزة اتجوز اصلا .وكمان بعتاك الشغل صبرك عليا يا ام عصام أنما طلعت روحك بأديا مابقاش نوجة
علي : اهدي يا آنسة ما حصلش حاجة ولو على مجيتي الشغل احنا ممكن نتقابل فاي مكان ثاني
نوجة : هو حضرتك مابتفهمش مش عاوز اتنيل اتجوز اقبلك ليه انا
علي : طب بصي انا عارف ان البداية كانت وحشة بس انا بعد ماشفت حضرتك مستعد اجي اطلبك على طول .مش مهم نتعرف
انا اسمي علي محسن ثمانية وعشرين سنة بشتغل محاسب في شرككككككة
نوجة : بسسسس خلاص انت حتحكيلي تاريخ حياتك .وهو البعيد ما بيفهمش بقولك مش عاوزة اتجوز هو عافيه
علي : طب نتفاهم طيب
رفعت راسها وفمها على وشك أن يغرد بالسباب اللادع
لتقابل مهاب في وجهها
نظر مهاب الى علي بنظرة تفحص وقال : خير يانسة نجوان في حاجة
نوجة : باحراج لا حضرتك الاستاذ غلط في العنوان بس
ثم نظرت الى علي نظرة حادة وقالت : اتفضل حضرت يا استاذ وزي ماقلتك العنوان الي بتدور عليه مش هنا
غادر علي محرجا ،وذخل مهاب مكتبه، اتلتقطت نوجة أنفاسها وقالت : ربنا يسامحك يا اما انا عارفة انك وراء الموضوع دا كلو.
ثم دخلت مكتب مهاب تحمل بعض الأوراق
وضعتهم أمامه وقالت : دول ملفات القضايا الأخيرة وهمت بالمغادرة حين اتسوقفها صوته الساخر
مهاب : بتقبلي عرسان في المكتب يا آنسة
عضت على شفتيها وكورت قبضتها والتفتت إليه
نوجة : من فضل سيادتك يا استاذ بلاش تريقة
مادام سمعت الكلام الي تقال فأكيد حضرتك عرفت أن الموضوع كان غصب عني .
صمت مهاب فهده الفتاة دائما تخرصه .
مهاب : طب اتفضلي ويا ريت الموقف دا مايتكررش ثاني
نوجة : في نفسها يلعن ابو دي زرالة الي بتشر منك ياشيخ
وقالت : بصوت مسموع : حاضر ،وفي نفسها مجددا وهي تهم بالمغادرة الكش تتحرق انت وام عصام فيوم واحد.
لكنها ماان خرجت من المكتب حتى سمعت احدهم يصرخ بصوت عال
وقد كان مرسي زوج سمية
مرسي : بقا انت يابت تحرضي مراتي وتلعبي في دماغها وتخليها تروح تعمل فيا محضر في القسم
نوجة : ايو انا يا مرسي وان مامشتش من هنا حطلبك البوليس يجو ياخدوك للقسم ثاني .
مرسي : انت فاكرة نفسك مين يا بت انت .انا بقا حعرفك انا حعمل فيكي ايه وهجم عليها
ولكنه وجد أحدهم يصده بلكمة قوية
رفعت نوجة رأسها فوجدت نفسها تفف خلف مهاب
شعور غريب راودها لأول مرة احست بان هناك من يحميها ،شعور جميل بالأمان دغدغ قلبها .
مهاب : انت مين وايه الى بتعملو دا
مرسي : مالكش فيه ياجدع انت
انا حقي حخدو من البت دي علشان تحرم تتدخل فلي ملهاش فيه .
مهاب : امشي يلا من هنا بدل ما اطلبلك البوليس
مرسي وهو يفتح المطوى انا قلت مالكش فيه
مجدد وجدت يده تدفعها خلفه ولايزال ذاك الشعور يعبث بمشاعرها
هجم مرسي كالكلب المصعور عليهم وتشابك هو مهاب استطاع هدا الاخير بقوته البدنية الإطاحة بمرسى أرضا ولكنه لم يسلم من جرح بسيط في معصمه
أمسكت نوجة يده صارخة : ايدك اتجرحت
قريبة هي جدا تمسك بيده عطرها اللطيف يداعب حواسه ومرة واحدة يجد نفسه يقف على شاطئ البحر الازرق ،بحر عينيها انثى هي حركت مشاعره كما لم تفعل غيرها من قبل .
مهاب : يخرج صوته بالكاد : احم جرح بسيط ما حصلش حاجة
نوجة برعب : محصلش حاجة ازاي ايدك بتنزف
ثم ركضت تحضر علبة الاسعافات الاولية
وعادت تجذبه من يده حتى جلس على الكرسي وجثت على ركبتيها أمامه تضمض جرحه وكان غارق في سحر قربها ولمستها وآفاق وهو يرى الدموع تنهمر من عيناها
هل تبكي سأل نفسه وهو لا يصدق عينيه غريب تلك القوية تبكي جرحه الان
والأغرب ان دموعها تحرق فؤاده
وفجأة وقفت ومسحت عينيها بكم قميصها
وقالت : اوم معايا
مهاب : على فين
نوجة : حنروح نجيبلك حقك من الكلب دا .
مهاب : حنروح القسم، مافيش داعي انا حكلم واحد صاحبي يهتم بالموضوع
نوجة : القسم مش بينفع مع الاشكال دي
مهاب : امال حنروح فين
نوجة : وهي تغادر المكتب دلوقتي تعرف
وخرجت إلى الحارة وسارت حتى وصلت إلى أحد المقاهي وكان يجلس بها رجال يبدو أنهم كبراء الحارة يتوسطه رجل دو هيبة كأنه زعيمهم
نوجة : سلامو عليكم يا رجالة
الجميع : عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
نطق ذاك الرجل ذو الهيبة : ازيك يا نوجة يا بنتي وازي امك
نوجة : امي بخير يا معلم عبد الله و بتدعيلك بس انا لي زعلانة
المعلم عبد الله: زعلانة من ايه ومين الي زعلك وانا اجبو يبوس جزمتك دلوقتي
نوجة : وقد رفعت صوتها يرضيك يا معلم ويرضي رجالةالحارةأن حد يتهجم على مكتب سي الاستاذ مجدي، هي دي أمانة الراجل الطيب الي خيرو على الحارة كلها
المعلم عبد الله: غاضبا مين ابن الحرام الي عمل كدا
نوجة : الواد مرسي
المعلم عبد الله : مرسي برشامة
نوجة: هو بعينو ، اتهجم عليا في المكتب , و الاستاد مهاب الله يكرم اصلو دافع عني .يقوم الخسيس مرسي يضربو بالمطوى في ايدو .دا رد الشهامة عندكو يرضيكم كدا .
المعلم عبد الله : لا مايرضيناش ثم نظر إلى مهاب حق علينا يا استاذ، وابن الكلب الي عمل فيك كدا حيتربى ماتقلقش ثم نادا على أحد صبيانه وقال : تجبلي : مرسي برشامة من تحت الارض وترميهولي في الخزن بعد ما يتوضب .
ثم قال لنوجة وانت يا ست البنات : حخلي الواد دا يبوس نعل جزمتك قدام الكل
نوجة : لا مش عاوزة منو حاجة، بس عاوزة منك ومن رجالة حاجة ثانية
المعلم عبد الله: اامورينا .
نوجة : لأمر لله وحدو ،البنت سمية مراة المخفي مرسي
المعلم مرسي : مالها
نوجة : عوزاكم تحموها منو ابن الجزمة ممرمطها معاه ضرب واذية في الرايحة والجاية
وهي ياعيني مالهاش حد غيركم بعد ابوها الله يرحمه.
ودي أمانة بردو ولا ايه يا سيد الناس .
المعلم عبد الله يضرب على صدره: عندي والبنت سمية من هنا ورايح واحدة من بناتي وانت زيها يا نوجة
نوجة : ودا العشم برضو، بالاذن احنا بقا
العلم عبد الله : لا والله تاخدو واجبكم الاول
نوجة : اعفينا يا معلم عندنا شغل والله خليها مرة ثانية، وسارت رفقت مهاب الذي كان ومازال لايفهم كيف كانت تبكي مند قليل وكيف وقفت امام أعتى الرجال تاخد حقه وحقها بكل شجاعه .
غريبة انت يا نوجة بقوتك وبضعفك تهزمين جبروت مشاعري .
انتهى الفصل الثالث .
الحقوني ماعرفتش اعمل الالبوم
مع اني حاولت حد يساعدني زي المرة الي فاتت
.وشكر مسبق
رأيكم مهم