فرشاة وحشية

27.4K 455 29
                                    

أجفله صوتها البارد حقاً ليخرجه من دوامته الخاصة .. تحرك جلاء وغضبه أخيراً يتحرر من قفصه الذي روضه فيه خلال الساعات القليلة الماضية فاقترب منها دون تفكير وقبض على ذراعها بغضب وهو يسألها بنبره منخفضة خطيرة "أنتِ متواطئة معه ؟!أنتِ من جهزتِ تلك الخطة الغبية لتوقعي بي ..لتفرقيني عن المرأة التي وعدتها بالزواج حقا ً..لماذا؟؟"
علامة استفهام خرجت صارخة غاضبة بينما عيناه تطلق شرراً متوعداً كأنه نمر بري وجد نفسه فجاءة محشوراً داخل شباك صياد ماهر وأدرك بعقله أن لا خلاص!"
حاربت لتتحرر منه ..شهقت مذعورة لوهله وهي تراه يحاوطها بجسده مرجعها للخلف إلى أن سقط كلاهما على الفراش ..عيناه المشتعلة كشمس يوم صيفي حار أتى برسالة من جهنم جعلت للحظة لحظة واحدة الخوف يتملك منها ..يداه القاسية كانت تُكبل كلا يديها التي قاومته فوق رأسها بينما يقول بنبره أكثر خطورة
"قديماً أدخلكِ عزيز في اللعبة ولم أتردد لحظة لضره فيكِ ..فأخبريني الأن ما الذي يمنعني من تدميركِ آيتان ..أن اتشرب روحكِ كما سأنتهك جسدكِ!!ثم أطلقكِ ليلة زفافكِ وأعود من حيث أتيت وهذه المرة فضيحتكم ستكون الى الأبد ؟؟"
احساسها بيده وثقل جسده القاسي فوقها وكلامه الفج المتوحش يخترق أذنها جعل أحاسيس مجنونه تتصارع داخلها وتجعل كل تماسكها يطير في الهواء .. لقد كان قريباً منها للغاية .. قريبا إلى حد جعل قلبها ينتفض بخفقان عنيف جعل أنفاسها تتلاحق ..أخبرته من بين أسنانها
"جبان مجرد طفل أحمق ..جبان لا يجيد إلا الهروب وكلنا يعلم أنك لن تستطع فعل شيء أو أن تأخذ مني ما لا أريد منحك إياه"
لوى فمه باستمتاع بينما يحجب ألماً من نوعٍ أخر ..ألم الوحيد المتسبب به هو عزيز العاشوري!! شفتيه لمست أذنها وهو يخبرها بخفوت
"هل تراهنين أنى لن أستطع اخذ ما أريد منكِ ؟! أم هل أذكركِ بما كان منكِ أخر ليلة بيننا في باريس؟"
أطلقت شهقة خافتة فضحت ذكرى لم ينساها كلاهما فأغلقت جفنيها لثواني معدودة تحاول أن تسيطر على قلبها الخائن وقنواتها الدمعية الغبية حتى لا تبدي أي رد فعل آدمي أمامه ..فتحت عيناها السوداوين سريعاً لتخبره من بين أسنانها "ابتعد عني جلاء ..صدقني لن يفرق معي كونك تنال منى أي شيء أم لا ..أما عن طلاقك مني فالشاة لا تذبح مرتين ..مرتك الأولى كانت أكثر من كافية ..أما هذه المرة لن يذبح أحد إلا أنت ودجينتك الغبية, هل تعتقد أنى وضعت تلك الملايين في عقد الزواج من أجل مظاهر اجتماعية ؟ بالطبع لا بل لأطاردك بها وأزج بك في السجن لعلمي أنك وصعلوكتك لا تملكان حتى قوت يومكما"
تمتم: "توقفي عن استفزازي ..أنتِ الطرف الضعيف هنا"
أجابته بقوة تنبع من داخل ذكرياتها القديمة
"كنت يا ابن عمى الطرف الضعيف الساذج ..ولم أعد بفضلك"

فرشاة وحشية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن