الفصل الرابع

13.6K 308 14
                                    

فتحت آيتان جفنيها مستشعره وحدتها في الغرفة, مدركة برودة الأرض وقسوتها تحتها ، ظلت ساكنة مكانها لدقائق ، جامدة العقل والتفكير ، حواسها مغلقة تماماً ، تحدق في البعيد متذكرة بقسوة كل لحظة عاشتها بين ذراعيه بالأمس ، شيئاً فشيئا كانت تعود الى واقعها المحيط بينما تنقلب على ظهرها تحدق في السقف الخشبي ، أغلقت عيناها بقوة للحظات طويلة بينما تستشعر تلك الملاءة الحريرية حولها ، جذبتها حولها بينما تعتدل أخيراً من رقدتها وهي تطلق تأوه مكتوم ..تحاملت على نفسها بينما تحاول النهوض مدركة حاجتها لحمام طويل دافئ لتزيل عنها آثار ألوان جلاء التي تغطيها ولكن كيف يمكنها ازالة تلك الكدمات التي تظهر بتفرق على جسدها؟ كيف تزيل صك امتلاكه الذي منحته له راضيه؟ لن تخدع نفسها و تبكي ألم الخسارة ..ربما كان يشعر بانتصار أحمق ولكنها تدرك جيدا أنها هزمته, نجحت في أسر وحشه المتمرد ، جعلته يقر معترفاً أن هناك نقطة ما مجهولة تسيطر فيها على دقات قلبه وتفرض قيدها ولن تستطع سواها أن تصل إليه يوماً ..فجلاء يكره الضعف ويستفزه تحديها وقوتها ووحشتيها في لقاء غرامهما .

وتحت المياه الدافئة سمحت آيتان لدموعاً تحرق عيناها بالهبوط فتجري مُحرِقة وجهها ..تسابق ألوان جلاء التي تختلط بالماء المنهمر فوقها سامحة لنفسها بتصديق اعترافه المتواري "أن عشقه لها عاصف ..ضاري ، بدائي صارخ ..كانت تجاهد حقاً أن لا تتذكر الدفء الذي استشعرته والأمان الذي أحسّته ، أمان رحابة صدره ..قُبلته و...و همسه العنيف في اذنها بتلك الملكية الغريبة"

أربع سنوات أدمنت هذا الرجل حتى وهو في منفاه ولم تستطع العلاج يوماً أو ربما هي لم ترد من الأساس!!

...........................

وكأن ما حدث بينهم بالأمس لم يحدث من الأساس ..المستفزة مازالت في تحديها و جنونها المنفلت لقد تطرفت تماماً وهي تقف أمامه بشورت قصير وبلوزة حريره ضيقة تكشف صدرها وذراعيها باستفزاز له وقد تذوق بالفعل معنى أن تكون تلك المتوحشة في نقطة لقاء معه!!

"أنا أريد الذهاب من هنا لدي عمل بالفعل وشركة أديرها، أنا لست صعلوكة مثلك تنتظر صفقةً ما لتحصل على بعض المال"

لم يعيرها جلاء أي اهتمام يذكر بينما يتحرك بسلاسة الى البار الصغير ليضع الأطعمة في أطباق وأخبرها بفتور

"هناك مطعم في السوق القديم بمدينة شرم الشيخ يقدم بط بالطريقة الشعبية أكثر من ممتاز، لقد أرسلت في طلبه عندما كنتِ نائمة، هل تتناولينه معي هنا أم في الخارج"

وجهها تكلل بحمرة خجل تلقائية عندما تذكرت أين نامت وكيف استيقظت فأخبرته بتوتر "أنا لن أتناول معك شيء، من فضلك أعدني جلاء، والدك بالتأكيد سيجن لاختفائي"

حمّل جلاء الأطباق بين يديه وسار نحو الخارج بينما يقول بجفاء "لا، أنتِ مختفيه معي وبالتأكيد أمرنا لا يخصه اطلاقاً"

فرشاة وحشية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن