في ليلة باردة من ليالي الشتاء في إحدى الدول العربية, كان الشاب يجلس بباحة المنزل وهو يحتسي كوب الشاي الساخن وذلك من عادته، ومنغمس في تفكيره فانسكب عليه الشاي موقظا إياه من شروده ليقف مسرعا إلى غرفته وهو يلعن حظه، غير ثيابه وعاد إلى الباحة ليجلس إلى أن داهمه النعاس ذهب واستلقى على سريره ليستسلم إلى النوم.
في صباح اليوم التالي تسللت أشعة الشمس بعد أن قاربت على توسط السماء ليفتح النائم عينيه ويقف ذاهبا إلى الحمام استحم وارتدى ثيابه وذهب إلى المطبخ ليجد أمه واقعة في هم ما ستطبخه على الغذاء وعند ملاحظتها لدخوله حيته ووضعت صحن البيض أمامه وقطعة خبز بدأ يأكل ثم سألته "هل صليت؟" "نعم" "متى؟" "قبل أن آتي". وهل صلى قبل أن يأتي؟ لا, هو لم يصلي هو يكذب على والدته. احتسى قهوته السوداء كسواد حياته على حسب قوله دائما، هو لم يكتشف بعد سبب سواد حياته. خرج ليذهب لأصدقائه الذين دائما ما يجدهم أمام المقهى الذي بشارعهم "أهلا أمير" "أهلا, كيف حالكم يا أصدقاء؟" "بخير, وأنت؟" "بألف خير" "هناك حفل الليلة هل تأتي؟" سأله أحدهم "أين سيقام؟" "بقصر السيد حاتم" "حسنا" ثم أخذ كل منهم يروي ما جرى له البارحة، ثم ذهبوا لأحد المطاعم وتغذوا سوية وبعد انهائهم الطعام عاد كل منهم إلى منزله لتحضير نفسه للحفلة. دخل أمير إلى المنزل ليجد أخته قد عادت، نعم أمير له أخت تصغره بأربع سنوات (يبلغ من العمر 24 سنة) "ألا تدرسين مساء؟" "لا" همهم لتجلس بجانبه "اشتقت لك أمير, منذ مدة لم نلتقي" "وأنا أيضا اشتقت إليك" هما لا يلتقيان إلا قليلا لأن معظم وقته يقضيه خارجا ولا يعود إلا ليلا, ثم جلسا يشاهدان التلفاز معا. حان وقت تجهزه للحفلة فوقف وصعد إلى غرفته ليجهز نفسه ثم خرج متجها نحو قصر السيد حاتم.
في الحفلة دخل أمير واتجه نحو أصدقائه. طلب كوب خمر وجلس معهم وبينما هو يشرب تجلس جنبه فتاة لم يكترث لوجودها, وذاك ما جعلها تستشيط غضبا لتجاهله لها بينما صديقه يتغزل بها وأمير صامت بقي في الحفل إلى أن تجاوزت الساعة منتصف الليل فوقف مغادرا ليأتيه صوت أحد أصدقائه "إلى أين؟" "لقد تأخر الوقت ستوبخني أمي" أحس بالإهانة وهو يقولها ولم يحس باحتراق قلب أمه عليه خوفا من أن يصيبه مكروه, بل فكر في توبيخها له. غادر القصر مسرعا وعاد إلى المنزل دخل فوجد أمه تصلي تفاجأ أتصلي في هذا الوقت؟ أي صلاة تصليها؟ يعرف أن هناك خمس صلوات وتصلى قبل أن ينتصف الليل لكن الآن تجاوزت الساعة منتصف الليل فأي صلاة هي تصليها؟انتبه وأمه تقترب منه وملامحها تبدو سعيدة "الحمد لله" "ماذا؟" "عدت سالما" "كم من مرة أقول لك يا أمي لا تخافي علي أنا دائما أعود سالما" "ورغم ذلك سأخاف لا أعلم ما سيحدث لك" تأفف وأكمل طريقه. كرهت من تجاهل ابنها لم يكلمها بصدق أو بحب يوما دائما يقابلها بالبرود هي سئمت منه سئمت من تجاهله سئمت من تصرفاته غير المبالية حتى أنه ينفر منها ويحاول دائما تجنبها لم يحاول يوما مراضاتها ولم يستيقظ يوما وقبل رأسها لم يفعل يوما شيئا بصفته ابنها كل ما يفعله هو الصراخ في وجهها وتجاهلها وعصيانها سئمت منه حقا. غير ثيابه ثم نزل إلى الفسحة تأمل قليلا وعاد إلى المطبخ ليجد كوب الشاي فوق الطاولة دائما تتركه له وتنام هذه هي عادتها التي ألفت عليها دائما. خرج إلى الفسحة ثانية وجلس على الطاولة التي بها وأخذ يشرب الشاي, ووقف بعد أن أنهى شايه ليعيد الكوب إلى المطبخ ويصعد إلى غرفته وينام.
أنت تقرأ
ٻدوٌڹ ﷲ أڹټ ڷٱ ڜﻲء
Teen Fictionابتعد عن الله وستنقلب حياتك رأسا على عقب -ارجو ان تستمتعوا بقراءتها -هذه أفكاري لا أسمح بسرقتها