N:2

113 31 57
                                    

_وعندما دخل كانت الصدمة...

أمال التي كانت حبيبته (أكدوا على كانت) في حضن رجل آخر اليوم وجد إجابات لكل تساؤلاته, اليوم عرف حقيقة أمال التي كانت تدعي الحشمة والحياء وكما يقال {ما يخاف أحد من شيء إلا وأنه يرتكب ما أعظم منه} بمعنى أنها كانت تدعي الحياء إلا أنها في الحقيقة ترتاد الملاهي دائما, اليوم عرف من يصاحب وبمن كان يضع ثقته, كان يثق بها ثقة عمياء وهو لا يعرف ما تخبئ له لا هي ولا الأيام, كان يكمل الطريق وهو جاهل لحقائق من يصاحب. استفاق من شروده على صوت صديقه الذي يناديه يلوح له. سار إلى المكان الذي جلس به أصدقائه ليجلس معهم وقف ليطلب كوب خمر ليتفاجئ بأمال تفعل المثل, أما هي فاندهشت ولم تجد كيف تخبئ نفسها منه, وعندما حاولت الرجوع جاءها صوته الخشن "لا تخافي لن أفعل شيء" وقفت متسمرة مكانها ولم تجد بما تجيبه "لا تخافي لن أفعل لك شيئا, فقد عرفت نواياك وحقيقتك وتأكدت منها" تفاجأت مما يقوله, أما هو فقد أكمل طريقه وعاد إلى حيث يجلس أصدقائه.

وأمال أكملت طريقها بعد أن بلعت ريقها وعادت إلى الرجل وأعطته الكأس. نعود إلى أمير الذي بقي يفكر فيها كيف تفعل له هذا؟ طعنته في ظهره بعد أن أعطاها الثقة, هو لم يسمع بمقولة [إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة] وربما معظمكم لم يسمع بها, لكنكم ستقولون أي مقدمة هو فيها؟ سأجبكم ببساطة, رغم أنه شارب خمر (سكير) إلا أنه في حياته ما اعتدى على فتاة لا بالضرب ولا بغيره, على عكس أصدقائه الذين قاربوا أن يتموا 20 فتاة مغتصبة من طرف كل منهم.

بقي يفكر بينما أصدقائه يتغزلون بالفتيات. استيقظ من شروده ونظر إلى الساعة ليجدها قد قاربت الثانية فجرا فخرج متجها إلى المنزل. عاد وكعادته يجد أمه تصلي ودائما يطرح سؤال {أي صلاة تصليها؟} لكنه لم يسألها يوما عن إجابة السؤال, حمل شايه واتجه نحو الباحة ليجلس ويحتسي شايه هو يشاهد النجوم, لم يمل منها كل ليلة ينظر إليها ويبقى كذلك إلى أن ينهي شايه. وقف وأعاد الكوب إلى المطبخ وخلد إلى النوم والساعة تقارب الثالثة فجرا.

في صباح اليوم التالي, أو بالأصح الساعة تقارب الواحدة زوالا, استيقظ أمير من نومه واستحم وغير ثيابه نزل ليتناول فطوره الصباحي بينما عائلته تتناول الغذاء ليأتيه صوت أبيه "هذه آخر مرة تعود فيها متأخرا المرة القادمة ستعاقب" لم يجبه بل أكمل صحنه ووقف ثم خرج, فاستشاط أبوه غضبا من تصرف ابنه.

عند أمير خرج متجها كالعادة المعتادة إلى أصدقائه الجالسون أمام المقهى كعادتهم لكنه على عكس العادة لم يجلس معهم بل دخل إلى المقهى
طلب كوب قهوة وجلس على إحدى الطاولات وهو يفكر [هاهم كل من أضع بهم الثقة يرحلون واحدا تلو الآخر ابتداء بخالي الذي عاش بالخارج ولا يزورنا إلا مرة في السنتين, وعمي الذي كان يعيش في هذه المدينة غادر إلى مدينة أخرى وقلل من زيارته لنا, أما خالتي (أم أحمد) فهي تعيش بالمدينة المجاورة ولا نلتقي إلا بعد شهر أو اثنين. والآن حان دور أمال لكي تتركني, ماذا فعلت حتى أعاقب هكذا, يال هذا الحظ لم يساعفني و لم يحالفني يوما, لقد سئمت من الحياة مللت من حوادثها, دائما هي ضدي لم تقف معي يوما. من التالي يا ترى؟] بقي السؤال {من التالي يا ترى؟} يدور في رأسه وحتى إن حاول تغيير تفكيره مرتين وثلاث ورباع لكنه لم يستطع فعلها. أصبح باردا اتجاه الحياة, يقبل ما يأتي منها من مكروه كأنه يعلم بأنه آت.

ٻدوٌڹ ﷲ أڹټ ڷٱ ڜﻲء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن