البارت الثاني

125 3 0
                                    

معــذبتـي / ٢

الاب ... الآن أريد منكم يا أبنائي ان تصغوا لما سأقوله لكم .. تنحنح ثم اردف بصوت مهاب ..
استجد أمراً ما  وأود منكم أن تطلعوا عليه ..
وأن تساندوني فيه وتدعموا قراري ....
نظر امجد لابيه  وشاط غضباً ....
إذن فوالده لم يدع الأمر يمر مرور الكرام ...
ووقف حين تأكدت ظنونه قائلا...  انا متعب جداً وبحاجة للراحة ...
أشار له والده بيده ... أجلس يا أمجد لن تذهب من هنا حتى نضع النقاط على الحروف ..
اجلس ياامجد ولا داعي للتهرب فكما تعلم ..
إن الأمر يعنيك انت ..والقرار قد اُتخذته ولا تراجع عنه .....
زادت حيرة أخوته فهم الى الآن لم يتبينوا ماهية الموضوع ... وما علاقة أمجد ...
رد أمجد ... ابي ارجوك دعني امضي حباً في الله أنت تعلم مسبقاً ردي بخصوص هذا الشأن ...
غضب الاب وشهر سبابته نحو أمجد وصاح بصوتٍ عالٍ ....
منذ متى وانت تعصي أوامري يا امجد منذ متى وانت تقف في وجهي ...
انزل امجد راسه خجلا وغضبا ثم جلس
الاب … اسمعوني جيداً ..صحيح ان الموضوع خاص به ولا يعنيكم ولكن هذا لا يمنع ان تكونوا على علم وإطلاع فكلكم عندي سواسية انتم عائلتي ولا املك من الدنيا سواكم مايفرحكم يفرحني وما يحزنكم يحزنني ...
قلق الاخوة كثيرا وانشغل بالهم فمازال الاب يتكلم بالمقدمات ولم يدخل بصلب الموضوع للآن
التفت الاب صوب بناته وقال لهن ...
اريد من كل واحدة منكن أن تتفرغ وتجد يوماً مناسباً لتذهب مع امها لتبحث عن فتاة مناسبة لشقيقكن امجد ....
في البداية صدمة أصابتهم لثواني ثم عم الهرج والتهليل ...الكل إبتسم وفرح وشرعوا يتناقشون بالموضوع .....
إلا ان أمجد حين رأى إن الكل يؤيد والده ...
انفض بسرعة وقال ...
يكفي ياأبي الى هنا وانهي الموضوع رجاءً ..
فلا يحق لك او لكم .. ان تقرروا  عني
لا يحق لأحد منكم ان يرسم لي حياتي
ويحدد خط سيري على هواه ...
هذا يكفي الى الآن ... لم اجادلك لعلك تتراجع عن قرارك ولكني اراك قد خططت لكل شيء وما عليّ  الآن سوى تنفيذ اوامرك

إنصدم الجميع من ردفعل امجد ...
كيف يكلم والده بهذه الطريقة وبهذه الصيغة
وكيف علا صوته صوت والده ...كيف أمجد تجرأ كيف استطاع فالكل يعلم إن امجد اشد اشقائه إطاعة لوالديه ...لا يرفض لوالده طلب مهما كان وكلمة والده تعني خط أحمر بالنسبة له ..
امجد يحترم والده بشدة ليس فقط لأنه أباه وانما لانه صديقه المقرب .. والده شخص حكيم يعلم مايقوله ومايقوم به ...كيف تجرأ ان يقف بوجه اباه الآن
الاب بثقة … إفعل ماشئت يابني فألامر صدر وهو
قيد التنفيذ وكما أخبرتك مسبقاً أني لن اتراجع
عن هدفي هذا فلا تتعب نفسك عبثاً
وغداً ان شاء الله ستذهب امك وشقيقتك الكبرى  
ليبدأن بالبحث لك عن عروس ..!!
ثم إلتفت الأب نحو زوجته وبناته ...
وهو العارف بشخصية إبنه حق المعرفة ...
وقال لهن لن تبحثن عن زوجة له في بيوت الاقارب اريد له فتاة غريبة عنا ولا تقربنا ....!!
الاب … إستبرق ياإبنتي إستأذني  من زوجك لتذهبي مع والدتكِ غداً كما إتفقنا..
ثم وجه كلامه لوسام وقال له .. مهمتك هي أن تتفرغ في أوقات ذهابهن لرؤية الفتيات...
لتذهب بهن الى ان يجدن الفتاة المناسبة لأخيك
ثم إلتفت صوب امجد واكمل قائلاً .. أمجد يابني ياحصيلة عمري وكنز ايامي ..هدئ من روعك
وتقبل الامر ولا تزد عليه فإنه لمصلحتك أولاً وأخيراً فأنا قد كبرت والعمر قد اخذ مني مأخذه ويوشك مابيّ قوة وصحة أن يتلاشى

معذبتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن