"ها هي ذي الحالة."
قالت الممرضة وهي ترشدني نحو الغرفة التي تحتوي على الحالة.
كان شابًا في الثامنة عشر كابني الأصغر، مربوط جيدًا وعلى وجهه المتورد إمارات إعياء، عينيه الجمريتين أهدابها رطبة وجبينه متعرق حتى جعل شعره الأشقر ملتصقًا بجبينه.
خرجت الممرضة وتركتني معه وحدنا، فأخرجت شريط التسجيل ودفتر ملاحظتي ثم نظرت اليه.
"أرجوكِ، انقذيني!" خرج صوته واهن بين أنفاسه الثقيلة.
"لا تقلق، نحن والمجتمع الطبي نبذل أقصى ما بوسعنا لنجد العلاج، سآخذ منك بعض المعلومات الضرورية وحسب." حاولت طمئنته.
"ماذا حدث؟ وكيف شعرت تحديدًا؟" سألته بعد بعض الوقت.
"حدث شجار بيني وبين حبيبتي حول شيء ما، كنت غاضبًا، ثم أصبحت رؤيتي ضبابية، ولم أعي ما حولي وكأن جزء من ذاكرتي قد محي، ولكنني وجدتني قتلتها وفي يدي زجاج مهشم. شعرت بصداع قوي بنصف رأسي الأيمن ثم فقدت الوعي." انكسرت نبرة صوته عند النهاية وترقرقت عيناه بالدموع.
"هل تتناول نوع معين من الأدوية، أدوية اكتئاب، شيء من هذا القبيل؟" سألته وأوما بالنفي
"هل تتناول أي نوع من المخدرات؟" نفى مجددًا
"هل شخصت بأي مرض نفسي من نوع ما مسبقًا؟" عدت مجددًا اسأله ونفى مجددًا، الأمر يزداد تعقيدا.
قمت بعدة اختبارات للصحة النفسية، لكن جميعها دلت على أن المريض لا يعاني من حالة غير طبيعية، بل علي العكس هو يبدو صحيحًا تمامًا، طبعًا عدا صدمته العصبية مما حدث.
هذا الشاب حسب تحقيق الشرطة كان متواجدًا في مطعم ما في الساعة الواحدة ظهرًا مع حبيبته وبشكل مفاجيء دخل في نوبة ضحك هستيرية وجحظت عيناه وبرزت عروقه، ضربها بزجاجة ماء فوق رأسها مرتين وبدأ يضربها بعنف حتى خنقها حتى الموت، وعندما توقف عن الضحك عاد لوعيه، فدخل في نوبة رعب عن أثرها فقد وعيه. في نفس اللحظة خرج أحد طهاة المطعم بسكين مغطاة بدماء زملائه من الطهاة وعليه نفس الأعراض مما أدي لفزع زائد لمن في المطعم وهلعهم خارجًا.
وعند حضور الشرطة وجدوا الطاهي قد مات بسكتة قلبية.
هذه الحالات الغريبة انتشرت مؤخرًا بشكل جنوني في أماكن عدة منذ حوالي شهرين، وعلى إثر ذلك، تجمع مجموعة هائلة من الأطباء والعلماء لمناقشة هذه الظاهرة الغريبة.
"ستبقي في حجز المشفى لبعض الوقت، لنطمئن من عدم تكرر-" لم أكد أكمل الجملة حتى بدأ يضحك وتورد وجهه فبدت عيناه كأنها ستخرج من محجريهالدرجة أنني شعرت أن عروق رقبته وصدغيه ستنفجر. بدأ يحاول التخلص من قيوده، ضربت حينها جرس الطوارئ واثر صوته دخل بعض الممرضين بينما هرعت أنا خارج الغرفة علي عجل.
أنت تقرأ
حمى الضحك
Short Storyإذا سمعت صوت الضحك، فعلى الأغلب سيخطر على بالك أن الضاحك قد يكون يشاهد فيلمًا كوميديًا، سمع نكتة، أو حتى قد وضع في موقف محرج قهقه ليخفي إحراجه منه، وقد ترغب بالالتفات لعلك تضحك معه أيضًا. ستكون ساذجًا حينها.. إذا سمعت صوت قهقهة مفاجيء.. فاهرب لتنجو...