٢

267 59 47
                                    

وقفت أمام تريس فاقد الوعي بعد أن ضربته آن على رأسه بمطفئة حريق التي رمتها بسرعة على الأرض لتركل سكين كانت بالقرب من يده بعيدًا.

كانت ترتجف وتضع يدها على قلبها ثم اجهشت بالبكاء.

"رأيتِهما؟" سألَت بصوت متحشرج فأومأتُ بالإيجاب.

"لا يوجد وقت للحزن، أسرعي وساعديني على وضعه في غرفته وربطه." عاودت الحديث بسرعة وأنا أحمله من ذراع فأسرعت تحمله من الآخر وجررناه نحو غرفته وباستخدام بطانية السرير قمنا بربطه بالمضطجع وأغلقنا باب غرفته بالمفتاح.

اتجهنا لغرفة الجلوس ورفعت الهاتف متصلةً بهنري فورًا وطلبت منه الحضور بسرعة مع سيارة إسعاف.

وصل هنري وبمساعدة رجال الإسعاف حملنا ريك وكولين نحو المشفى وأخبرته بكل شيء حدث

"لا يجب لأحد أن يعلم بهذا الشأن أبدًا! تعلمين أن الناس تظن أنه مرض معدٍ وإن عرف أحد سوف.. " قال هنري وعلى وجهه الفزع.

"لا أنوي أن أفعل" أجبت.

نظرت إلى قفل باب المنزل بشرود بينما هنري يتحدث مع آن، حينها خطرت لي فكرة لنغطي على ما حدث.

قمت بكسر أقفال مدخل المنزل وعملت على أن يبدو واضحًا حدوث إقتحام.

ادعيت أمام رجال الاسعاف ورجال الشرطة في اليوم التالي أن هناك ضاحك اقتحم المنزل وقتل زوجي وابني الأكبر وهرب.

وهذا ما قلته أيضا للجميع عندما حضروا العزاء لاحقًا.

***

جلست فوق مكتبي ورائحة قهوتي الموضوعة على المكتب تشعرني بالحنين للمنزل، أخذت أدلك بأناملي جبيني محاولة تخفيف صداع رأسي الذي يساعد على منعي من التركيز.

لقد مر أسبوعان بالفعل على ما حدث ولكن كان عليّ العودة للعمل؛ فهو الشيء الوحيد الذي سيمنعني من الوقوع في فخ الإكتئاب. أنا الآن عازمة على إيجاد سبب المرض أكثر من أي وقت مضى!

دخل هنري عليّ المكتب بعد أن طرق، وولج بهدوء ليقدم لي ملف يحوي أوراق طلبتها منه.

عندما وضعت عويناتي لاقرأ الملف استهجنت ملامح الشفقة التي كان يرمقني بها رغم أنه حاول أن يكون ذلك بالخفاء، ولكن حالتي النفسية لا تسمح لي بالقيام بأي ردة فعل.

"هذه هي ثالث حالة تتوفى منذ الأمس، بالطبع دونًا عن ذكر الضحايا الذين يلقون مصرعهم بسبب الحالات." أكّد على المعلومات الموجودة بالملف.

"هل أكّدت الموعد على أسرة الحالة؟" بدا صوتي  منهكًا وظهر على هنري أنه لاحظ ذلك.

"أنتِ بخير؟" تسائل وفي عينيه نظرة قلق غير مصطنعة، جعلت استهجاني السابق منه يتلاشى.

إن هنري كابن لي، بالرغم من أنه لم يمر سوى خمسة أشهر على عمله معي كمساعد إلا أنه أصبح مقربًا لي كثيرًا. بالإضافة إلى أنه مقارنة بمساعدي الذي سبقه فهنري ألطف بكثير، مع أنني لا أستطيع التغاضي عن نظراته التي يوجهها لابنتي آن.

حمى الضحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن