*باب الحياة*

28.6K 919 49
                                    

مقدمة صغيرة
.
.
.
.
ليلة حالكة ينير جوفها ذلك المصباح المنير المتسمر بالأفق.. الذي لا يكتمل جماله بدون تلك الحلي التي تزين ثغره.. منظر يأسر القلوب.. لكن هناك من ينافس ذلك المنظر الآسر بل وحتى لا يبدو شيئاً معها
نعم إنها فتاة أو بالأحرى ملاك بصورة إنسان..

صمت.. هدوء يسود أزقة تلك المدينة الصغيرة
لا يسمع إلا صوت الخطوات السريعة لتلك التي تناجي للهرب أو الإختباء..
جسدها المرتعش الأبيض الملطخ بجروح وندوب سنين وسنين تستر نعومته... خصلات شعرها المنافسة لسواد الأبنوس التي تتسابق مه تيارات الريح المنسدل على ظهرها حتى نهاية خصرها ... ثيابها المهترئة المبللة بالدماء...خصر ممشوق يمكنها من جعل أي رجل يركع تحت قدميها لنظرة من سوداويتها...
مشاعر الخوف و فرح الحرية تستحوذ القلب.

Flash Beck

جسد عار يستره ملابس داخلية سوداء فوق أرضية باردة حد اللعنة مكبل بقيود مسمرة على الحائط..
جروح طبعت ولازالت تطبع بجسدها و ذاكرتها
مالذي فعلته لتحصل على هذا العذاب..من بسنها
يعيش مراهقته بسعادة.. يملك أحلام يهدف إليها
يقع بالحب... ينام ويستيقظ على حنان العائلة وحب الوالدين.. أهذا ما تحصل عليه عند وفاة والديك
ويتركونك بوسط عذاب ...لا يحتمل..

فرقت بين رموشها الطويلة لتفتح عينيها بهدوء
وبذات الثانية تدخل تلك العجوز التي خانها العمر مع ذلك لازالت تحاول إطالته بلباسها الذي يظهر أكثر مما يخفي.. مساحيق التجميل الطاغية على وجهها
الذي استولت عليه التجاعيد..
تقدمت بكعبها العالي الذي يترك صداه بالمكان
لتنحني لتلك التي تناظرها بملامح باردة كالعادة..
اعتلى وجهها ابتسامة واسعة ساخرة على ذلك الملاك المقيد..
"صباح الخير عزيزتي.. اووه أقصد مساء الخير.. فقد حل الليل و أنتي لازلتي نائمة.. اااه يالغبائي نسيت أنكي محبوسة ولا تستطيعين معرفة الليل من النهار"
تحدثت بحنان مصطنع وهي تمسد على شعر الأخرى

"إذا كيف حالك بعد عذاب 3ساعات بالسوط.. وجوع يومان؟"تحدثت بنبرة يطغاها السخرية للقابعة أمامها التي لاتزال محافظة على برودها.. وتقابلها بالصمت كالعادة..
لتحرك أناملها لوجه ذلك الملاك المملوء بالدماء والجروح ولكنها لا تنفي شيئاً من جمالها الذي يجعلها متمكنة من إيقاع رجل بنظرة واحدة..
"اللعنة.. كل هذا لعذاب ولازلت فاتنة..المهم يا إبنة
أخي العزيزة.. هل لازلتي على عنادك أم ستوقعين على العقد؟"نطقت وهي تضغط على فكها بقوة
كأنها تنوي تحطيمه..

"وهل فقدت عقلي لأنقل لكي تعب والدي لسنوات
بدقيقة واحدة.. هه أفضل الموت على هذا"

أخيراً حررت كلماتها لتردف بكلامها الذي جعل من العجوز تصل لأعلى حدود غضبها.. فهي عازمة على الموت في سبيل إنقاذ ثروة عائلتها التي حرمت منها عمتها عندما تبرأ منها جدها بسبب جلبها للعار للعائلة بانضمامها لعصابات توزع المخدرات واستعمالها لشركة والدها لنقلها وعندما كشفوها قررو التبرأ منها بدون إدخالها للسجن لعلها تعود لصوابها..
لكن لا بل أصبحت مهووسة ومدمنة لها فقررت قتل والدها الذي حرمها من الميراث.. قتلته بكل دم بارد
وعندما علمت أن ثروته نقلت لإبنه الوحيد وزوجته ألا وهو أخوها قامت بافتعال حادث لهما كي تصبح الثروة باسم ابنتهما الوحيدة وقررت تعذيبها بما أنها صغيرة وضعيفة ولاتستطيع فعل شيء إلا أن الأخرى لم تستسلم بل كافحت لحفظ ميراث العائلة وتعبهم الذي قتلوا في سبيله.7سنوات من العذاب وهي تتحمل وتردد جملة والدتها التي كانت ترددها لها دائما.. *وراء كل صبر أمل.. فالنور من رحم الظلام سيولد.. وستقذف البنادق الحرية بدل اللهب..
وسيفتح باب الحياة مهما أطال الدرب*

ثوان ليستدير وجهها للجهة الأخرى بسبب الصفعة التي تلقتها من الملقبة بعمتها وكالعادة تستقبلها بالهدوء والبرود..

"لا تلومي إلا نفسكي إذاً كيم هانا..اااه وصحيح
بالمناسبة بقي شهر لبلوغك 18سنة وستصبح الثروة باسمك رسمياً...لذا لا تنتظري مني الرحمة بهذا الشهر بل ستشتهين الموت ولن تجديه"نطقت بكل حدة لتدلف خارج الغرفة أو الأصح السجن.

دقائق ليرتد صدى صوت الباب الخارجي يغلق
لترتسم على وجه ذلك الملاك إبتسامة لم تظهر لسنوات طويلة..

"اااه أظن باب الحياة قد فتح أخيراً أمي"
امتدت يدها لتحمل ذلك المفتاح المخبأ بداخل حفرة بالأرض كانت قد خبأته قبلا.. لتحرر نفسها من تلك القيود اللعينة وهي تنافس آلام جسدها المتعب..
دلفت خارج السجن لتتوجه لغرفة تلك العجوز الشمطاء... فتحت خزانتها لفتح درج سري..
بداخله مفتاح آخر..
"غبية ظنت أنني لا أعلم بوجود مفتاح إضافي للمنزل"
لتمسك بفستانها المهترئ فهي تفضله على ملابس تلك العاهرة...
نزلت بسرعة متجاهلة آلامها.. اللعنة على كل شيء
أخيراً ستتحرر.. أخيراً ستبتسم لها الحياة
فتحت الباب بيدها المرتجفة وسعادتها لا توصف
أخيرا  ستنتصر الشمس بجوف الظلام..

Flesh Beck End
.
.
.
انتهى البارت ^_^

أتمنى أنه نال إعجابكم.. إن كان كذلك فأرجو منك الضغط على زر الفوت..

قيدني بحبه "Jk" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن