٢

1.2K 20 0
                                    


تُفسِح لها مكاناً لتجلِس إلى جانبها بهدُوء ومازالت تُغطّي وجهَها الباكِ بكفيّها , تنظُر شهد إليها ؛ تنطِق بصوتٍ يدسّ حشرجتهُ بالهدوء : تُقوى
تقوى بنبرة أخفَض حِدّتها البُكاء : نعم
تضمّها إليها فِي صمت وتُقبِّل رأسها : معليش ..
فتعُود لتنخرِط في بُكاءٍ طويل
وتقُول بعد ذرف دموع طال : مَالا بتعاملني كِدا , قتلت لِيها زول !
تبتسِم شهد وتعُود لتضمّها بشدّة تُهدئ رَوعها : حبُوبة عشان ما أحِس بالتمييز .. أو اليُتم؛ بتعمل كدا , بدون ما تحسّ إنها بتضايقك صدّقيني
ترفَع رأسها ببطء بعد سماع تِلك الكلمة وتنظُر إلى شهد بُحزنٍ جَليّ : ش..شهد
تتّسع إبتسامتها في مُحاولة مُجهِده لإخفاء الألم : أنا ما حاسّة بِي كدا ! صدّقيني هي بتبالغ
تقوى : عارفَة.. بس.. الموضوع دا شنُو الفتحُو هسّي !
تُخفِض رأسها بقِلّة حِيلة : حِكاية الجامعة
تتنهّد وتمُد راحة كفِها لتحتضن ضهرها المحنِي : معليش..
يُفتَح الباب بهدوء.. تذهَب أعينهم نحوه
تقوى : أبوي !
محمّد بنبرة آمِره : شهد , حصّليني , ويذهب بهدوء مِثلما أتَى
تنهض بإرتباك..
تقوى : فِي شنُو !
شهد : ما عارفة .. تخرُج خلفهُ والقلق قَد أحاط بِها مِثلَ هالة

فِي جهَةٍ أُخرى /

سارّه : خالتِي السُرّه , مالِك !
السُرّه وهيَ تمسح دمُوعها بطرف تُوبها : ولدي حيّ ولا ميّت يا سارّه , ولدي يا ناس.. ولدي واطاتو وِين , ولدِي
وتُجهِش بالبكاء
سارّه : صلّي علِي النبي , كدِي قولي بِسم الله ؛ الزكّرك ليهو شنُو ؟
السُره : والبِنسّيني شنو.. البنسيني جناي شنُو
تتنهَد بِحُزن : عليك الله امسحي دموعك واستغفري.. الفِيو خير ربّنا بسوّي ..
وبَين قُضبان تِلك النافِذة, يسير المشهَد بِبطء مُستفزّ !
محمّد : أنا عارِفِك بتفكّري في شنُو هسّي , شايفاني حقّار وظالِم
تُقاطعُه بِنَفي مُرتبك, ليعُود ويُكمِل حديثه : عارف , أخوي أحمَد لو كان.. لو كان بيننا كان حيقرّيك في أحسن الجامِعات و.. أنا مادايرِك تحسّي بالنقص لأني رافض قرايتك,, إنتي ماعارفة يابتي الدُنيا دي برّه عاملة كيف ! بتبهدِل الناس النضيفة زيك يابتِي , هناك الشر كتير والشر ديمة بِغلِب !
شهد : لا .. الشرّ ما ديمة بِغلب ؛ إحنا دَام شايلين الخير جوّانا مافِي حاجه بتغلبنا ! جوّانا خِير بكفّي عشان نكُون الغَالبين , نحنا قُمنا وشبّينا من طِين طيّب , ومن أرِض طيبة , وربِينا حنيّة وسمَاحة, الخِير أصِل وطبيعة فينا, نفسنا بتَابا الشرّ كان إتلبّس وإتنكّر.. رُوحنا ما بتقبلُوا ! , شِن بِغلبنا يا ابُوي ؟
يبتسِم وكأنها لامسَت روحهُ عميقاً بِكلماتها : شهد يابتّي
شهد : نعم يا ابُوي
محمّد : يشهد الله معزّتك يابتي مِن معزّة تقوى.. وأكتر , وأشهّد ربنا إنّي غير الخير ما بدُور ليك شِي ,إنتي أصيلة يابتّي وبِت ناس طيبين , الجّامعة بتقدرِي عَليها.. بتقدري وحترفعي راسنا مابتوطّيهُو .. ثُم يحنِي رأسهُ مُتأهِباً للبُكاء.. ويُكمِل بصوتٍ حزين , امشي يابتّي ودعتِك الله
تبتسِم بفرحٍ تعقبهُ دمُوعه : أبُوي محمد! يعني..
محمّد : مُوافق يابتّي.. موافق
تقترِب لِتُقبّل رأسهُ وكفّيه بإمتنان : أوعدِك ما بخذلكم.. وعد
تصمت وهِي تُراقبه : طيّب لشنُو الدموع دِي
محمّد : البِيت بلاك مابِبقى يابتّي
شهد : هو أنا حَ ابعِد منّكم يعني! .. لا لا ما دايره أمِش
محمّد : لالا.. الله معاك مابِضيّعك , وإنتي إن شاء الله قدُر المسؤولية
تتنهّد وتزفُر كل قلقٍ خارج صدرها,لِتُعلّق ناظرها بهِ بنظرة متأمِّلة: إن شاء الله

درجة خافتة من البنفسجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن