١١

836 23 0
                                    


ترفع عَينيها إلى السّقف, تعُود لِتتفقّد الأشياء حَولها , هل أنا على الأرض ؟ ما هذا السؤال ماذا هُناك ؟
لا يُسمع مِنهُ حتّى النّفَس , تظن أنه أنهَى المُكالمة فتهمِس بِتردد : هشام.؟
يبتلِع ريقهُ بِتوتّر : شهد.. إعتبريني ما اتّصلتَ ولا سألت السؤال البايِخ دا بالجّد.. أنا آسِف و ؛ آسِف
تكاد تنطِق فيُقفل الخطّ
تزفُر بِحيرة : وأنا كمَان الله قال مايلاقُوني إلا المجانين , هسّي دا جنسُو شنو ؟
تقوى وهيَ تنهض : في شنُو قال شنُو ؟
تلحَق بِها : جيبي الحلق دا أوّل شِي
تركُض إلى الخارج : ياخ مام

في جِهةٍ اُخرى /

يُغلِق الخطّ ويصفع وجههُ ألفَ صفعَة : غَبي !
يُعيد هاتِف أختهُ حيثُ كان , ويخلُد للنوم باكراً لتبتعد عن أفكاره , فيجدُها في الوِسادة ! لا تذهب , لا تُنسَى
تلحَق بِها إلى الحُوش
شهد : تقوى جاي الحَلق
تقوى : قُلنا أبيت !
شهد : حبوبة شوفي الزِفتَة دي يااخ !
السُرّه : بس يابنات أبوكم محمّد جاي هسي يشيل مُفتاح الديوان , أبقَن عاقلات
تقترِب شهد لِتقتلعهُ مِنها فَتهرُب , تلحَق بِها إلى بِداية الحُوش
السُرّه : يابنات , روقَن ساي, تعالَن قنّبَن هِني
يُطرَق باب الحُوش المفتُوح بِطبيعة الحال , تصرخ تقوى التِي لا ترتدِي ما يسترها وتركُض إلى الداخِل , تتسمّر ذات الشعر الطويل حيثما هيَ .. يُحدِّق بِها بِنظرات تكاد تأكلها , تَتنحنح وتُهروِل إلى الدّاخل
يبتسِم ويُلقي السلام : السّلام عليكم
السُرّه : وليد , خُش ياولدي إتفضّل

في جِهةٍ أُخرى /

بِمنزل خالد :

يأخذ نفساً عميقاً , يُربّت على كتفها : يا أُمي , دي مُجرّد أوهام
بهجَة : حتّى إنتَ يا سليم
يقترب ليُقبّل رأسها : أنا معاك في أي شي يا ستّهم إنتي , أأمُريني بَس
بهجة : عاوزه أشوف الصندوق , جوّاهو شنو , ولا ما حيرتاح قلبِي
يتنهّد : حااضِر , خليهُو لَي الموضوع دَا
تُربِّت على شعرِه فيقترب ويُريحهُ فوق ساقَيْها : ياسلام , أحلَى مكان
تبتسم بينما تُداعب خًصل شعرهِ بِرفق : أها أنا حكِيت مالي , ورّيني إنتَ الحاصل لِيك شنُو
يتنهّد تَنهيدة طويلة , بعيدٌ مدَاها , يرفع عَينهُ إليها مُبتسماً : تصدّقي ؟ ماعارِف
تضحَك : يعني حبّيت
يُقطّب حاجبيه وشفتيه تبتسم مُستنكِره : حبّيت؟
بهجَة : الضياع الشايفاهُو في عيونَك دا ياهُو الحُب زاتُو
يبتسم نِصف إبتسامة ويسرَح بعيداً : تفتكرِي ؟
بهجَة : أفتكر ونُص , بَس قُول لَي ؛ إسمهَا منُو ؟

في جِهةٍ أُخرى /

شهْد

تبتسِم بِملامح راضية وهيَ تحضتن كفّها : ياسلام ياخالتُو ! انا ماحبّيت إسمي دا إلا مِنّك !
تُشاركها الضحك : يابت ما تبكّشيني
شهد : واللهِ جَد
تقوى : لالا بتقُولِّيك كدا عشان إنتي أُم وَليد
تفتح شهد عَينيها على إتسّاعمهُا , ترمقها بِنظرة مُتوعّدة , تُحنِي رأسها مِن نظراتهُم المُتجمهِرة عليها
السُرّه : بالمُناسبة وليد وِين
أُم وليد : مشَى للرُجال في الديوان
تنهَض شهد
إثر نِداء ساره لهَا
تقوى : مالِك قُمتي؟ تغمِز لها , مِسخت عليك القعدة ولا شنُو ؟ بِجي بجي
تعضّ شفتيها بِغيظ , تهمِس من بين إحتاك أسنانها : شيلي الصبُر, بنتهِي مِنّك الليلة بس أصبري ؛ تتنحنح : خالتو سارّه بِتنادي فيني , القعدَة سمحه , سممحة ما مِسخت
تضحَك وهيَ تتأمّل إرتباكها : تمَام , أجي أساعدكُم
شهد : إترزعي

درجة خافتة من البنفسجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن