الفصل الثالث

1.1K 43 3
                                    

الفصل الثالث

**********

الحياة ضرب من جنون..
مهما بلغت درجة تعقلك يا صديقي..
فأنت مجنون من نوع خاص..
لكل منا جنونه الخاص يتميز به عن غيره..
فالعالم  عبارة عن مشفى مفتوح أسواره..
ونحن مرضى.. .

**********

التخيل .. التهيؤ شعور سيئ ،فأنت لا تدري حقيقة ما تراه ، هل هو صحيح أم عقلك الباطن يصور لك أحداثًا واهية ؟! ، هل هي مجرد تداخلات صورها العقل في صورة أحداث لنصدقها ونؤمن بحقيقتها ؟! .

بدأ عقل كنان يفكر في أمر تلك الفاتنة التي ترفض حتى تركه في أحلامه ، وتغزو حاضره  لا تنفك تبتسم له ثم تختفي ، حتى شعر أنه أصيب بالجنون وأنها فقط من تخيلات عقله الباطن لشعوره بالوحدة عقب وفاة أسرته ، وعند ذكر أسرته بدأت الدموع تتجمع في عينيه حتى أنه لم يسمع صوت طرق الباب ولا بدخول  تيا القلقة من مظهره ، فرؤيتها له شاحبًا صباحًا أنبئها بإحتمالية مرضه .

بعد عدة طرقات على الباب ودون إستجابة  منه قررت تيا الدخول لتجده شاردًا وكأنه فقد الإحساس بالوقت ، اقتربت منه بحرص لتري عيناه تلمع بدموع ، يبدو أنه لم يشعر بتجمعها بعينيه ، لتهمس بصوتٍ هادئ :
- سيد كنان ؟ .

لم يرد عليها لتردف بصوت أعلى قليلاً من سابقه :
- سيد كنان ؟ .

أنتبه كنان لها ورفع وجهه إليها ، ليُصدم من رؤيتها له بحالته تلك ، فوقف منتفضًا من مكانه ويعطيها ظهره رافعًا وجهه لأعلى كي يمنع تلك العبرات من الهبوط ويمسح على شعره بإنزعاج .
ودقيقة حتى هدأ نسبيًا ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة  فهو لم يمهلها وقت حتى إنفجر في وجهها صارخًا :
كيف دخلتي إلي هنا بدون إذني ؟ .

وقبل أن يعطيها فرصة للرد كان يداهمها مرة أخرى قائلا :
- لم أسمح لكِ بالدخول فكيف تعطين لنفسك الاذن بفعلها ، اسمعي يا أنسة أكره التطفل وهذا آخر إنذار لكِ ، فهمتي ؟ .

أومأت له بصمت ودموعها تهبط على وجنتيها
حتى غادرت مسرعة من أمامه تخرج من مكتبه ودموعها تكفي أنهارًا .

دخلت مكتبها وأغلقت بابه لتستند عليه بظهرها فتعلو شهقاتها وتزداد وتيرة بكائها .

بينما هو لم يكن أقل منها  فهو أطلق وحش غضبه عليها بدون سبب ، ربما لأنه فقط يرفض  أن يشهد شخص غيره على لحظات ضعفه ، لحظات إشتياقه ، لحظات
إحساسه بالندم والعجز .
ليطلق صرخة غاضبة ويطيح  بكل ما فوق مكتبه أرضًا ، ثم يلتقط مفاتيحه وحافظة نقوده ويخرج من مكتبه بل من الشركة كلها كلإعصار .

**********

قاد كنان سيارته دون شعور ، كأنها تعرف الطريق دون أدنى تحكم منه ، فقد ذهب إلى مكانه المفضل حيث يجلس مع أحبائه ويحادثهم ، يحكي لهم تفاصيل يومه واليوم لم يكن يختلف شيئاً عن سابقه .

ذات الرداء الأحمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن