الحلقة الاولى "ما زلت فى ضباب"

61 2 0
                                    

كان المطر يهطل بشدة، و ثلاثتهن يجلسن على الأرض يتمتعن برؤية المطر من النافذة.
كانت زمرد ترسم ما تراه، و كانت درة تداعب وردة و أنس بينما كانت لؤلؤة تقرأ كتابا فقد كانت تهوى القراءة و الاطلاع.
أنس: زوما
زمرد: نعم يا روح زوما.
أنس: انتى بتعملى ايه؟
زمرد: برسم السما الجميلة دى.
أنس: بس السما غامقة و وحشة اوى دلوقتى !
زمرد: السما مش وحشة يا نسنس، دى عاملة زى ماتكون نفسها تصرخ و تتطلع الجواها بس مش عارفه.
نظرت اليها لؤلؤة باستغراب: حرام عليكى هتطلعى الولد معقد زيك!!
زمرد: علفكرة انا مش معقدة، و مالكيش دعوة الموضوع ده بينى انا و أنس بس...، صح يا أنس.
أنس وضع يده على جبهته : صح يا زوما .
ثم صرخ كليهما: اووووه!! قصف جبهه.
ضحكت لؤلؤة: بس يا حيوانات!!!!
وضعت زمرد يدها على أذني أنس: بس يا لؤلؤة انتى كده بتعلميه حاجات غلط.
لؤلؤة: انا بردو صح؟ انا هوريكى.
قامت زمرد من مكانها بسرعة ثم لحقت بها لؤلؤة و عانقتها بشدة عناق لا يخلو من الحب.
زمرد: ......لؤلؤة كفاية انتى بططتينى.
جرت درة ثم قفزت عليهما.
زمرد و لؤلؤة: آهههههههههههههههههههه قومى يا زفتة.
ترررررررررررررررررررررررررررن
جرت درة لفتح الباب.
زمرد: اخيرا انا عظمى اتفشفش.
لؤلؤة: تلاقى زين و فايز و كريم جم.
فتحت درة الباب فوجدت شابا وسيم ينظر اليها، نظرت اليه فى صمت حتى قال لها: هو أستاذ علاء جوهر هنا؟
درة: .....آ آه ثانية واحدة هقولو، هو حضرتك مين؟
فارس: قوليلو فارس الدسوقى.
درة: حاضر ثانية واحدة.
------------------------------
درة: بابى انت صاحى؟
علاء: آه يا حبيبتي في ايه؟
درة: في واحد اسمه فارس الدسوقى عايزك برة.
عندما سمع علاء بإسم الفتى تبسم فى دهشة: دخليه يا بنتى لحد ماجى.
درة: حاضر يا بابا.
------------------------------
دخل فارس المنزل بعد ان أذنت له درة، و جلس على كرسى احمر كبير يتأمل المنزل فى دهشة، فقد تغير المنزل كثيرا منذ آخر مرة دخله فيها.
علاء: ازيك يا ابنى.
قام فارس من مكانه: الحمد لله يا عمى.
علاء: اعرفك ببنتى درة.
ابتسمت درة: اهلا يا فارس.
فارس: بس انا لما جيت هنا كان شعرك اسود صح؟
ضحك علاء: لا يا ابنى، ال انت شوفتها دى بنتى الكبيرة لؤلؤة.
نادى علاء على لؤلؤة فجائت مسرعة.
لؤلؤة: نعم يا بابى؟
علاء: اعرفك بفارس ابن صديقى هيثم.
لؤلؤة: هاى يا فارس.
ضحك فارس: جوهر و لؤلؤة و درة، ده ايه عيلة الجواهر دى؟! مفيش زمرد كمان؟؟
خرجت زمرد من داخل الغرفة المجاورة واضعة يدها على خصرها: انا زمرد!!!
نظر فارس بخجل حتى رأى شعرها الازرق اللامع، فظل يتأمل فى ملامح وجهها الجميلة حتى ساد الصمت فى الغرفة.
زمرد: فى حاجة؟
افاق فارس: آ.....ااااا ازيك يا زمرد؟
سكتت زمرد قليلا ثم ذهبت الى غرفتها.
فارس: ما شاء الله ازاى الثلاثة دول اخوات؟
ابتسم علاء: سيبك انت بس و تعال نتكلم جوا.
-----------------------------
زين: يالا بسرعة.
فايز: هو احنا جبنا كل حاجة؟
كريم: فاضل بس الخضار.
فايز: مفاجيع، انا مش عارف بياكلوا كل ده ازاى.
زين: لؤلؤة ممكن فى مرة تاكلنا.
فايز فى غضب: بس يالا.
ضحك زين: ايه يا عم بهزر.
حاول كريم و زين استفزاز فايز.
كريم: انتو هتروحوا فرح ياسمين الأسبوع الجاى؟
زين: انا أكيد لازم اروح، هم بيعتبرونا زى اخواتهم.
فايز: تفتكر البنات هيروحوا؟
زين: لؤلؤة و جميلة اكيد هيروحوا، و درة على حسب مزاجها ، اما بأه زمرد فمستحيل تروح!
كريم: ليه؟
زين: أعتقد مش بتحب التجمعات الكتيرة، يعنى بتكسف من الناس و انت عارف ان الناس كتير فى الأفراح.
فايز: هى بتتعلم تعليم منزلى، صح؟
زين: آه.
كريم: ده علشان مش بتحب تجمعات المدرسة ولا ايه؟
زين: لا هى كانت فى مدرسة بس اترفدت!!
نظر كريم الى فايز فى اندهاش: ليه هى عملت ايه؟
زين: ضربت واحد.
كريم: مات!!!!
فايز: لا يا حبيبى لو كان مات كانت هتبقى فى السجن دلوقتى مش فى البيت.
زين: احنا بنحاول نخرجها من البيت و نعرفها بناس، بس مفيش فايدة.
كريم: طب و ايه الحل؟
زين: مفيش فى ايدنا حاجة نعملها غير ان احنا نستنا.
فايز: نستنى ايه؟
زين: حد تحبه و تسمع كلامه، و هو هيخليها تتغلب على مخاوفها.
فايز: و ايه مخاوفها دى؟
كريم: روح اسألها.
زين: اوعى!! انا مرة سألتها و كان ردها بوكس فوشى كسرلى مناخيرى.
فايز: بس هى طيبة اوى.
زين: زى اخواتها، كلهم طالعين لابوهم.
كريم: و اخبار درة ايه؟
زين: كويسة، يعنى... بتهرب من البيت كالعادة، و بنلاقيها.
نظر فايز الى زين بسخرية: انت عارف ان كريم ميقصدش على كدة.
--------------------------
خرج فارس من الغرفة بصحبة علاء ومن ثم نادى علاء على بناته.
لؤلؤة: نعم يا بابى؟
علاء: انا عايز اعرفكو ان فارس هيعد معانا فى البيت شوية، عشان البيت ده كان شراكة بينى انا و ابوه الله يرحمه.
درة: اتفضل يا فارس هوديك اوضتك.
ابتسم فارس ثم تبع درة، و بينما كان خارج من الغرفة اوقع الوان زمرد التى كانت على الارض! فاختلطت بسماء زمرد!
جرت زمرد الى لوحتها ثم نظرت اليه فى غضب: انت اعمى ولا ايه ؟! متبص قدامك!
فارس: ا...اا..انا آسف.
نهر علاء زمرد: عيب كدة يا زمرد، اتفضلى على أوضتك.
نظرت الى فارس بتوعد ثم سارت الى غرفتها و الدمع يفيض من عينيها.
شعر فارس بالأسى عليها و عزم على الاعتذار منها فى اقرب فرصة.
درة: اتفضل، دى أوضتك يا فارس.
فارس: شكرا.
سكت فارس قليلا ثم اكمل كلامه قائلا: هى إتنرفزت اوى كدة ليه؟
درة: لوسمحت متزعلش منها هى عندها مشاكل.
فارس: طب لوسمحتى ممكن أروح أعتذرلها؟
درة: آه طبعا، بس بعد الغداء عشان تكون هديت شوية.
--------------------------
ترررررررررررررن تررررررررررررررن
لؤلؤة: افتحلهم يا درة.
درة: أهلا أهلا، نورتونا، ٣ساعات بتجيبو حاجات من السوبر ماركت.
زين: ما انتو طلبين السوبر ماركت كلو، وبعدين ايه المشكلة؟، ولا انت مش قادر على بعدى يا عسل.
درة: بس يا اهبل.
كريم: امال فين لؤلؤة و زمرد؟
لؤلؤة قاعدة مع سيف، و زمرد بابا وداها اوضيتها عشان شتمت فارس.
زين: فارس مين؟
درة: واحد هيعيش معانا فى البيت.
فايز: طب هو عملها ايه عشان تشتمه؟
درة: وقع الالوان على رسمتها من غير ميقصد.
-------------------------
اجتمع الجميع حول مائدة الطعام وجلس فارس على راس المائدة.
بدأ علاء ان يعرف فارس على العائلة، وسرعان ما اصبح فارس صديق زين و كريم و فايز.
ولن تتخيل سعادة فارس عندما كان يجلس معهم، فقد كان يعيش وحيدا لوقت طويل و قد نسي شعور الانتماء لعائلة منذ ان توفى والداه فى حادث، ولكن فرحته لم تدم لوقت طويل حيث رأى زمرد جالسة على طرف المائدة عابسة الوجه شاردة الذهن ، وعندما لاحظت مراقبته لها نظرت اليه نظرة متوعدة ممزوجة بالغضب و الحزن الشديد.
لم يصدق فارس انها تكن له كل هذا الكره و العدائية لانه اوقع الوانها، فقد كان متأكدا من ان السبب وراء هذا الكره هو اكثر من هذا بكثير.
انهت زمرد طعامها و من ثم قامت الى الداخل، و ظل فارس يفكر فيما تخبأه هذه الفتاة وراء هذا القناع الذى ترتديه ، فقد كان متأكدا انها فتاة مرحة و مميزة ولكن تحتاج الى من يرشدها و يعيد اليها ثقتها بنفسها.

----------------------------
قام فارس من على المائدة عازما على الاعتذار منها، فذهب مسرعا الى غرفتها و لحسن حظه كان الباب مفتوحا على مصرعيه.
وقف فارس امام الباب فرآها جالسة على سريرها غارقة فى دموعها.
تعجب فارس من رؤيتها هكذا: انتى بجد بتعيطى عشان الالوان.
زمرد: مالكش دعوة، اطلع بره!
فارس: طب خلاص متزعليش منى هنزل اشتريلك الوان جديدة دلوقتى.
زمرد: مش عايزة منك حاجة, اطلع بره بأه!
فارس: انا مش طالع بره غير لما اتأكد انك سامحتينى.
زمرد: انا مش متضايقة منك انت اصلا فلوسمحت اطلع بره عشان متغباش عليك.
فارس: امال بتعيطى ليه؟
سكتت زمرد قليلا ثم سالت الدموع من عينها الجميلة: انا......انا زعلانة من نفسى.
شعر فارس بالأسى تجاهها فجلس بجانبها و امسك يدها قائلا: ليه ؟
زمرد: عشان انا خليتك تكرهنى من ساعت مشوفتنى، انا مبعرفش اخلى حد يحبنى عشان كدة معنديش صحاب!!
تعجب فارس مما قالته: بس مين قالك انى بكرهك؟
نظرت اليه زمرد: يعنى انت مش بتكرهنى؟
فارس: اكيد لا، و بعدين لو اقنعتى نفسك بالإنتى بتقوليه ده هتفقدى ثقتك بنفسك وده هيخليكى معندكيش اصحاب.
ابتسمت اليه زمرد قائلة: انا آسفة عشان شتمتك الصبح.
فارس: انا الآسف عشان الالوان، هشتريلك غيرها.
زمرد: لا ولا يهمك عندى منها كتير.
فارس: خلاص عشان ضميري يستريح هخدك معايا بكرة النيل.
زمرد: النيل؟؟!!
فارس: اه، عندى مركبة، ايه رأيك؟
نظرت اليه زمرد بابتسامة يملؤها الفرح: اوك هروح.
قام فارس من جانبها واضعا يده فى جيب بنطاله ، و قام بفتح الباب قائلا: بكرة الساعة ٥، و مش عايز اشوف البوز ده تانى، ماشى.
ابتسمت زمرد ابتسامة جميلة، فظهرت غمزاتها التى لا يوصف جمالهما. وعندما رأى فارس ابتسامتها الفاتنة، تبسم تلقائيا قائلا لنفسه( هذا هو ما كان ينقسك لكى يكتمل جمالك، فكنتى كسماء صافية ينقسها القمر.)
ومن ثم ترك الغرفة، قامت زمرد من مكانها و كانت الفرحة تعلو وجهها، فخرجت من الغرفة و جلست بين اخواتها على الاريكة تشاهد التلفاز.
لاحظ الجميع سعادتها بسبب الابتسامة الجميلة التى لا تظهر الا فى اوقات قليلة.
قالت لؤلؤة فى اندهاش: هو الجميل مبسوط كدة ليه؟
فردت عليها زمرد موجهة نظرها الى غرفة فارس: تقدرى تقولى شفت النور جايلى من بين الضلام.
قالت درة فى سخرية: متبطلى الطلاسم البتقوليها دى و تتكلمى عدل يا بت.
ضحكت لؤلؤة: بس بقا عشان متطفش، ولو طفشت مش هتشوفى ضحكتها دى تانى.
----------------------

حبيبتي في ديجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن